النهام العصابي (الشره العصبي) أو ما يعرف بمرض البوليميا (Bulimia nervosa) هو اضطراب الطعام النفسى ويعد اضطراب شديد الخطورة لأن المصاب به يكون فاقدا القدرة على التحكم في شهيته وتجده يتناول كميات هائلة من الطعام .ثم ينتابه شعور بالذنب خوفا من زيادة وزنه فيعمل على التخلص من هذه الكمية عن طريق التقيؤ المتعمد، وقد يلجأ إلى ممارسة رياضة عنيفة لساعات طويلة، وإلى استخدام الملينات، ومدرات البول أو الصيام لساعات طويلة.
أسباب الإصابة باضطراب النهام العصابي
لم يتوصل العلماء لسبب واضح محدد يفسر الإصابة باضطراب النهام العصابي ولكن هناك عوامل قد تساهم في الإصابة به.
العوامل الجينية
قد يكون للجينات دور ولكن إصابة أحد أفراد العائلة بهذا الاضطراب لا تعني ضرورة إصابة باقي الأفراد بمرض النهام العصابي، فهناك عوامل بيئية قد تساهم في زيادة إحتمالية الإصابة بهذا الاضطراب.
العوامل البيئية
قد تساهم الضغوط الخارجية التي يتعرض لها الأفراد في الإصابة باضطراب النهام العصابي.
- الضغط الذي يتعرض له الأفراد وخصوصا المراهقين والتي تؤثر علي ثقتهم بأنفسهم وتقديرهم لذواتهم بالسلب لاعتقادهم أن للجسم المثالي شكل ومقاس واحد محدد وفقا لما تروجه كثير من وسائل الإعلام المختلفة.
- انعدام الاستقرار والأمان الأسري وكثرة الخلافات وما تسببه من مشاعر سلبية.
- التعرض لأحداث صادمة ومسيئة وقد تكون هذه الأحداث عاطفية مثل موت شخص مقرب أو بدنية كالتعرض للضرب أو الاعتداء الجنسي.
علامات و أعراض تظهرعلى المصاب باضطراب النهام العصابي
- قد نلاحظ على مريض النهام العصابي التغير المستمر في الوزن ما بين زيادة ونقصان.
- يحرص مريض النهام العصابي أن يتناول الطعام بمفرده لأنه يفقد السيطرة على نفسه ويتناول كميات كبيرة. ولكن يتم اكتشاف ذلك نتيجة لاختفاء كميات كبيرة من الطعام بشكل مفاجئ.
- تجده قليل الثقة بنفسه وغير راضي عن وزنه وحجم جسمه ويشعر بالذعر خشية زيادة وزنه ولذلك يقوم بممارسة الرياضة العنيفة لفترات طويلة واستخدام الملينات بعد تناول الطعام وأيضا قد يتعمد الصيام لساعات طويلة.
الآثار المترتبة على تكرار التقيؤ
يتعمد المصاب باضطراب الشره العصبي التقيؤ بشكل متكرر للتخلص من الطعام الذي تناوله وقد يترتب علي ذلك عدة آثار خطيرة.
- الارتجاع المعدي المريئي المزمن.
- التهابات المرئ وتقرح المعدة.
- تورم الوجه والوجنتين ومنطقة أسفل الفك نتيجة لتضخم الغدد اللعابية.
- تمزق في الغشاء المبطن للفم والحلق.
- يكون المصاب عرضة للجفاف.
- تسوس الأسنان وتآكل طبقة المينا المغلفة لها نتيجة لتعرضها المتكرر للحمض الموجود بالمعدة عند التقيؤ.
كيفية العلاج
- يعمل الطبيب النفسي على تقييم حالة المريض البدنية والنفسية والتعامل مع المضاعفات وقد يلجأ الطبيب المعالج إلى الاستعانة بأخصائي تغذية ليساعد المريض على استعادة السلوكيات والعادات الغذائية السليمة والتوقف عن التقيؤ بعد تناول الوجبات.
- قد يصف الطبيب بالإضافة للجلسات النفسية دواء يحتوي على المادة الفعالة فلوكسيتين (Fluoxetine) مثبط إسترداد السيروتونين الانتقائي ومصرح به من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) حيث يعمل هذا الدواء على تحسين الحالة المزاجية للمريض والحد من نهم الأكل والتقيؤ.
الوقاية
- التوعية بأنه لا يوجد وزن وشكل واحد للجسم يعبر عن الوزن المثالي كما يشاع في وسائل الإعلام المختلفة.
- التأكيد على أن الوزن المثالي يشمل مدى واسع من الأحجام المختلفة كلها تقع ضمن دائرة الوزن المثالي الصحي.
- تعليم الأطفال منذ الصغر أن قيمتهم لا تتحدد بأوزان أجسامهم أو أشكالها.
- تعزيز ثقتهم بأنفسهم ومساعدتهم على حب ذواتهم وشخصياتهم.
- الحث على اتباع نظام غذائي سليم متوازن للحفاظ على الصحة وعدم المبالغة في الحديث عن الوزن وشكل الجسم.
- الحرص علي الترابط الأسرى والحد من المشاكل الأسرية ومحاولة التعامل معها دون التسبب في مزيد من الضغوط داخل الأسرة والتي قد تساهم في إصابة أحد الأفراد باضطرابات نفسية عديدة منها اضطرابات الأكل كالاصابة باضطراب النهام العصابي (الشره العصبي).