استيقظت متأخره عن عملها ، فقفزت عن سريرها ، يدور في ذهنها جدول يومها المملوء ، وفي ظرف نصف ساعه كانت قد انتهت من ملابسها ووضعت عطرها واحمر شفاه بدرجه مقيته جدا بارده ليس بها اي حياه ، وخرجت من باب بيتها دون ان تتحدث مع احد ،
انعقد المؤتمر وجلست علي منصته وتحدثت واثرت في عقول الموجودين وكانها تحركهم كما تريد هي ، لم تنظر الي اي شخص ، لم تري وجوه ، هكذا اعتادت حياتها ، لا تنظر في اعين احد حتي لا تتعلق به ، انتهي عملها بنجاح في تمام الثامنه مساء ،
شعرت بنجاحها فقررت ان تكافئ نفسها فجلست في مقهي صغير داخل باحه الفندق ، وفجأه دخل فوج كبير من الناس ، بعدما فكرت ولاحظت عرفت انهم اهل عريس او عروس لديهم فرح في احدي القاعات ، فجلست ناظره اليهم تشاهدهم ، وهي تحتسي قهوتها ،
ظهر العريس ولكن لم تظهر العروس ، فنظرت له وجدته متوتر جدا وقلق وفي الوقت ذاته سعيد ، تكاد ابتسامته تغميه ، فاخذت تراقبه جيدا وهو يترقب نزول عروسه فاقترب منه رجل واخذ يحدثه طويلا ويشاور باصابعه وكأنه ينبهه ، و امرأه تقف معهم و تبدو علي ملامحها السعاده والرضا عن تحذيراته وكأنها تطمئن كلما تحدث ، ففهمت ان هذا الرجل يعطي العريس نصائح كيف يعامل زوجته المستقبليه ، فنظرت الي هذا الرجل بشده والغريب انه شعر بنظرتها فنظر لها ، واخذ يسير بين المنتظرين وهو ينظر لها ، وما ان استدارت حتي وجدته قادم تجاهها ، فشعرت بالخجل و ترقبت لتعرف ماذا يريد هذا الشاب ، فاقترب منها والقي السلام وقال لها هل بامكاني ان اجلس للحظه لقد رأيتك في المؤتمر وانتي رأيتيني في عرس صديقي ، اذا نحن متعادلان وصرنا نعرف بعضنا ، فما تمالكت نفسها وضحكت فجلس ، وظل ساكتا لا يتحدث ولكنه ينظر لها وهي سعيده بنظراته لم تخف منه ، واذا بالعروس تنزل وسط تهليل فيهم بالوقوف ويقول لها اريدك ان تحضري هذا العرس معي ، سانتظرك بالداخل ، فابتسمت واومئت راسها بدملوماسيه شديده ، ولكنها كانت حزينه لانه سيرحل ، وهو ايضا ، سار خطوتين والتف ونظر لها ليؤكد بعينه علي ميعاده ،
نظرت الي العروس وجدتها سعيده جدا وزوجها ينظر لها نظره تكفيها ان تعيش من اجلها فقط ، وانتهت زفة العروس وبقيت هي تفكر في يومها وتذكرت لحظه استيقظت ورتبت جدول مواعيدها لم تضع ولو دقيقه لشخص يحتاجها ، كل من في جدولها يعتمدون عليها ، وهي تعتمد علي من ؟؟ لا احد شعرت بوحده تكاد تقتلها او تحطم عظامها ولم تجد حل بيدها ، وهل اذا دخلت العرس ستغير حياتها ؟ ربما ستتغير لفتره موجزه وتعود كما هي ….. ولم تتخذ قرار اخذت اوراقها وخرجت من الفندق وعيناها ثابته لا تشعر بما تراه كانها كفيفه تسير في مكان قد حفظته منذ ولدت …… خرجت وهي تدرك جيدا انها ربما تفوت رجل حياتها وربما قد تكون احبته لحظه لقاءه ولكنها لا تحتمل التجربه ولا المخاطره …..