مسرحية الحياه
منذ ملايين السنين أُعلن عن رفع الستار لتبدأ أطول مسرحيه فى الوجود ….
ووزعت الادوار على الابطال و الكومبارس و كل العاملين عرف مكانه و دوره ،
و الجميع علم ان دوره اساسى ومهم ، إن كان دور رئيسى ام مساعد ام مجرد دور فرعى…
قد بلغ علم الجميع بأنها مجرد مسرحيه ، و لكن أخطاء لاعبيها محسوبة عليهم كما هى إجادتهم محسوبة لهم…
الجميع يعرف دوره فيها و الجميع يعلم ان أدائه سوف يُقَيَم …
الكل موقن انه يشهد حلم عملاق يتشاركه و عدد هائل من البشر.
و لكن العجب العجاب انه برغم من علم الجميع ،إلا انه لا احد يتعامل مع الحلم إلا بكونه واقع حقيقى قابل للدوام.
وكم من مضحىٍ بكل ما يملك عسى ان يدوم له هذا الدور الذى يلعبه بمسرح الحياة ،
و كأن جنون المسرح قد تمكن منه،
و الساخر من فعله انه على تمام الدرايه بأن كل حلم يصير الى يقظة ،
و كل مسرحية ينتظرها فصل النهاية و الختام .
أحيانا أخرج الي كواليس هذا المسرح فأراقب ذوى الادوار من حولى ،
و اتعجب من كل ما فيه و من فيه ، و أرى كم هو زائف بكل تفاصيله ،
فلا أجد به شيء نفيث حتى وإن كان موتا او حياه.
أو تقتصر أهميتهما فى كون الموت هو ذاك الفصل الاخير ، يقطع به فى أمر أحدهم ،
فالحزن كله إن كان ممثل غير ماهر كثير الذللات قد أفسد دوره ،
و الفرح لمن أتم دوره بكل نجاح و لم ينسى يوما وجود خشبة المسرح تحت أقدامه.
أحيانا أجدنى أندمج فى حدث قوى التأثير على المشاهد ، فأنسى دورى الذى ألعب،
و أندمج فى احداث ذاك الحلم الكبير و كأنه جزء منى فأحزن و أفرح وأغضب ،
و تنتابنى بصدق تلك المشاعر المتداوله لدى الجميع.
و لكن بمجرد تنبهى لإفراطى فى هذا الاندماج أتألم لذلتى تلك وكأن الاحداث جرفتنى معها دون قصد منى ،
فنسيت معها مدى ضألتى و نسيت كونى مجرد ممثل بسيط مأجور على خشبة مسرح ، أكاد أن ارحل بإنتهاء وقت العرض،
فأخرج من عثرتى تلك لألحق بإدراك المتيقظين .
البعض يحيا بها و كأن مسرح الحياة هو كل شيء ، أو أن زواله يعنى زوال كل شىء …
و البعض يحيا و لا يحيا… فيها و خارجها ،
يراقب ، يشاهد ، يحترس ، و إنما لا يكترس ، لا فرق بين ما جرح و ما بتر فلا شيء دائم فى النهايه و لا شيء حقيقى ،
العرض سيستمر بجميع الاحوال و يوما ستدرك انك أبداً لم تفقد أى شيء ،
حيث انك لم تملك شيء منذ البدايه ،
و لن يبقى لك إلا تقييم أداؤك خلال هذا العرض الهائل و مدى تفانيك فى انجاح دورك بهذا العرض ،وكم خطأ منك كاد ان يفشل دورك ،
أما ما دون ذلك فالجميع يعلم انه وهم كبير و صور فانيه ،
و لكن بعضنا فقط من يترقب زوال ذاك الحلم ليستيقظ فى اى لحظة ليحيا أخيراً بعد طول إنتظار…