هناك سؤال يطرح نفسه ،بما أن بعض الثعابين تستخدم السم لقتل فريستها ، لماذا لا تتأثر الثعابين بسمومها هي أيضا عندما يتناول الحيوان المسموم أو أن يصل جزء من السم الذي حقنه في الفريسة إلى جوفه؟
و قبل أن نعرف الإجابة على هذا السؤال علينا أن نتعرف أولا على أجهزة أو نظام حقن السم في الثعبان
أنظمة حقن السم عند الثعابين
تتكون أنظمة حقن السم في الثعبان من أربعة مكونات رئيسية هي :
(غدد السم و العضلات الضاغطة و القنوات و الأنياب).
- غدد السم: توجد هذه الغدد في الرأس وهي المسؤلة عن إنتاج وتخزين السم.
- العضلات: توجد هذه العضلات في رأس الأفعى بالقرب من الغدد السمية لتساعد في خروج السم
من الغدد والتحكم في الكمية وفي حركة الغدة من خلال الضغط عليها للوصول إلى القنوات ومن ثم الى الأنياب. - القنوات: هي القنوات الواصلة بين الغدة و الأنياب حيث مسار السم.
- الأنياب: هي عبارة عن أسنان معدلة بشكل يساعدها على اختراق أنسجة الفريسة بسهولة وأيضا متصلة بقنوات تسمح بتوصيل السم الي داخل الفريسة.
معظم الثعابين السامة تحقن السم في فرائسها من خلال غرس الأنياب في الأنسجة وتظل الأنياب عالقة في جسد الفريسة ،و ذلك لأن للأنياب دور فعال للغاية في إيصال السم إلى مجرى الدم لأنها تخترق الأنسجة وتسمح للسم بالتدفق عبر الجرح ، كما أن بعض الثعابين لها القدرة أيضا على البصق أو قذف السم لمسافة بعيدة كآلية للدفاع .
بعض الأمثلة على نظم القتل عند الثعابين
الثعابين من عائلة الأفعاويات أوViperidae
لديها نظام لحقن السم متطور للغاية فهي تقوم بإنتاج السم بشكل مستمر و يتم تخزينه في الغدد السمية .
و قبل أن تقوم الأفاعي بلدغ فرائسها ، فإنهم أولا ينصبون الأنياب الأمامية و بعد اللدغة ، و بواسطة العضلات المحيطة بالغدد يتم إفراز بعض من السم المخزن في الغدد ونقله من خلال القنوات إلى الأنياب.
كما يتم تنظيم كمية السم التي يتم حقنها بواسطة الثعبان معتمدا على حجم الفريسة.
و عادةً ما يطلق الأفاعي سراح فرائسهم بعد حقن السم بداخل جسدها ثم تنتظر الأفعى الى أن تسري هذه السموم في جسد الفريسه وتحدث تأثيرها وتشل حركتها.
ثعابين عائلة العرابيد ( Elapidae )
عائلة العرابيد مثل: ( الكوبرا ، مامبا ، و أفعى الموت)
تكون لها نفس السموم ونظام الحقن مثل فصيلة الأفاعي، ولكنها تختلف عنها في كونها لا تحتوي على الأنياب الأمامية المتحركة ،حيث أن معظم ثعابين العرابيد لها أنياب قصيرة ، صغيرة ثابته ومنتصبة .
كما أن ثعابين العرابيد بعد عض فرائسها تظل محافظة على قبضة العضة مع مضغ النسيج لضمان الاختراق الأمثل للسم.
الثعابين السامة لفصيلة الأحناش ( Colubridae )
لها قناة واحدة مفتوحة على كل ناب والتي تعد بمثابة ممر للسم كما أنها تمتلك أنياب خلفية ثابتة.
عادةً ماتقوم ثعابين الأحناش بمضغ فرائسها أثناء حقن السم.
تعتبر سموم الأحناش له آثار أقل ضررا على البشر من سم العرابيد أو الأفاعي، ومع ذلك ، فإن السموم من بعض أنواع ثعابين تلك الفصيلة مثل حية الشجر قد أسفرت عن وفيات بشرية.
كيف تتحصن الثعابين من سمومها؟
في الحقيقة إن الثعابين السامة لا تتضرر من السم المستخدم لقتل فرائسها و ذلك لعدة أسباب منها:
- تناول سم الثعبان أو بلعه عن طريق الفم لا يكون ضارًا وذلك لأن المكون الرئيسي لسم
الثعبان هو البروتين الذي يتحلل بواسطة أحماض المعدة والإنزيمات الهاضمة إلى مكوناته
الأساسية من الأحماض الأمينية ، وبهذا يفقد البروتين وظيفته الرئيسية كمادة فعالة في السم.
لذلك يجب حقن السموم التي تحتوي على البروتين أو امتصاصها في أنسجة الجسم أو مجرى
الدم لتكون فعالة، فإذا دخلت السموم الدورة الدموية ، فقد تكون النتائج قاتلة. - أيضاً للأفاعي السامة العديد من الضمانات لمساعدتها على البقاء في مأمن من السم أو أن
تكون أقل عرضة لسمومها، وذلك من خلال وضع غدد سم الثعبان وهيكلتها بطريقة تمنع
السم من التدفق مرة أخرى إلى جسم الثعبان. - تحتوي الأفاعي السامة أيضًا على ترياق من السموم الخاصة بها أو أجسام مضادة أو
سموم لسمومها إذا ما حدث وتعرضت لها بشكل ما أو إذا تم عضها بواسطة ثعبان آخر من نفس النوع. - اكتشف الباحثون أيضًا أن مستقبلات الأسيتيل كولين في عضلات الكبرى معدلة بحيث يمنع
السموم العصبية الخاصة بهم من الارتباط بهذه المستقبلات فلا يؤثر السم الخاص بها على
اجسامها، وبدون هذه المستقبلات المعدلة ، سيكون السم العصبي للأفعى قادرًا على الإرتباط
بالمستقبلات والذي ينتج عنه الشلل والموت لهذا تعتبر مستقبلات الأسيتيل كولين المعدلة هي
مفتاح السبب في كون الكوبرا محصنة من سم الكوبرا.
وعلى الرغم من كل تلك التحصينات التي تجعل الثعابين السامة قد لا تكون عرضة لسمومها ، فإنها تكون عرضة لسم الثعابين السامة الأخرى.