مخاطر دواء الثاليدوميد
الثاليدوميد – هو الدواء الذي تتسب في تشويه الآلاف من الأطفال
فقبل 50 عاما تسبب الدواء الذي يسمى الثاليدوميد في ولادة الآلاف من الأطفال المعوقين والمشوهين ، فكان منهم من لديه أيدي قصيرة و ملتوية والبعض يولد بدون إبهام ، و لا أحد يعلم كم من الأطفال قد تأثر بهذا العقار قبل منعه ومكافحتة ، ولكن يقول الخبراء أن 10،000 طفل ولد مشوهاً ومعاقاً في ألمانيا وحدها بسبب هذا الدواء .
وقد صنع الثاليدوميد في ألمانيا من قبل شركة GRUNENTHAL . و تم بيع الدواء في ألمانيا من قبل باسم Contergan بين عامي 1957 و 1961 ، وفي بداية اسخدام الثاليدوميد كان يعتقد أنه دواء مهديء للأعصاب ومنوم . ووجد الأطباء أنه يمكنه علاج الصداع أيضاً وكذلك يعمل العقار بشكل جيد للقضاء على غثيان الصباح عند النساء الحوامل.
تناولت حوالي 100،000 امرأة حامل في جميع أنحاء العالم هذا الدواء ، ومعظمهم فقدوا أطفالهم قبل أن يولدوا ، ونجا الآلاف من الأطفال الآخرين ولكن كانت الأطراف والأعين والأذنين والأعضاء الداخلية مشوهة بشدة ، وبعد سلسلة من الدعاوى القضائية تم سحب دواء الثاليدوميد من السوق .
واليوم هناك حوالي 6،000 طفل ممن تعرضوا لأضرار الثاليدوميد لا يزالوا على قيد الحياة في حوالي 50 بلد من بلدان العالم . وفي حين أن معظم الضحايا تلقوا نوعا من التعويض من حكومات بلدانهم ، إلا أن هناك العديد من الضحايا في بلدان أخرى لم يحصلوا على أي شيء ، بل إعاقتهم تسببت في عدم حصولهم على وظائف وليس لهم مصادر دخل ، أما أولئك الذين تمكنوا من الحصول على عمل فغالبيتهم تقاعدوا في سن مبكر . ولكن لا تزال هناك حملات مستمرة في جميع أنحاء العالم لمساعدة ضحايا الثاليدوميد.
ورغم النقاش الحاد حول دواء الثاليدوميد على مر كل هذه السنين ، إلا أن منظمة الصحة العالمية وافقت مرة أخرى في عام 1985 على بيعة وتدواله . واليوم يباع دواء الثاليدوميد في أكثر من 50 بلد ، ومعظمها من بلاد العالم النامي. حيث يتم استخدامه هناك لعلاج الجذام، ومرض الإيدز وسرطان العظام.
والجدير بالذكر أن العقار له فوائد علاجية كثير لأمراض مزمنة وخطير ، وحالياً يتم استخدامه تحت إشراف طبي دقيق جدا ، ويمنع منه النساء الحوامل تماماً ، لأنه بكل تأكيد يتسبب في تشويه الأجنة .