أوضاع المجتمع المصرى و مصر قبل الفتح العربي الإسلامي
كانت مصر قبل الفتح العربي الإسلامي تابعه لاحدى الولايات التابعة للدولة البيزنطية.
حيث ظلت مصر فى عهد الدولة البيزنطية فريسة للتدهور و الانحلال لإن الإصلاحات البيزنطية كانت تهدف الى استغلال موارد مصر حتى يعم النفع على الدولة نفسها لا على المصريين أصحاب البلاد الاصليين.
و من هنا كانت مصر أكثر الولايات البيزنطية إستعدادآ لقبول الاسلام و الدخول فى حوزة العرب المسلمين لأسباب عديدة منها…
أسباب أستعداد مصر للدخول في الإسلام و أحوال مصر قبل الفتح العربي الإسلامي
١- الأحوال الدينية
- كانت المشاكل الدينية في مصر قبل الفتح العربي الإسلامي فى غاية التعقيد خاصة بعد انتشار الديانة المسيحية الى داخل البلاد فى القرن الاول الميلادى.
- فكان من الطبيعى ان تلقى هذه الديانه الجديده بعض الاضطهاد من أباطرة الدولة البيزنطية الوثنيين الذين تعمدوا اضطهاد مسيحو مصر اعتبارا من حكم الامبراطور سفيروس الذى قام بحملة اضطهاد واسعة فى عام ٢٠٢ ضد كل من يعتنق الدين المسيحى.
- فى عهد الامبراطو ميوس عام ٢٥٠ تم إلزام المصريين بالحصول على شهادة تثبت أنهم على دين الوثني.
- و من هنا ظلت المسيحية منذ إنتشارها تلقى إضطهادآ كبيرآ عندما تولى دقليديانوس عرش الحكم حيث بلغ إضطهاد المسيحيين أقصاه.
- و بمرور الوقت إستطاعت الديانة المسيحية ان تحرز بعض الإنتشار و اعترف بها الامبراطور قسطنطين كأحد الأديان المسموح بممارستها داخل الامبراطوريه البيزنطية.
- بعد ذلك تم تحريم ممارسة العبادات الوثنية على الاطلاق و لكن لم تنعم مصر طويلاً بمسيحيتها إذ سرعان ما انتشر الجدل بين المسيحيين أنفسهم حول صفات المسيح و طبيعته.
- ومن هنا كان طبيعياً ان يتدخل الأباطرة لفض المنازعات خاصة بعد احتدام النزاع بين كنيستى الإسكندرية و القسطنطينية. حيث أن الكنيسة المصرية ذهبت الى أن للمسيح طبيعة واحدة. أما الكنيسة القسطنطينية ذهبت الى أن للمسيح طبيعتين.
- من هنا دعا أحد الأباطرة الى عقد مجمع دينى لإنهاء النزاع وانتهى الى قرار مذهب الطبيعتين، و اعتبر مذهب الطبيعة الواحدة كفر و خروج على الدين.
- لكن سرعان ما عاد المصريون للتعرض لحركة إضطهاد من قبل الحكومة البيزنطيو كى يجبروهم على اعتناق المذهب الامبراطورى وتحمل المصريون الاضطهاد حتى و جاء هرقل ليخلص المصريين من الاضطهاد و سفك الدماء.
٢- الأحوال الإقتصادية في مصر قبل الفتح العربي الإسلامي
- كانت الاحوال الاقتصادية عزيزي قارئ موقع مقالات اكثر سوءاً.
- فكانت مصر بالنسبة للدولة البيزنطية بمثابة سلسلة الخبز التى تمد الدولة بالمؤن اللازمة.
- لذلك حرص البيزنطيون على ان يكون النظام الادارى و الاقتصادى فى مصر فى خدمة هذا الغرض
- العلاقه بين مصر والقسطنطينيه عاصمة الدوله البيزنطيه ماديه بحته حيث ابتكروا الوسائل لاستغلال موارد البلاد، اثقلت الضرائب كواهل المصريين من الفلاحين.
- “نظام الحمايه”….هو نظام لجأ اليه الفلاحين حينما تعرضوا لكثرة الضرائب وتعرضهم للظلم أثناء جباية الاموال و سعوا لوضع أنفسهم تحت حماية أمير من الأمراء.
- ول كن ظهر بعد ذلك النظام الاقطاعى الذى تحول فيه الفلاح من مالك الى قن وبالتالى اصبحت الارض ملكآ للامير الذى وضع الفلاح نفسه تحت حمايته ومن هنا تكونت الاقطاعات الكبيره .
- إنقسمت مصر الى خمسة اقسام إداريه كبرى أضعفت من سلطة الدوله وهى:
- الاسكندرية
- شرق الدلتا
- غرب الدلتا
- مصر الوسطى
- مصر العليا كان يحكم كل اقليم يعرف باسم الدوق و يجمع بين يديه السلطتين المدنية والعسكرية.
- الهدف من التقسيم إضعاف مقاومة اهل البلاد من المصريين , والحفاظ على الأمن والنظام مما ادى الى اضعاف الوحده الادارية فى البلاد.
٣- الأحوال العسكرية
- ترتب على التقسيم الإدارى لمصر أن أصبح لكل إقليم جيشه الخاص به يخضع لسلطة الدوق
- ومن هنا أصبح جيش مصر جيشآ إقليميآمهمته الدفاع عن الجبهات التى تخصه فقط…
- وارتبط جنود الجيش بالاقليم المقيم به وكان معظمهم من المصريين قبل الفتح العربى وكانوا يجندون إما بالاقتراع او بالتطوع او بالوراثه…
- قامت الدوله البيزنطيه بتغيير سياستها وهى عدم تجنيد المصريين فى الجيش..
- لم يكن للجيش حظ بعد أن أغفل التدريب العسكرى والدليل ما جاء فى الوثائق البرديه ان افراد الجيش اتخذوا لانفسهم حرفا الى جانب مهنة الحرب , فكان يسمح لهم بالاشتغال فى الزراعه والتجاره..
- من هنا نجد أن مهمة افراد الجيش الرئيسيه هى …. القضاء على قطاع الطرق .. واخماد الثورات الدينيه.. والاشتراك فى جباية الضرائب
- كان من الطبيعى ان يشارك افراد الجيش اهل البلاد لما يعانوه من ظلم وكراهيه من البيزنطيين.
- لذلك عندما جاء العرب فاتحين لمصر لم يقاتلو جيشاً موحداً بل كان جيش كل اقليم ينتظر ظهور العرب فى اقليمهم ليدافعو عنه.
٤- الأحوال الأجتماعية
- كانت الظروف الاجتماعية التى مر بها البلاد من المصريين من العوامل التى سهلت القضاء على الحكم البيزنطى فى مصر.
- فقد كانت الاسكندريه وبقية أجزاء البلاد على طرفى نقيض . فالاسكندريه كانت بمثابة مدينه يونانيه اجنبيه عن مصر.
- والعكس كان بقية أجزاء البلاد بمثابة أقاليم زراعيه تتقاسم فيها اسر قوية فى حين ان الفلاح اصبح قنآ
- لذلك كان الحكم حكم غرباء يعتمد على القوه ولا يشعر بالعطف اتجاه الشعب المحكوم
- فكانت السلطات البيزنطيه تفرض قبضتها القويه على الاسكندريه عاصمة البلاد وبعض البلاد الحصينه الاخرى ..
- كان رجال الجيش ينتشرون فى كل مكان بجانب جباة الضرائب لجمع الاموال بالقوه
- وجد التجار المصريين ظلم كبير لما ينعم فيه تجار الروم واليهود حيث يحلون بحماية هؤلاء الجنود ومنافسين للتجار المصريون ..
كل هذه العوامل عزيزي قارئ موقع مقالات أدت الى إضعاف مصر وإهمال الارض والتجاره وانتشار القحط فى انحاء البلاد ولكن رغم كل هذه العوامل التى ادت الى التدهور وكان لها العديد من السلبيات إلا انها تركت للمصريين يقظة الروح القومية و من هنا إزدهرت اللغة القبطية و مزاحمتها للغة اليونانية.
مما هيأ أيضآ لحدث عظيم و هو الفتح العربى الإسلامى لمصر وانتقال السلطة لأيدى العرب.