متلازمة القولون العصبي ذلك المصطلح الذي بات منتشراُ في الأونة الأخيرة على نطاق واسع و كبير، فهناك الكثير من الحالات التي يتم تشخيص إصابتها بهذا المرض بشكل يومي تقريباً، و لعل أهم ما يبرز متلازمة القولون العصبي هي تلك الآلام الشديدة و المزعجة التي يتسبب في إحداثها بشكل واضح و ملحوظ، و التي قد تعيق الفرد أو تمنعه تماماً من مزاولة الأنشطة اليومية و كذلك الواجبات و المهام الملقاة على عاتقه، و لكن السؤال المتوقع و المحتمل هنا، ما الذي يتسبب في إحداث مثل هذه الحالة من التهيج في القولون؟، و ما هى الأعراض التي يتم على أساسها تشخيص هذا المرض؟ و هل توجد أي حلول أو طرق للعلاج؟، كل هذه التساؤلات سنحاول من استيفاء الإجابات الخاصة بها في هذه المقالة بإذن الله تعالى.
ما هي متلازمة القولون العصبي ؟
إن متلازمة القولون العصبي ببساطة شديدة هي واحدة من الاضطرابات المعدية المعوية التي تؤثر على العديد من الناس في مختلف أنحاء العالم، فالقولون العصبي هو حالة وظيفية، و هذا يعني بدوره أنه يعطل من وظيفة الأمعاء، و لكنه على الرغم من ذلك لا يسبب تشوهات يمكن اكتشافها بشكل واضح أو ملحوظ في بنية الأمعاء نفسها، و لكنه مع ذلك قد يتسبب في إحداث العديد من الآلام و الأوجاع المزعجة و التي تحد من راحة الإنسان بشكل كبير و ملحوظ.
و يشير بعض الأفراد أيضًا إلى القولون العصبي بعدة تسميات أو مصطلحات أخرى و ذلك مثل التهاب القولون التشنجي و كذلك أيضاً التهاب القولون المخاطي، و منها نستنتج بأنها حالة مزمنة، و لكن على الرغم من ذلك تميل أعراضه إلى التغيير من حال لآخر على مر السنين، و لكن على الأغلب قد تتحسن الأعراض إلى حد ما عندما يتعلم الأفراد إدارة الحال بشكل سليم و متزن.
ما هى أعراض متلازمة القولون العصبي؟
تشمل متلازمة القولون العصبي العديد من الأعراض و العلامات المختلفة، و التي يمكن أن يتم تشخيص و معرفة الحالات المصابة به استناداً عليها، و من هذه الأعراض ما يلي:
- وجود تغييرات واضحة و ملحوظة في عملية الإخراج، أما بحدوث إمساك أو إسهال مزمن.
- حدوث انتفاخات مزعجة، و ذلك بسبب احتباس الغازات داخل الإمعاء.
- حدوث آلام شديدة و متكررة في منطقة البطن، و التي تكون في الأغلب على شكل تقلصات أو تشنجات، و قد تقل إلى حد ما بعد حدوث عملية الإخراج.
- الشعور بعدم الراحة التامة أو الكاملة بعد عملية الإخراج.
- الشعور بوجود حالة من التعب العام و الإرهاق بشكل عام، هذا بالإضافة إلى وجود آلام و أوجاع في العظام و المفاصل.
- الرغبة المتكررة و الملحة في التبول بشكل مستمر، و ذلك لأن القولون عندما يتعرض للإتهاب و الانتفاح فقد يضغط بدورة على المثانة، مما يؤدي إلى كثرة التبول بشكل ملحوظ.
- وجود حالة من الإكتئاب أو تقلب المزاج بشكل واضح و ملحوظ عند بعض الحالات المصابة بمتلازمة القولون العصبي.
- وجود بعض المواد اللزجة كالمخاط في البراز في بعض الحالات.
اقرأ ايضاً: القولون : ما هو و ما هي الأعراض و كيفية العلاج ؟
ما هى أسباب الإصابة بمتلازمة القولون العصبي؟
إلى وقتنا هذا لم يتم التوصل إلى وجود مسببات واضحة و ملموسة وراء الإصابة بالقولون العصبي، و لكن هناك عدة عوامل قد تؤدي بشكل أو بآخر في الإصابة بالأعراض المختلفة المتعلقة به، و من هذه العوامل الآتي:
- تلعب العوامل الغذائية المتعلقة بمختلف أنواع الأطعمة المختلفة، دوراً هاماً و بارزاً في التعرض لخطر الإصابة بمتلازمة القولون العصبي، و ذلك حيث أنه قد تسبب بعض العادات الغذائية السيئة في بعض الأحيان إلى حدوث اضطرابات واضحة في الجهاز الهضمي بشكل عام، أو قد يتسبب تناول أطعمة معينة في حدوث تقلصات أو انتفاخات شديدة، و منها على سبيل المثال البقوليات بمختلف أنواعها، و المعجنات، هذا أيضاً بالإضافة إلى أنواع معينة من منتجات الألبان، و كذلك المشروبات الغازية و المشروبات التي تحتوي على نسب مرتفعة من الكافيين كالمنبهات بمختلف أنواعها.
- قد تسبب أيضاً بعض العوامل الوراثية في حدوث الإصابة بالقولون العصبي، و ذلك نظراً لوجود حالات مماثلة مصابة به في نطاق الأسرة أو الأقارب.
- وجود عجز في مقدرة الجهاز العصبي المركزي في بعض الأحيان على السيطرة و التحكم في الجهاز الهضمي بشكل عام، و كذلك عدم القدرة على تحجيم اضطراباته و تحركاته المختلفة.
- قد تؤدي الحالة النفسية أو المزاجية السيئة، و ذلك بسبب وجود اضطرابات في الهرمونات أو غيرها من مختلف الأسباب، إلى ازدياد خطر التعرض و الإصابة بالقولون العصبي.
اقرأ ايضاً: متلازمة القولون العصبي (irritable (bowel syndrome
هل يوجد علاج متلازمة القولون العصبي ؟ و ما هو؟
إن الله سبحانه و تعالى قد خلق الداء و خلق معه أيضاً الدواء، فلكل داء دواء كما يقال، و هذا من رحمته -عز و جل – بنا، لذا يكمن السر وراء علاج القولون العصبي في الأغلب على إحداث بعض التغييرات في النظام الغذائي ونمط الحياة بشكل عام، و هذا يأتي بالإضافة إلى تناول بعض الأدوية المخصصة لهذه الأعراض من الأدوية المضادة للتشنجات و التقلصات، وكذلك الملينات و غيرها، و التي لابد و أن تكون تحت إشراف و توجيهات الطبيب المختص، والآن دعونا نتطرق لأنماط السلوك و العادات الصحية المحببة و التي يجب على جميع مرضى القولون العصبي الإلتزام بها.
اتباع بعض السلوكيات و الأنماط الغذائية السليمة:
- الحرص على تناول كميات كبيرة من السوائل على مدار اليوم، و ذلك بشكل منتظم و مستمر .
- الحرص على الابتعاد عن أنواع الأطعمة المختلفة التي تسبب في إحداث الاضطرابات و الانتفاخات كالبقوليات بشكل عام.
- الابتعاد تمام البعد عن تناول المشروبات الغازية، و ذلك بمختلف أنواعها و أشكالها.
- الابتعاد أيضاً عن تناول المشروبات الكحولية.
- محاولة تثبيت المواعيد المخصصة للطعام على مدر اليوم قدر الإمكان.
- تجنب التناول السريع للطعام، و العمل على التأني في عملية المضغ، و ذلك بغرض التسهيل من عملية هضم الطعام.
- الحرص على تناول الأطعمة التي تحتوي على قدر عالي و كبير من الألياف، و ذلك لتسهيل عملية الهضم بشكل عام.
- العمل على التقليل من تناول المشروبات التي تحتوي بدورها على نسب عالية من الكافيين، كالشاي و القهوة.
اتباع بعض الأنماط السلوكية الصحيحة:
و ذلك يتم من خلال محاولة تغيير الأنماط السلوكية الخاطئة التي يتبعها الكثيرون منا، و ذلك من الإفراط في القلق و التوتر، و الذي من الممكن أن يؤدي بالنهاية للإصابة بالإكتئاب، و فيما يلي توضيح لبعض ما يمكن فعله بصدد تغيير تلك الأنماط السلوكية الخاطئة:
- الحرص على ممارسة التمارين و الأنشطة الرياضي بشكل يومي و مستمر، و ذلك حيث ثبت شدة فعاليتها في التخفيف من حدة الأعراض
- العمل على اتباع تقنيات الاسترخاء المختلفة، و ذلك من التأمل، أو ممارسة رياضة اليوغا الشهيرة على سبيل المثال.
- محاولة استشارة الأطباء و المختصين النفسيين في حالة الإصابة بالإكتئاب، و ذلك بغرض تقديم المسعدة و الدعم اللازم لهم.