حديقة الأمراء أصبحت مقبرة
إحتفالات و أهازيج ، أمراء و شخصيات عامة ، لاعبين قدامي و وجوه مرموقة ، ملعب تزين بأحدث حلة له ، أمطار زادت الأجواء سخونة و تشويق ثم خسارة مدوية و خروج من دوري أبطال أوروبا من دور الستة عشر
علي يد فريق جريح فقد مدربه لتوه نتائجه سلبية في دوريه و خسارة بثلاثية و أين ؟ في ملعبك و وسط كل هذا
الزخم و كل هذه الجماهير العريضة.
ماذا حدث ل ” باريس سان حيرمان” في حديقة الأمراء أم أنها صارت مقبرة له ؟
هكذا كان المشهد في إياب دور الستة عشر بين فريقي باريس سان جيرمان الفرنسي و مانشستريونايتد
الانجليزي و كانت نتيجة الذهاب هي فوز الفريق الفرنسي بهدفين لهدف.
النتيجة التي إعتبرها الكثير كافية جدا و مرضية و تم حساب باريس سان جيرمان من ضمن المتأهلين من الجولة الأولي دون إنتظار لنتيجة الأياب ، فكيف لفريق خسر علي أرضه و وسط جماهيره بهدفين أن يفوز بثلاثية ؟
و لكن و خلاف كل التوقعات هذا ما حدث فاز المانشستر يونايتد في مفاجئة أبكت محبي الباريس سان جيرمان
التي صدمت فقد جاءت للإحتفال لا للهزيمة و لا لكي تري لاعبيها يخسروا بالثلاثية في ” حديقة الأمراء”.
ما الذي يمنع فريق الباريس من الفوز بكأس دوري أبطال أوروبا؟
فريق باريس سان جيرمان كان من الفرق المرشحة للبطولة و بقوة فهو فريق مدعم بمجموعة من اللاعبين ذوي الطراز الرفيع في كل خطوط الملعب ،و معه إدارة داعمة و بقوة و جماهير عاشقة و أصيلة و كل الظروف كانت مهيئة.
فمثلاً يلعب في خط الهجوم ” نيمار” الذي هو أحد أفضل لاعبي الكرة في العالم في الوقت الحالي و قد تم
إستقدامه من العملاق الكتالوني بصفقة هي الأغلي حتي الآن و هو لاعب يستطيع أن يحرك باقي زملاؤه
وأن يغير نتيجة المبارة و نمط اللعب، إلا أنه يعاب عليه إحتفاظه بالكرة لفترات طويلة ” وهذا ليس معرض
حديثنا الآن”و معه في الأمام الإرجوياني ” كافاني” و هو مهاجم مخضرم ذو سرعة و قوة و قدرات هجومية
عالية ، و معهم الصغير السريع القادم و بقوة ” امبابي” الذي أصبح محط الأنظار منذ كأس العالم الماضي في
روسيا لما قدمه من أداء عالي لم يسبق له مثيل.
خلفهم يلعب القصير المكير ” فيراتي” الإيطالي صاحب التمريرات الأروع و النفس الطويل بجانبه ” ماركينوس” محطم هجمات الخصوم و الرجل صاحب الحضور القوي و لكن في صمت.
و معهم أيضاً ماكينة ذات دفع رباعي ألمانية إسمها” ديلاكسلر” الذي يقدم مستويات رائعة و كرة حديث
منظمة و هادئة بما تحمله من سرعة و مهارة و تصويبات.
و إضافة إلي ذلك عنصري خبرة من أبناء السامبا هما ” داني الفيش” و الحائط الحديدي ” تياجو سيلفا”
كل هذا مع حارس هو أفضل من وقف تحت الثلاث هو الإيطالي ” جيجي بوفون” فعن الأسماء و النجوم لم
تكن ثمة مشكلة أبداً في الفريق فكلهم نجوم و كلهم ذوي أداء متميز قبل مجيئهم الباريس سان جيرمان
و حتي بعد قدومهم …. إذاً ما المشكلة ؟! .
ريمونتادا…الهزيمة الأبشع في تاريخ الباريس سان جيرمان
منذ ثلاث سنوات ليست بالبعيدة هزم الفريق ذاته أمام برشلونة الأسباني بنتيجة سداسية هي الأبشع في التاريخ
و التي سميت ” ريمونتادا”.
فريق كان منتصرا علي أرضه برباعية يخرج ليهزم بسداسية ؟!
هذا الفريق يبهر الجميع حقاً لكن بفشله المدوي في كل مرة يخرج منها من دوري الأبطال فهو يخرج بطريقة
مختلفة كل مرة لا تخلو من الدراما و الرعب في بعض الأحيان ، هل فعلا شخصية الفريق لم تنضج بعد ؟
أم أنه فقط فريق دعائي لا يصلح لحمل الألقاب خاصة الأوروبية لا المحلية ؟
إما أن الأمر يتعلق بإختيار المدربين ففي المرة الأولي كان ” إيميري” و المرة الثانية كان ” توماس توخيل”
مدربان اقل من مستوي اللاعبين أم أنالامر لا يتعلق بهما ؟
أسباب هزائم الباريس سان جيرمان
لاعبي الفريق
بالحديث عن شخصية الفريق وأن لكل فريق كاريزما و حضور في ملعب لا يهتز للخسارة و لا يخشي الخصوم فاعتقد أن هذه الشخصية تتكون من شخصيات لاعبي الفريق وأن شخصية الفريق هي وليدة شخصية من يلعب فيه
و من هذا المنطلق فإن من المفترض أن يصبح الباريس سان جيرمان أقوي شخصية مما يظهر عليها لأن به مجموعة من اللاعبين كثير منهم حملوا الكؤس الأوروبية و تتمتع شخصياتهم بالثقة و الحضور و الخبرة إذا ليس للأمر علاقة بشخصية الفريق ماذا اذا ؟
الدعايا
فكرة إستقدام نجوم وعمل إعلانات لهم و دعايا و بيع قمصانهم بالملايين لم تعد مقتصرة علي ناد واحد فقط بل أصبح هذا إقتصاد للأندية تعتمد عليه بشكل كبير في تحصيل أموال تدفع لهؤلاء اللاعبين و ينفق منها علي النادي فالقول بأن باريس إستقدم نجوما لاستخدامهم فقط في الدعاية هو ظلم للنادي فهو يفعل ما يفعله غيره ايضاً و أن هذا أضبح جزء من اللعبة و من إدارة الأندية .
المدرب
لم يتبقي سوي ” المدرب” في الحقيقة أن ” توماس توخيل” مدرب متواضع المستوي نعم مجتهد لكن لا يرقي للصف الأول من المدربين ترك ” بروسيا دورتموند” دون نتائج حقيقية تذكر و بخلاف مع اللاعبين و الإدارة ليس له اي إنجازات حقيقية تدفعه لقيادة فريق بحجم باريس سان جيرمان و بما يحويه من لاعبين تحتاج مدرب
صاحب شخصية إعتاد الفوز بالألقاب لامجرد المشاركة.
كذلك كان حال ” إيميري” المباراة خرجت من يد ” توخيل” و هو مثلنا تماما يتابع من الخارج ، يارجل أنت
علي أرضك ووسط جماهيرك و متعادل بهدف لهدف لماذا إذا عدم الضغط حد التهديف لماذا ثبات المستوي ؟
لماذا ” كافاني” فس الاحتياط ؟ لماذا ” بوفون” ؟
كلها اسئلة سألتها جماهير الباريس سان جيرمان حينها و لم يجب عنها ” توخيل” الفكرة ليس في هذا الخروج
و لا في هذه الهزيمة الفكرة متي سيحصد الباريس اللقب إن لم يحصده الآن في وجود هؤلاء اللاعبين ؟
حديقة الأمراء تحتاج ل أمير
هذا لسان حال جماهير الباريس المتعطشة للبطولة و التي أحست أنها إقتربت جدا من التتويج لكن من الواضح أن كتيبة الباريس لا تزال بحاجة لعازف يستطيع إخراج المعزوفات الأفضل و يتحكم في المقطوعة لا لأن يتحكم فيها اللاعبين ، لابد من مدرب له طباع حادة يسيطر علي هؤلاء الشباب و يخرج أفضل ما لديهم و يخبرهم أنهم هنا للفوز لا لتقديم مباراة استعراضية.
حديقة الأمراء تحتاج ل أمير يزينها بتاج أوروبا فهي حقاً تستحق.