أما ما يحزن اكثر هو رد العاشق نفسه ، وكأنه قد رد ليدافع عن حبيبه ، رد ليوقف شماتتهم بحبيبه وتجاهل أنهم يشمتون به هو ، وتجاهل أنهم تعمدوا إهانته هو وتذكيره بغدر حبيبه ، ربما أراد ان يحملهم رسالة إلي حبيبه الذي لم يصنه ، وظل يذكر كيف يحبه، فيقول ” انا بحبه وأراعي وده ان كان في قربه ولا في بعده ” ، تعمد ان يوصل هذه الرساله انه يتقبل غيابه ويتقبل كل أخطائه ، مازال يشعر بحبه وبوده وإنما فقط قد اعتبر الود موجود ولكنه غير ملموس ولكن لا يفرق هذا مع قلبه ، ان كان قريب او بعيد ،
وفي الكوبليه التالي يحكي عن عذابه ، حينما تصرخ روحه نداء علي حبيبه ، فيمنيها ويهدئها ويرسم لها طريق من الحب ، ويفاجئ بالجفا وعدم الاحساس ،
ويظل معاتبا لمن يلوموه ويشمتون به ، ” فلماذا تلوموني علي حبي ، لقد أستحق حبيبي صبري ، ويعود ليلوم علي حبيبه الذي عذبه ولم يرحمة حتي يوما واحدا و لم يقرر ان يشعره بالحب ، ويعود ليتحصر مره اخري ويوضح انه يعلم ان هذا مصيره من الجفا والألم ، لأن حبيبه لم يتذكره يوما ،
فيقول ” دعوني أحبه كما أريد ، دعوني أري الألاّم ، واذوق الحب ، فمهما طال بعاده وزاد بكائي ، فربما في حين أخر سيتذكر ودي له وحبي له ويعود ليودني كما وددته “،
كلمات عاشق ولهان لا يري سوي حبيبه ، حينما أستمع غلي هذه الأغنيه أشعر بمدي عذاب هذا العاشق الذي يرضي بالقليل ، واقارنه مع الواقع فلا ولن اجد له مثيل ، لا يوجد من يقول ” هو إفتكرني عشان ينساني ؟!! .