من هم الحشاشون ؟ الحشاشون هي أحد الطوئف الشيعية التي أسسها حسن الصباح وسماها
الدعوة الجديدة حيث دعى فيها الى إمامة نزار بن المستنصر بالله ومن جاء من نسله بعد
إنشقاقها عن الفاطميين في أواخر القرن الخامس الهجري فتعتبر طائفة إسماعيلية فاطمية
نزارية مشرقية نسبة الى نزار بن المستنصر بالله.
كانت معاقلهم الأساسية في إيران حيث أتخذ حسن الصباح من قلعة الموت مركز لنشر دعوته
الجديدة ومن بعد ايران الشام نتيجة انتقال بعض الداعين لها الى هناك.
التسمية
في الحقيقة لم يطلق الحشاشون او الحشاشين ذلك الإسم على أنفسهم بل هم معروفون بالطائفة النزارية أو الإسماعيلية النزارية و أما اسم الحشاشون أطلق عليهم من قبل بعض الرسائل كالتي كتبها الخليفة الفاطمي الآمر بأحكام الله و أيضا في أقدم كتاب سلجوقي كتبه عماد الدين الأصفهاني والتي أطلق عليهم الحشاشيين ،كما أطلق عليهم الملاحده من قبل المؤرخون الفرس و أطلق عليهم أيضا الباطنية.
كما كان الفرنسيون يطلقون كلمة Assassin أو الحشاشين على القتلة أو محترفي القتل من فدائيين الطائفة الإسماعيلية.
تأسيس طائفة الحشاشون
كما ذكرنا أن من أسس طائفة الحشاشين هو حسن بن علي بن محمد الصباح الحميري أو كما يعرف
ب حسن الصباح الملقب بالسيد أو شيخ الجبل وقد ولد ومات في إيران.
لقد بدأ حسن الصباح دراسة مذهب الطائفة الإسماعيلية في القاهرة ثم تركها ذاهبا إلى أصفهان
عام 1081م وهناك بدأ حسن الصباح في نشر تعليم المذهب الإسماعيلي خاصة في شمال إيران
وقد إنضم اليه الكثير من الأنصار وقد إتخذ قلعة الموت معقلا له ومركز لنشر دعوته وحصنا له
من خطر أعدائه من السلاجقة و العباسيين فقد كانت قلعة الموت أو وكر العقاب :عبارة عن حصن
مقام على قمة صخرة عالية وسط جبال الديلم جنوب بحر قزوين وعلى بعد 100 كم من طهران
يصل ارتفاعها إلى أكثر من 6000 قدم فوق سطح الأرض ولا أحد يستطيع الوصول إليها إلا من
خلال طريق ضيق شديد الإنحدار.
إستراتيجية الدعوة عند النزارية أو الحشاشون
وقد استخدم حسن الصباح اسلوب مختلف وجديدا في نشر دعوته عن ذلك الذي كان معروفا في العصور الوسطى فبدلا من خوض الحروب والمعارك المباشرة مع من يختلفون معه أو من يعيقون أو يرفضون دعوته و الفكرالباطني فقد كان يعتمد على أسلوب الإغتيال الإنتقائي لبعض الشخصيات البارزة أو المهمة ممن يعارضونه في الدول الأخرى المعادية له.
ولهذا أسس حسن الصباح فرقة أسماها فرقة الفدائيين وهي فرقة تضم أكثر العناصر المخلصة له وللدعوة و لمذهبه الجديد وكانوا يدربون على الفروسية والقتل وتعلم اللغات والتنكر…فقد كانوا يندسون وسط جيوش أعدائهم وفي قصور السلاطين والحكام كجند أو خدم أو حتى في المناصب العليا وهم في الحقيقة جواسيس محترفي في الخداع
و الإغتيال بمنتهى الإحترافية.
وكان في الغالب يتم الإغتيل في الأسواق أمام العامة لتخويف و إرهاب الناس ونادرا ما كان ينجوا القاتل
وظل فدائيون الدولة الباطنية أو دولة الحشاشون يقومون بعمليات الإغتيال طيلة 3 قرون.
أشهر إغتيالات الحشاشون
- نظام الملك: كان وزيرا في الإمبراطورية السلجوقية الممتدة من تركيا إلى أفغانستان بعد أن قررر نظام الملك مواجهة حسن الصباح والتصدي لدعوته فقتلوه غدرا.
- فخر الملك :ابن نظام الملك
- أحمد بن إبراهيم الكردي
- عبيد الله الخطيب:قاضي طهران الشرعي قتل أثناء صلاة الجمعة بعد اختراق الحشاشون طاقم حراسته.
- أبو طالب السُميرَمي: وكان وزيرا للسلطان محمود السلجوقي وتم ذبحه من قبل الحشاشين في وسط حراسه.
- ريمون الثاني كونت طرابلس
- كونراد دي مونفيراتو (كونراد الأول، ملك القدس) أثناء الغزو الصليبي
- الخليفة الفاطمي الآمر بأحكام الله
حكام دولة الحشاشون
- حسن الصباح ( 1094م-1124م )
- بزرك آميد 1124-1138
- محمد بن بزرك آميد 1138-1162
- الحسن علي بن حسن القاهر 1162-1166
- أعلى محمد بن الحسن علي 1166-1210
- جلال الدين حسن بن أعلى محمد 1210-1221
- علاء الدين محمد بن الحسن 1221-1255
نهاية دولة الحشاشون (الباطنية)
تم القضاء على الطائفة النزارية أو الحشاشون في إيران سنة 1256م وحرقت قلاعهم و مكاتبهم وقتلهم في مذبحة كبيرة على يد الماغول بقيادة هولاكو،كما تم القضاء على باقي دولتهم في الشام على يد الظاهر بيبرس وانهاء حكمهم سنة 1273م .
في النهاية يعتبر الحشاشون طائفة من طوائف الشيعة الإسماعيلية الذين أتخذوا من القتل وسيلة لنشر وللحفاظ على دعوتهم الباطلة ، وقد أفتى علماء الدين باستباحة دمائهم بل و وجوب محاربتهم وتطهير الأرض من أفكارهم الفاسدة المفسدة العفنة و أيضا عدم جواز أكل ذبيحتهم أو عقد صداقات معهم.