كيف تكتب بحثًا علميًا ؟
١- كتابة التقرير
أول خطوة من خطوات كيف تكتب بحثًا علميًا هي كتابة التقرير.
بعد الانتهاء من جمع البيانات وتحليلها وتفسيرها ، تبدأ خطوة كتابة التقرير.
ولا تقل هذه الخطوة في أهميتها عن الخطوات السابقة التي مر بها البحث، فعن طريقها يستطيع الباحث أن ينقل إلى القراء ما توصل إليه من نتائج، وأن يعطيهم صوره متكاملة لجميع مراحل البحث وخطواته.
ونعرض في هذا البحث تقرير البحث من حيث أسلوبه، ومحتوياته، وطريقة عرضه، مع التركيز على نموذج التقرير الذي يلتزم به طلاب الدراسات العليا عند إعداد رسائل الماجستير والدكتوراه.
ينبغي كتابة تقرير البحث بلغه واضحة سليمة، وبأسلوب سهل مبسط ولتحقيق هذه الغاية يجب على كاتب التقرير أن يعرض أفكاره بطريقه مرتبه ،وفى جمل متماسكة، وأن يتجنب الألفاظ الضخمة الرنانة، والعبارات البلاغية ألمنمقه ،وأن يبتعد عن الكلمات الغامضة ، والاصطلاحات المعقدة.
ومن الطبيعي أن يختلف أسلوب التقرير وخطته باختلاف الجمهور القارئ.
ففي رسائل الماجستير والدكتوراه ، وفى البحوث التي تنشر في الدوريات ألعلميه ،ينبغي مراعاة ألدقه التامة في كتابة التقرير.
ويستلزم ذلك توضيح المفاهيم ألنظريه ومناقشتها بدقه والعناية بإثبات الهوامش، وكتابة المراجع ألعلميه التي اعتمد عليها الباحث.
أما إذا كان التقرير مقدما إلى احد المستفيدين الذين تعنيهم الجوانب ألعمليه أكثر مما تعنيهم الجوانب ألنظريه ، فينبغي إلا يشتمل التقرير على إطار نظري مفصل.
ان يقتصر على عرض المشكلة بطريقة موجزة، ويوضح ألأهمية التي تعود على المستفيد من دراسته.
يعرض بعد ذلك للنتائج والمقترحات ،وينبغي أن يبتعد كاتب التقرير عن استخدام المصطلحات العلمية الدقيقة، والرموز والاختبارات الاحصائيه التي يصعب فهمها.
وإذا كان الغرض من كتابة التقرير هو عرضه على جمهرة الناس ،فيتحتم على الباحث أن يتبسط في العرض ،وان يتمشى مع مستوى فهم القراء.
و ان يبتعد كلية عن الجدل العلمي ، والمناقشات النظرية التي لا تفيد القارئ في شئ.
ويمكن للباحث أن يكتب أكثر من تقرير عن البحث بحيث يتمشى كلا منها مع الاهتمامات ألغالبه لكل مجموعه أو نمط من القراء .
يبدأ التقرير من حيث بدأت المشكلة موضوع الدراسة ،وينتهي إلى حيث انتهت بالتحليل والتفسير ،أي انه يشتمل على جميع الخطوات التي مر بها البحث.
وتهتم الجامعات الأجنبية بتوحيد الطريقة التي تكتب بها رسائل الماجستير والدكتوراه، فتوزع على طلبة الدراسات العليا تعليمات مطبوعة تحدد شكل الرسالة،والخطوات والقواعد التي ينبغي إتباعها والالتزام بها عند الكتابة ، وإلا أعيدت الرسالة إلى صاحبها لإجراء التعديلات المطلوبة.
وتتبع المجلات العلمية نفس الأسلوب ،فتطلب من الباحثين أن يلتزموا بطريقه موحده في عرض الخطوات وتسلسلها .
٢- محتويات التقرير
ثاني خطوة من خطوات كيف تكتب بحثًا علميًا هي محتويات التقرير. ينبغي أن يحتوى أي تقرير يقدم إلى أية هيئة على العناصر التالية:
- التعريف بالمشكلة .
- تحديد خطوات البحث .
- عرض نتائج البحث .
- تفسير النتائج.
- كتابة الملخص :
و سنحاول فيما يلي أن نعرض لهذه العناصر بشئ من التفصيل:
ما هي محتويات التقرير ؟
١- التعريف بالمشكلة :
ينبغي أن يشتمل التعريف بالمشكلة على العناصر التالية :ـ
- تحديد مشكلة البحث تحديدا دقيقا واضحا بحيث يتضمن هذا التحديد جميع النقاطالرئيسة والفرعية التي تشتمل عليها.
- أسباب اختيار المشكلة والأهداف التي يرمى الباحث إلى تحقيقها من وراء إجراء البحث.
- الربط بين المشكلة وبين بعض النظريات العلمية ، خاصة إذا كان هدف الباحث هو اختبار إحدى النظريات أو إدخال متغيرات جديدة إلى النظرية القائمة، أو الاستفادة من تقدم المقاييس والاختبارات العلمية في إلقاء أضواء جديدة على النظرية القائمة،وليس شرطا أن ترتبط كل مشكله بنظرية علميه. فقد تكون الدراسة من النوع الكشفي الذي يحاول ارتياد ميادين جديدة، أو من النوع المسحي الذي يهتم بالجانب التطبيقي أكثر من اهتمامه بالجانب النظري.
- عرض البحوث التي سبق إجراؤها في نفس الميدان. ويتضمن هذا العرض تعريفا بالمشكلات التي تم بحثها ،والخطوات المنهجية التي اتبعت في كل دراسة وأهم النتائج التي أمكن الوصول إليها،مع مناقشة نواحي القوه والضعف في كل دراسة .
وغالباً ما يصل الباحث من وراء هذا العرض إلى تحديد النقاط التى أغفلتها الدراسات السابقة والتي يمكن أن يتناولها كلها أو بعضها بالدراسة والبحث. - تحديد المفاهيم والمصطلحات العلمية المستخدمة فى البحث .
- تحديد الفروض التي يهدف الباحث إلى التثبيت من صحتها أو خطأها وبخاصة في المجالات التي وصلت فيها البحوث السابقة إلى درجه كبيره من التطور العلمي .
٢- تحديد خطوات البحث :
وتشتمل هذه الخطوة على العناصر التالية :
- تحديد مجالات البحث الثلاثة :
– (المجال البشرى ،المجال الزمني ،المجال المكاني)
– يحاول الباحث في هذه الخطوة شرح الطريقة التي اتبعت في اختيار البحث
– هل هي طريقة الحصر الشامل أم طريقة العينة ؟.وإذا كان البحث بطريقة العينة فينبغي الإشارة إلى وحدة العينة ،والإطار الذي أخذت منه العينة وحجم العينة ونوعها ،حتى يتضح المدى يمكن الذهاب إليه في تعميم نتائج البحث. وكما يحدد الباحث المجال البشرى للدراسة فأنه يحاول تحيد المجال المكاني أي البيئة التي أجريت فيها الدراسة ، وكذا المجال الزمني أي الفترة التي استغرقتها عملية جمع البيانات . - الإشارة إلى نمط البحث ونوع المناهج التي أستخدمها الباحث وكذا الأدوات التي استخدمت لجمع البيانات . ويتعين على الباحث أن يشير إلى التدريب الذي تلقاه جامعوا البيانات والتعليمات التي زودوا بها .
- الإشارة إلى الصعوبات التي صادفت الباحث أثناء إجراء البحث في مختلف مراحله مع توضيح الوسائل التي أتبعت للتغلب على هذه الصعاب .
- شرح الطرق التي أتبعت في تصنيف وجدولة وتحليل البيانات .
٣- عرض نتائج البحث :
ينبغي أن يعرض الباحث النتائج التي توصل إليها بصرف النظر عما إذا كانت تحقق الأهداف التي حددها من البداية أم لا . ومن واجبه أيضا أن يقرر ما إذا كانت الفروق التي حصل عليها بين معاملات الارتباط أو المتوسطات الحسابية أو النسب المئوية….. الخ . ذات دلالة إحصائية أم لا .
ومن الطرق الشائعة في عرض نتائج البحث استخدام الجداول الإحصائية والرسوم البيانية الخطية والمصورة والخرائط والمصورات. وقد سبقت الإشارة فيما كتبناه عن تبويب البيانات إلى طرق إعداد الجداول على اختلاف أنواعها . أما طرق إعداد الرسوم البيانية فيمكن الرجوع إليها فيما كتب في مراجع الإحصاء .
٤- تفسير النتائج :
لابد من تفسير النتائج التي توصل إليها الباحث تفسيرا يتمشى مع نتائج البحث دون أن يجاوز التعميم حده ومداه . وينبغي على الباحث أن يلتزم حدود نتائجه دون مبالغة أو إفاضة . وقد سبقت الإشارة فيما كتبناه في خطوة تفسير البيانات عن أنواع التعميمات التي يمكن أن يصل إليها الباحث .
هذا ويستطيع الباحث بعد الانتهاء من تفسير النتائج تقديم بعض المقترحات والتوصيات التي خرج بها من البحث .
ويشترط أن تكون هذه المقترحات ذات صلة وثيقة بالنتائج التي أمكن الوصول إليها ، وأن تكون محددة تحديدا دقيقا .
وتتجلى مهارة الباحث في الربط بين ما يتوصل إليه من نتائج وبين ما يقترحه من حلول للمشكلات التي أسفرت عنها الدراسة ، والتي تشير إليها نتائج البحث بدون مبالغة أو حشو أو تطويل .
٥- كتابة الملخص :
غالبا ما ينتهي التقرير بملخص واضح عن المشكلة ونتيجة بحثها ومدى قوة أو ضعف هذه النتائج ، والمشاكل الجديدة التي أسفر عنها البحث خلال تصوره ومدى صلاحية هذه المشاكل للبحث .
وبذلك يفتح الباحث أمام غيره من الباحثين أفاقا جديدة للدراسة والبحث ، و يضع أمامهم مشكلات يمكن الاستفادة بها في بحوث قادمة .
وفى ختام التقرير ينبغي تسجيل المراجع التي استعان بها الباحث وهى توضح مدى الجهد الذي بذله الباحث في الدراسة ، كما تفيد من يشاء الرجوع إليها من الباحثين الآخرين .
وغالباً ما تضاف إلى التقرير ملحقات بجداول تفصيلية لتتيسر مناقشتها في صلب التقرير، ونماذج من الاستمارات والتعليمات التي استخدمت في البحث .و كانت هذه عرض كتابة التقرير و سوف نقدم في المقالات التالية تكملة لكيفية كتابة البحث العلمي من خلال التعرف على كيفية كتابة الرسائل العلمية الماجستير و الدكتوراه.