كيف تقوي الذاكرة وتحسن أداءها؟ إن التذكر الجيد مهارة مهمة لأي شخص. وبفضل الذاكرة الجيدة يمكنك دائمًا تذكر الأشياء مثل التواريخ والأسماء والأرقام والعديد من التفاصيل الدقيقة الأخرى التي تتزاحم في حياتنا اليومية. لذلك دائمًا ما نحتاج إلى البحث عن أساليب يمكن من خلالها تحسين ذاكرتنا حتى نتمكن من تجنب مواقف النسيان المحرجة. وفي هذه الموضوع، سنلقي نظرة على 14 طريقة تساعدنا في تقوية وتحسين أداء الذاكرة.
كيف تقوي الذاكرة؟
1. تناول الطعام الصحي
أسلوب حياتنا الحديث له بعض الآثار السلبية على الذاكرة ومدى قوتها.
فعاداتنا الغذائية السيئة و الإجهاد الهائل وعدم الحصول على الراحة الكافية – كل هذا يلعب دوارًا في إضعاف الذاكرة.
لذا من المهم أن نعيش حياة صحية ونتبع العادات الغذائية السليمة.
تناول الأطعمة والمكملات الغذائية التي تحتوي على مركبات الفلافونويد مثل التوت والعنب وأوراق الشاي والمكسرات و الكاكاو وفيتامين ( د )
كل هذه الأغذية تُعزز الخلايا العصبية في الدماغ بشكل كبير.
و بذلك تكون قادرة على تجديد الذاكرة وتحسينها .
وكذلك ترتبط هذه الأطعمة بالإنزيمات والبروتينات المهمة للذاكرة. وتساعد في تكوين الخلايا العصبية الجديدة وتدفق الأكسجين الكافي إلى الدماغ.
والخصائص المضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة الموجودة في فيتامين ( د ) تساهم في الحفاظ على وظائف الدماغ الصحية.
ومن الضروري إدخال الفواكه والخضروات في نظامنا الغذائي اليومي حتى تتوفر مضادات الأكسدة اللازمة لحماية خلايا الدماغ من التلف.
ويجب الحرص على تناول الأطعمة المحتوية على فيتامينات ب 1 ، 6 ،12 لأن نقصها يؤثر بشكل كبير جدا على الذاكرة والتركيز.
وهى موجودة فى الأطعمة مثل القرنبيط والبرتقال والبطاطا والكبد واللحوم والسردين والسلمون وسمك التونا والبيض .
وإذا كنت حريصًا على تطوير ذاكرتك وتحسين أداءها، فيجب عليك أن تبتعد عن الوجبات السريعة والكحوليات، والالتزام بالأطعمة والمكملات المذكورة.
علاوة على ذلك، يجب العلم بأنه كما يحتاج الجسم إلى الراحة.فإن المخ أيضًا يحتاج إلى راحة.
أي لابد من راحة كافية للمخ من الضغوط والتفكير والاجهاد الذهني حتى يواصل العقل عمله بأقصى الإمكانيات.
2. تجنب السكر
يدخل السكر في العديد من الأطعمة اليومية، وتُعتبر الأطباق الحلوة نقطة ضعفً الكثيرين، فإذا كنت واحدًا من هؤلاء،عليك أن تعرف مدى ضرر تناول السكر على ذاكرتك.
كيف يمكن أن يؤثر السكر على الذاكرة؟
العديد من الدراسات والأبحاث أشارت إلى أن دخول كميات كبيرة من السكر في جسم الإنسان له تأثير ضار على صحة الدماغ والذاكرة.
وللأسف يستهلك الكثير من الناس يوميًا ضعف كمية السعرات الحرارية للسكر الموصي بها.
ومن آثار السكر الضارة أنه يؤدي إلى صعوبات في التذكر، ويسبب الاكتئاب، ويسبب انخفاض في وظائف الدماغ.
ويقلل من إنتاج عامل التغذية العصبية (BDNF) وهو عامل هام جدًا للمساعدة في عمليات التعلم وتحسين وتنشيط الذاكرة.
3. تناول الكافيين
لدى الكافيين تأثير إيجابي على الذاكرة.
ويجب أن يتم تناوله بعناية وتجنب الافراط فيه، وقد أثبتت العديد من الدراسات دور الكافيين في تعزيز الذاكرة.
4- الشاي الأخضر
الشاي الأخضر له دور إيجابي للغاية في تحسين الذاكرة، حيث يحتوي على مادة البوليفينول.
وهي واحدة من مضادات الأكسدة القوية التي تمنع الجذور الحرة من إتلاف خلايا الدماغ.
ويُعتبر الشاي الأخضر من أفضل المشروبات لتحسين الذاكرة واليقظة العقلية وقد يُبطئ بشكل كبير شيخوخة الدماغ.
5. تمارين العقل
تمارين العقل المناسبة يمكن أن تساهم في الحفاظ على نشاط الدماغ مثلها مثل عضلات الجسم تمامًا.
فكما يحتاج الدماغ إلى الطعام يحتاج إلى تمارين من نوعيه خاصه. فهناك تمارين لتطوير وظائف الدماغ وتقوية الذاكرة، ويمكنك اعتبارها أفضل طرق لتحسين الذاكرة.
وإذا تمت المواظبة على هذه التمارين لفترة طويلة، فسوف تكون لها نتيجة معجزة.
هناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها تدريب العقل وتحسينه.
من هذه الطرق وأهمها القراءة المستمرة بقدر ما تستطيع ، وزيادة الحصيلة اللغوية والمفردات ومراجعتها باستمرار. وتعلم لغات جديدة ، والكتابة والتكرار،
وكذلك إيقاف تشغيل التلفاز المستمر والأجهزة الذكية دون حاجة لأنه يشتت التركيز ويشغل الوقت فيما لا يفيد .
الاستمرار في هذه الأنشطة وغيرها يمكنك من تدريب عقلك، وتوسيع ذاكرتك، و تحسينها، ويحافظ على قدراتك العقلية من الإهدار فيما لايفيد.
6. ممارسة الرياضة يوميا
يقال أنه “لتحقيق شيء لم يكن لديك من قبل، يجب أن تفعل شيئا لم تكن تفعله أبدا”.
صحتنا اليوم أصبحت الجانب الأكثر إهمالًا في حياتنا. بينما يجب أن يحدث العكس في زمن امتلأ بالتكنولوجيا وآثارها المدمرة على صحة الإنسان.
يجب علينا تخصيص نصف ساعة على الأقل كل يوم لممارسة رياضية بسيطة من أجل صحتنا.
التمارين الرياضية اليومية لها العديد من الفوائد الجسدية والعقلية.
ولا شك أن الأمر يتعلق بتحسين أداء العقل والذاكرة أيضًا فالجسد كله مرتبط ببعضه.
يمكن أن تعزز التمارين اليومية مهارات الدماغ والتفكير بشكل كبير وذلك عن طريق تحفيز التغيرات الفسيولوجية وتقليل مقاومة الأنسولين وتنشيط الدورة الدموية وتجديد الخلايا. وكذلك تشجيع إنتاج عوامل النمو الصحي.
وتعمل التمارين بشكل مباشر على دماغك عن طريق تحسين النوم والمزاج.
من خلال هذا، نجد أنه من الواضح تمامًا تأثير التمرينات اليومية بطريقة مباشرة أوغير مباشرة على صحة الدماغ و أنها مفيدة لتحسين الذاكرة.
7. لا تكثر من المهام والمسئوليات
قد يكون من الرائع أن نمتلك المهارة والقدرة على “تعديد المهام والمسئوليات”،
ولكن هل تريد أن تعرف ما تأثير ذلك على دماغك ؟ بينما نحن نناقش الآن كيفية تحسين ذاكرة الدماغ. قد نشعر بخيبة أمل عندما نعرف أن تعديد المهام لا يساعد في تحسين ذاكرة الدماغ.
تم وصف مهارة ( القدرة على تعديد المهام )على أنها مهارة غير مجدية.
فالعقل الطبيعي يُفضل الانتقال من مهمة إلى أخرى بدلاً من تعديد المهام في وقت واحد .
لأن فكرة المهام المتعددة التى تجعل العقل ينشغل بأكثر من مهامة في وقت واحد، فكرة لاتحسن بأي حال من الأحوال الذاكرة.
وقد ذكرت دراسات مختلفة أن تعديد المهام لا يسبب نقص في التركيز فقط، بل إنه يُبطئ عملية العمل ويُوقع في الأخطاء.
فإذا كنت تحاول إتمام 3-4 مهمات في وقت معين، فمن الأفضل الانتباه إلى المهام بصورة فردية واحدة تلو الأخرى.
لأن ذلك سيستغرق وقتًا أقل بكثير من إتمام جميع المهام المطلوبة معًا.
وهذا هو السبب في أن التركيز على مهمة واحدة من أفضل الطرق لتحسين الذاكرة والحفاظ عليها.
8. كيف تقوي الذاكرة عن طريق النوم الكافي بشكل جيد
بعد يوم طويل من العمل الجاد والشاق، تحتاج أجسامنا إلى نوم سليم في الليل،
وهذا الأمر أيضاً مهم لتثبيت وظائف الدماغ.
حيث يقوم الدماغ بالآلاف من الأنشطة طوال اليوم،
والنوم الجيد لمدة 6-8 ساعات ليلًا يثبت وظائف الدماغ ويضعه في أفضل حالة للعمل في صباح اليوم التالي.
وعلى العكس من ذلك، فعدم الحصول على النوم المناسب في الليل سيجعلك تشعر بالنعاس طوال اليوم ولن تتمكن من التركيز أو العمل بكفاءة.
النوم الجيد ينشط تغيرات الدماغ التي تساعد في تحسين الذاكرة والتركيز.
وعندما تنام جيدًا يمكن تنفيذ مهام الدماغ في اليوم التالي بدقة وبسرعة وبضغط أقل بكثير من اليوم السابق.
9. تقليل الإجهاد والإكثار من الضحك
في الواقع يمكن أن يؤثر الإجهاد والاكتئاب والتوتر والقلق على قدرة المرء على تذكر الأشياء أوالتركيز في تفاصيلها.
لذا نجد أن الضحك والابتسام والتفاؤل والمرح الدائم، يُقلل من مستويات التوتر لدى الإنسان ويُحسن من قدرات ذاكرته.
باختصار، الضحك يخفض هرمون الكورتيزول.
ونحن في بعض الأحيان نضع الكثير من الضغط على أنفسنا دون أن ندرك التأثير السلبي السيئ الذي يُحدثه الضغط على صحة أدمغتنا.
والابتسام والضحك والمرح الدائم هو في الواقع دواء عظيم للتخلص من هذا الأثر السلبي.
والمشاعر العاطفية الجيدة تُساعد أيضًا في تنشيط بعض من أجزاء الدماغ ولكن الضحك والابتسام يعملان على تنشيط جميع مناطق الدماغ.
لذا من المفيد جدًا قضاء الوقت مع أشخاص فكاهيين ومرحين والضحك والمرح كل يوم، لأنها واحدة من الطرق المثبتة لتعزيز ذاكرتك.
10. كيف تقوي الذاكرة عن طريق مضغ اللبان
مضغ اللبان يساعد على تذكر المزيد من الأشياء .
فقد وُجد أن الأشخاص الذين يمضغون اللبان باستمرار. وبعد قيامهم بإجراء اختبار الذاكرة قصيرة المدى وطويلة المدى يحصلون على درجات أعلى من الذين لا يمضغون اللبان.
11. كيف تقوي الذاكرة عن طريق تعلم مهارات جديدة
يقولون أن إبقاء عقلك مشغولاً بتعلم أشياء جديدة له تأثير جيد على تحسين ذاكرتك.
هذه أيضًا واحدة من أفضل طرق تحسين الذاكرة التي يجب على الجميع تطبيقها.
السؤال هنا هو – هل للعمر أي علاقة بهذه العملية ؟. من الواضح أن إبقاء دماغك مشغولًا بالأنشطة الهادفة يحسن الجهاز العصبي ولقد أثبت العلم بالفعل أن هذا ليس له علاقة بالسن.
إذا فكرنا سنجد أنه من الصحيح والبديهي دائمًا أنه إذا كنت ترغب في تعزيز وتنشيط دماغك. فيجب عليك تشغيله وشغله باستمرار، وذلك فيما هو مفيد كتعلم مهارات جديدة .
فالأشخاص الذين يشغلون أدمغتهم دائمًا في تعلم أشياء جديدة يظهرون دائمًا تحسنا ملموسا في الذاكرة.
ويظهر ذلك جليًا عندما يكبر الشخص ويجد نفسه صاحب عقلً صحيً و نشيط.
12. التجميع وربط الأشياء ببعضها
ترتبط دائمًا كل ذكرى أو معلومة نفكر فيها بجزء آخر، ذاكرتنا تعمل في الأساس على ربط المعلومات والذكريات .
ومن أجل تذكر أفضل، نحاول دائمًا إنشاء روابط بين أجزاء من المعلومات أو الذكريات.
فعندما نربط جزئين من المعلومات ببعضهما البعض، سيكون لدينا قدرة أكبر وأقوى على أن نتذكرهما بسهولة.
13. كيف تقوي الذاكرة باتباع أسلوب القافية أو الأغنية
قد يبدو هذا الأسلوب غريب، ولكن في بعض الأحيان، يساعد تكوين القافية أو الأغنية على حفظ الأشياء بشكل أفضل.
فأدمغتنا لم تُخلق لتذكر أشياء وتفاصيل متعددة في نفس الوقت.
ولكن تشكيل تلك التفاصيل في صورة قافية منغمة مفيد في تسهيل حفظها وتذكرها في الوقت المناسب.
فقد ننسي دائمًا قائمة تسوق من ستة عناصر فقط ، في حين نتذكر كلمات أغنية لم نسمعها منذ زمن طويل.
وهذا لأن أدمغتنا تتذكر الأشياء بسهولة عن طريق القوافي المرتبطة ببعضها البعض بصورة منغمة وسلسة.
لذلك، يمكن للشخص الذي يعرف قصيدة أو أغنية ما أن يتذكرها بسهولة أكبر من تذكر الكلمات العشوائية.
هذه طريقة ممتازة يمكنك من خلالها تعزيز ذاكرتك، حيث يمكنك وضع القوافي للأشياء التي تريد حفظها مما يجعلها لا تُنسى.
14. كيف تقوي الذاكرة عن طريق تنظيم حياتك
أن تعرف أن أول شيء تفعله بعد رفع رأسك من السرير إلى آخر شيء تفعله قبل النوم له تأثير على ذاكرتك.
وأنه كلما كانت حياتك أكثر تنظيمًا، كلما أصبحت ذاكرتك أفضل.
وستجد أن تنظيم أنشطتك العادية وعاداتك الغذائية وحتى عادات نومك، له تأثير كبير على الذاكرة.
عندما يتم تنظيم حياتك، فهذا يعني بشكل أكيد أنه يمكنك تحديد مهمة واحدة تقوم بها أولُا ثم المهمة التي تليها.
فالحياة المنظمة تعني أن الدماغ يعمل ويركز في تفاصيل عمل محدد. وهذا يصبح مهمًا جدًا في عملية التذكر فيما بعد.
لذلك، فإن الحياة المنظمة طريقة جيدة لتحفيز وزيادة قدرة الذاكرة.
علاوة على ذلك،عندما تفعل الأشياء بطريقة منظمة، فمن الطبيعي سيتمكن العقل أيضًا من العمل بطريقة منظمة وهذا يؤثر بصورة جيدة على تحسين ذاكرتك.
الخلاصة
هذه الطرق الأربعة عشر التي تم سردها، هي أفضل الطرق التي يمكنك من خلالها تحسين ذاكرتك.
كل ما تحتاجه هو تحديد أفضل الطرق التي تناسبك، وتقوم بتطبيقها في حياتك. وبذلك تكون قد زدت من قدرة عقلك على التذكر والتركيز.
المصادر
- زيادة قوة الذاكرة – مقال