تمركزت مرارة الأيام في حلقها .. وبدأت تغزل شرنقة الوحدة مرة أخرى .. إلا أنها زادت من رحابتها قليلا .. تمسكا منها بفراغه .. الذي لن يشغله أحد .. أو هاكذا أرادت .. نعم أرادت .. أرادت ألا تسمح لأحد أن يتعدى على ممتلكاته في غرفة قلبها .. في كل كبوة عاطفية لها كانت تتمنى أن يأتي فارس آخر سريعا ليرفع يد الأميرة نحو فيه ليلثمها ويقول لها أنا الحاضر والمستقبل أن الكل أنا أبوكي وأهلك .. أنا أنت فارتاحي .. إلا إنها لم تتمنى ذلك هذه المرة تعويضا سواه .. ربما لأنها امتلك كل هذه المشاعر معه فعليا وأكثر .. لسنوات طويلة وبدون مقابل .. دون حتى أن يوضح لها حقيقة مشاعره تجاهها .. كان بالنسبة لها حالة متفردة .. ملاك حارس .. ملاك حارس !!
لو كان معها الآن لشخصت له كل ما يؤلمها دون أن تستشعر بذرة ضعف .. لو كان موجودا الآن لضمها إليه وقال لها قولي لي ماذا أفعل لترتاحي وسأفعله ؟ ولاكنه ليس معها .
لو كان معاها الآن لقالت له أنها رافضة أن يكو أنبل إنسان في الكون هو من يؤلمها .. رافضة أن تقتنع .. أن تصدق .. ولاكنه ليس معها !!
ريثما اكتملت الصورة .. صورة الحب في عينيها معه بعد أن كانت دوما ناقصة .. أو غير لائقة بمعنى الحب لديها .. كانت هذه المرة كاملة اللياقة .. يستحقان بعضها كانوا .. بشر محملين بروح الملائكة .. مازالوا يفضلون الآدمية حتى وإن خسروا .. كانت لديهم المبادئ لا تتجزأ .. ولم تختلط بهم أبدا المفاهيم حتى وإن أخطؤوا .. كانوا يدركون أنهم بشر ضعفاء خطائون .. إلا أن الصراحة مع النفس كانت نهج خطاهم فيدركون أنهم أخطؤوا ويعودون .. كانوا بشبهون بعضهما … كانوا حراس الملائكة .. كان الضمير .. الضمير الحي .. هو دائما الصديق المخلص المؤلم لكلاهما .. يجوز لهذا تركها .. ولهذا واثقة هي … سيعود !!