كثير من النساء تريد الحمل، ولكن تجد مشكلة فى الحمل دون إيجاد سبب عضوي، وعند الفحص يكون السبب هو زيادة إفراز هرمون الحليب “البرولاكتين”. فنريد معرفة ماعلاقته بالحمل وكيف يؤثر عليه، وهل فعلا يمنع حدوث الحمل نهائيا ويسبب العقم، وكيفية تشخيصه وعلاجه. كل هذا وأكثر نتعرف عليه من خلال مقالنا هذا فهيا بنا.
ماهو هرمون الحليب Prolactin Hormone ؟
هرمون الحليب يوجد بشكل طبيعي في الدم بنسبة تتراوح ما بين ثلاثة إلى ثلاثين نانوغراماً لكل ملليتر ويتم إفرازه عن طريق الغدة النخامية الموجوده في منتصف الرأس بالدماغ يتكون من سلاسل أحماض أمينية.
يعمل كمحفز لإدرار الحليب من الثدي ويبدأ إفرازه أثناء الحمل تلقائياً وبصورة طبيعية عن طريق إعداد الثديين لبدء إنتاج الحليب ولكن بمستوي منخفض إلي حد ما في أشهر الحمل، وبعد ذلك يرجع لإفراز المشيمه “هرموني الإستروجين والبروجسترون”، ولكن بعد الولادة وخروج المشيمة من الجسم، فإنّ مستويات الإستروجين والبروجسترون تنخفض ويزداد هرمون البرولاكتين ويبدأ إدرار الحليب مرة أخري، ومع الإستمرار في الرضاعه الطبيعيه يستمر إدرار الحليب عن طريق إعطاء إشارة للدماغ لإطلاق وتحرير هرمونات تحفز على إنتاج الحليب.
هرمون البرولاكتين له عدة وظائف مختلفة فى الجسم عند كلا من الجنسين ولكن بنسب متفاوتة. حيث له دور في:
- تنظيم حساسية الإنسولين
- ثبات مستوى الجلوكوز في الدم
- يُساعد على تنظيم نمو الخلايا المنتجة للإنسولين في البنكرياس
- ينظم عمليات الأيض، والمناعة، والعديد من الوظائف الأخرى.
- ولكن دوره الأساسي يكمن في عملية إنتاج الحليب للرضاعة, لذلك أُطلق عليه اسم هرمون الحليب
أسباب إرتفاع هرمون الحليب
هناك العديد من الأسباب التي تؤدّي إلى ارتفاع نسبه الهرمون في الدم بشكل غير طبيعي:
- تناول أنواع معيّنة من العقاقير، مثل أدوية الإكتئاب والصرع والغثيان والضغط والأويه المضادة للحموضه.
- بعض المشاكل في الغدة النخامية ومنها الإصابه بورم حميد يسمي بالورم البرولاكتيني.
- تكيسات المبايض لدى النساء وإرتفاع هرمون الذكورة.
- حالات الضغط النفسيّ والتوتر الشديد.
- إثارة حلمة الثدي المستمر أثناء الجماع.
- ارتداء حمالة الثدي الضيقة.
- اضطراب وظائف الغدة الدرقية.
- أمراض الكلى.
- أمراض الكبد.
- النوبات والتشنجات.
- الرعشة الجنسية.
- الجلوس في الساونا.
- سرطان الرئة.
- إصابة جدار القفص الصدري.
أضرار إرتفاع هرمون البرولاكتين
قد يتسبب هرمون الحليب فى أضرار لكلا من الرجال والنساء ومنها مايلي:
يؤدّي ارتفاع الهرمون لدى الرجال إلى:
- ضعف في القدرة والرغبة الجنسيّة.
- زيادة في حجم الثدي لدى الرجال Gynecomastia
- إفراز الحليب في بعض الأحيان.
- انخفاض كتلة عضلات الجسم وانخفاض نمو الشعر على الجلد.
- قلّة وضعف إنتاج الخصيتين للحيوانات المنوية وحودوث مشاكل في الانتصاب,
- حدوث مشاكل في الخصوبة قد تؤدي للإصابة بالعُقم
أمّا بالنسبة للنساء، فيؤدّي إلى:
- تأخّر الحمل، أو عدم القدرة على الإنجاب بسبب حدوث مشاكل في التبويض
- وجود حليب وتدفّقه من الثديين في بعض الأحيان بالرغم من عدم وجود حمل أو رضاعه.
- ضعف الرغبة الجنسيّة.
- تشقّق الجلد الخارجي وجفاف في القناة التناسليّة.
- وجود حكّة في الثديين.
- اضطرابات وعدم انتظام الدورة الشهريّة
- الشعور بالألم و عدم الراحة خلال الجماع.
- جفاف المهبل.
- ظهور حب الشباب.
- نمو الشعر الزائد على الجسم والوجه.
كما أنه يتسبب في بعض المشاكل العامه منها:
- الإصابة بأمراض المناعة.
- زيادة الوزن والشعور بالجوع بشكل دائم.
- الإصابة بالاكتئاب.
- صداع وألم بشكل دائم
- الإصابة بالتليف الكيسي.
- زيادة فرص الإصابة بالسرطان.
نرشح لك: اسباب قد تؤدي الي اصابتك بالتسمم الغذائي
تشخيص هرمون الحليب
عند الشعور بأحد الأعراض السابقة, يجب الذهاب للطبيب وعمل التحاليل اللازمه لمعرفة نسبه البرولاكتين في الدم. ويوجد أكثر من طريقة للتشخيص ومعرفة نسبة الهرمون في الدم منها:
- التحاليل المخبرية: ولأن نسبة هرمون الحليب تتغير باختلاف الوقت من اليوم، فعادةً ما يصل إلي أعلي نسبة في الصباح الباكر، فيفضل سحب عينة الدم بعد مرور 3 ساعات علي الأقل بعد الاستيقاظ من النوم، وهو تحليل عادي جدا لايطلب منك أى إستعدادات اخري قبل أخذ العينه. وإذا كانت النسبة مرتفعه فمن الضروري عمل تحليل للغدة الدرقية للتأكد أن نسبتها طبيعية وأنها ليست السبب فى إرتفاع نسبة الهرمون.
- الرنين المغناطيسي نلجأ إليه, إذا كان هناك إشتباه فى وجود ورم. فيتم تصوير الغدة النخامية ومعرفة إذا كان هناك ورم أم لا.
النتائج الطبيعيه تكون كالتالى:
- عند الذكور: 2-18 نانوغرام لكل مل.
- عند الإناث غير الحوامل: أقل من 25 نانوغرام / مل.
- النساء الحوامل: 34-386 نانوغرام / مل.
علاج إرتفاع هرمون الحليب
يمكن علاج إرتفاع نسبة الهرمون بعدة طرق إما بالخلطات الطبيعية, أو بإستخدام الأدوية, أو البمج بينهما إذا كان الأمر يحتاج إلي ذلك:
فمن أشهر الخلطات الطبيعية المستخدمة فى زيادة إفراز هرمون الإستروجين المساعد لخفض مستوي البرولاكتين فى الدم مايلي:
- خلطة الميرمية والبردقوش: تناول 2 كوب مرتين يوميا وتابع التحاليل بشكل دوري.
- حبة البركة: خليط من حبة البركة، وحب الرشاد، وعسل النحل، والماء المغلى ويشرب دافئاً.
- اليانسون: تناولي كوب من اليانسون الدافيء صباحا ومساءا
- مشروب الشعير: تناول كوب من الشعير الدافىء الخالى من الكحول.
- بذور السمسم: تناوله يوميا بإنتظام لضبط هرمونات الجسم كلها.
- بذور عباد الشمس: إحرص على تناول عبا الشمس بشكل مستمر لإحتوائه على نسبة عالية من الزنك المساعد فى خفض مستوي البرولاكتين, كما أنه يساعد فى تقليل أعراض ماقبل الطمث.
وسنذكر الأن بعض النباتات التي تدعم جهاز الغدد الصماء وتُحافظ عليه وتجعلة يتأقلم مع الظروف الصحية المختلفة وتعمل على تعزيز الغدة الدرقية وبالتالي السيطره على هرمون البرولاكتين لأنّ انحفاض هرمون الغدّة الدرقيّة يؤدي إلى ارتفاع نسبة هرمون البرولاكتين. مثل:
- نبتة الأشواجندا: لها العديد من الفوائد الأخري ومنها تقليل التوتر والعصبيه, عن طريق التقليل من هرمون الكورتيزول. لذلك يجب عليك فى الأساس التخلص من مسببات التوتر والضغط العصبي: وذلك لأنّ التوتّرله عامل أساسي في زيادة هرمون الكورتيزول والذي بدوره يعمل على خمول الهرمون المُنشّط للغدد التناسليّة المسؤول عن إفراز العديد من الهرمونات منها هرمون البرولاكتين.
- العرق سوس: من أهم فوائده التقليل من الإجهاد والقلق وبالتالى تنظيم العديد من الهرمونات فى الجسم.
- عشبة سرة الأرض:به العديد من الفيتامينات والمعادن اللازمة لصحة الجسم.
- عشبة الماكا ” أو جنسنج البيرو”: تعمل على تنظيم وتجديد الهرمونات بشكل طبيعي وصحي. وتحسن من فرص الحمل وزيادة خصوبة النساء.
- عشبة مريم أو ما تُسمّى بشجرة العفّة: تساعد في كثير من المشاكل صحية التي تتعلق بالإختلال الهرموني وخصوصا لدي النساء.
- تناول الأطعمة التي تحتوي على عنصر اليود، والمُكمّلات الغذائيّة التي تحتوي على فيتامينات ب، وفيتامين أ، وفيتامين ج، وفيتامين هـ، الزنك، والنحاس، والسيلينيو
- نبتة الجذر الذهبيّ : مفيد فى زيادة الطاقة وتحسين نسبة الهرمونات فى الجسم.
العلاجات الدوائيّة والإجرائية
يعتمد الإجراء العلاجيّ على السبب المؤدّي لارتفاع الهرمون وهذه بعض الأدوية التي تقلّل من إنتاج هرمون البرولاكتين
دواء البروموكربتين, ودواء الكابرجولين المستخدم فى حالات وجود ورم, وربما تحتاج لتدخل جراحى فى حالة عدم إستجابه المريض للعلاج.
العلاج الإشعاعيّ: نلجإ إلي التدخل الإشعاعي فى حالة عدم إستجابة الورم للأدويه أو التدخل الجراحى لتقليص حجم الورم.