وباء كورونا و المراهقين – ما يحتاجه المراهقون خلال فترة الوباء
وباء كورونا فترة يحتاج فيها أبناءنا المراهقين إلى فرص للمساهمة و منظومة للمتابعة.
تمكن الخبراء من تصميم العديد من أنظمة المعلومات التي يمكن استخدامها للوصول إلى الأشخاص الذين يحتاجون إلى خدمات و لكنهم لا يمكنهم الالتقاء و التواصل إلا عن طريق شبكات النت.
خلال فترة وباء كورونا ، و ما يترتب عليه من العزلة الاجتماعية، و إغلاق المدارس و النوادي و وقف الأنشطة الرياضية و انتشار القلق و الإضطراب العام،
بالإضافة إلى قلق الآباء المحتم من تدهور الاقتصاد، مما يترتب عليه آثار جانبية سيئة على أبناءنا المراهقين.
قمنا بالبحث عن آراء المتخصصين في الصحة النفسية و الاستشارات التربوية لمعرفة كيفية تخطي هذه الأزمة بأقل الأضرار النفسية على أبناءنا في فترة المراهقة.
نتفق على حد سواء على أن الأطفال يرون ويسمعون أكثر مما يسمح لهم،
و أن كل هذا الإهمال لا بد أن تكون له عواقب طويلة المدى على سلامة نفسية و عقلية أطفالنا ما لم نتدخل نحن الكبار ونقدم بعض المساعدة.
من الطبيعي في فترة المراهقة أن يتذمر الأبناء عندما يتلقون الأوامر لتخبرهم بما يجب أن يقوموا به.
من المحتمل أن يكون هذا بسبب نظام الأبوة الصارم الذي يمارسه بعض الآباء بهدف تعليمهم النظام و طاعة الأوامر بدون نقاش.
مع ذلك فمن الأفضل التعامل الرفيق مع المراهقين و تشجيعهم و تلبية احتياجاتهم و مصالحهم الخاصة من أجل تنشئة نفسية سليمة لهم.
كيف نحافظ على صحة المراهقين العقلية خلال وباء كورونا ؟
في ما يلي سلسلة من الحوارات التي يمكن للأباء إجراءها مع الأبناء المراهقين لتعطيك أدلة تتعلق بكيفية الحفاظ على صحتهم العقلية خلال جائحة فيروس كورونا .
١- تقرب منهم بسؤلك عن أحوالهم
ابدأ بسؤالهم حول ما يفعلون؟ ثم عن أصدقائهم المقربين أو معلميهم أو أي شخص آخر يحبونه.
يمكن أن يبدأ الحوار مثل: “إبني، كيف حالك؟ كيف حال اصدقائك و أبائهم؟ ما أخبار معلميك؟ (أو أشخاص آخرين يحبهم؟) “
إذا كنا نرجو من الأطفال أن يصبحوا عطوفين مع الآخرين، فنحن بحاجة إلى أن نظهر لهم الحنان في التعامل و في الممارسة،
و ذلك من خلال أسلوب و نوع الأسئلة التي نطرحها عليهم عندما يشعرون بالقلق حيال شخص آخر.
٢- سؤالهم عن هواياتهم و كيف يشغلون أوقات الفراغ خلال وباء كورونا
اسأل أبناءك المراهقين عن الاستراتيجيات التي يتبعونها للتكيف مع الوضع الحالي الذي يفرضه العزل المنزلي.
“لدي فضول لمعرفة ماذا تفعل بالضبط لملء وقتك؟ أي بعد تعطل المدرسة، هل لديك أي روتين في يومك؟ و هل تنجز بعض الأعمال؟ “
(على سبيل المثال، لعب ألعاب الفيديو أمر ممتع لعدة أيام و لكن يمكن أن يؤدي إلى الملل و الاكتئاب إذا كان هذا هو كل ما يستطيع الشاب فعله.)
بعد الاستماع الجيد إلى ما يقوله الشباب، حاول تقديم اقتراحات لنشاطات أخرى،
مثل أن يلعب بطاقات أو تمارين رياضية منزلية أو المساعدة في الأعمال المنزلية مثل طهي عشاء للأسرة.
حاول اختيار الأنشطة التي تجعل الشباب يفعلون شيئًا جديدًا ومفيدا مثل إقتراح قراءة كتاب أو حضور كورسات أون لاين،
بالإضافة إلى الأنشطة التي تنمي التواصل الاجتماعي و تقضي على الملل ، مثل الأنشطة و الألعاب الجماعية مع أفراد الأسرة الآخرين.
٣- التحاور معهم حول عاداتهم الشخصية
تحدث معهم حول عاداتهم الشخصية التي يمكن أن تؤثر أو تضر صحتهم النفسية و العقلية.
“هل تنام عدد ساعات كافية و نوم صحي؟”
بالنسبة للبالغين، يحتاجون للنوم حوالي 9 ساعات متواصلة في الليل.
النوم الزائد المفرط يسبب الشعور بالإرهاق و الخمول، أما السهر كثيرًا يجعلهم أكثر عرضة للقلق و التوتر.
“هل تأكل أكل صحي بكميات مناسبة و متوازنة من الطعام؟ متى تفضل تناول الطعام و الوجبات الخفيفة؟ هل هناك أطعمة أخرى ترغب في تناولها و لكنك لا تعرف كيفية إعدادها؟ “.
هناك الكثير من النصائح للحفاظ على نظام غذائي صحي ملائم عندما يكون متاحًا خلال فترات الأزمات.
تناول الوجبات السريعة والأطعمة المقلية قد تكون ممتعة كثيرًا،
إلا أن لها آثار جانبية سيئة جدا على صحة أبناءنا سواء نفسيًا أو جسديًا فهي تقلل المزاج بشكل خطير و تجعل الطفل أكثر عرضة للخمول والسمنة.
من المؤكد أن اتباع نظام غذائي صحي يؤدي إلى صحة عقلية و جسدية و نفسية أفضل.
“ماذا عن النشاط الرياضي، هل تفعل أي شيء للحفاظ على لياقتك؟”
على الرغم من أن البقاء في المنزل يمكن أن يحد من الأنشطة الحركية،
إلا أن السكن في الأدوار العليا للبناء توفر فرصًا لصعود و هبوط الدرج بدلاً عن استخدام المصعد.
أو على الأقل لديك فرصة للتجول غي الجوار إذا كانت المنطقة آمنة.
إذا كان هناك مكان مفتوح في الهواء الطلق مثل شاطئ البحر فزيارته أفضل، طالما أننا ملتزمون وأبناءنا بالاحتفاظ بمسافات آمنة تفصلنا عن الآخرين.
٤- توعيتهم حول مشاكل وسائل التواصل الاجتماعي
التحدث إلى أبنائنا المراهقين حول علاقاتهم الاجتماعية.
تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي منتشرة بشكل واسع بين أبناءنا المراهقين، و للأسف لا يمكن الحد من استخدامها في العصر الحديث،
لذا يجب توعيتهم لاستخدامهاربالشكل الصحيح و تجنب المقارنات الاجتماعية السلبية التي ليس لها نهاية. ( ألعابي أجمل من ألعابك!).
بدلاً من ذلك، يلزم تشجيع المراهقين على محاولة التواصل الفعال مع الآخرين، من أفراد الأسرة أو حتى من جيرانهم.
يمكننا أن نسألهم، “هل هناك أشخاص يجب أن تسأل عنهم وتتفقد أحوالهم؟ هل يحتاجون إلى خدمات يمكنك تقديمها دون احتكاك قريب؟
على سبيل المثال، هل يمكنك شراء احتياجاتهم من البقالة و تركها على عتبة بابهم؟ هل هناك أي شخص مريض بحاجة لدواء من الصيدلية؟
بالطبع الانشغال بتقديم خدمات للآخرين لن يشغل كل الوقت من أيام الحجر المنزلي الطويل،
لكن يجعلهم يشعرون بالسعادة و بأنهم أكثر فائدة و تأثيرًا،
و الأهم من ذلك شعورهم بالقدرة على احداث تغيير في المجتمع والتصرف بإيجابية في المواقف الصعبة.
وبالتأكيد هذه الفترة العصيبة مع أزمة الوباء هناك الكثير ممن يحتاجون لمساعدات من الآخرين و من الرائع تلبية احتياجاتهم.
يمكن حثهم على التواصل مع العائلة هاتفيًا و الاتصال باجدادهم للاطمئنان على صحتهم و أحوالهم و ربما زيارتهم لو كان في نفس البناية أو في الجوار للتخفيف من ضغوطهم.
٥- محاولة بث روح التفاؤل حول وباء كورونا
يمكن القيام بأشياء من أجل بقاء المراهقين متفائلين بشأن المستقبل.
خاصة إذا كانوا قد تعرضو بسبب الأزمة لأحداث كبيرة أو اضطرابات غير متوقعة في حياتهم،
مثل إلغاء حفل تخرجهم أو الغاء الامتحانات النهائية أو ببساطة عدم تمكنهم من التنزه و قضاء الوقت مع الأصدقاء.
و تشمل هذه المحاولة متابعة الأخبار، و لكن دون أن تطغى على حياتنا وتنشر فينا الرعب والتشاؤم،
بالإضافة للبحث عن الأخبار الجيدة التي يمكن أن تبقي معنوياتهم مرتفعة.
على سبيل المثال، يستخدم الأشخاص خدمات انشاء تجمعات غرف صوتية عبر الويب لاستضافة الأصدقاء أو افراد العائلة في مكالمة صوتية تجمعهم،
و هناك الكثير من القصص عن أشخاص يظهرون عطفا و مساندة و دعم لا يصدق تجاه بعضهم البعض.
شجع المراهقين على محاولة المشاركة في الدعم النفسي و المادي للآخرين.
٦- تعليمهم مفهوم الشكر و الامتنان و القناعة
يمكننا أن نطلب من أبنائنا المراهقين إظهار القناعة و امتنانهم للنعم التى وهبها لنا الله و ملاحظة الإيجابيات و لطف الله الذي اتضح جليا في فترة وباء كورونا .
تقدير قيمة الفترة التي تقضيها مع أفراد العائلة، و الاعتراف بفضل الأمهات بإنجازاتهم اليومية لأعمال المنزل المرهقة، و استغلال الوقت لتعلم مهارات جديدة أو ببساطة الاسترخاء دون التعرض لضغوطات المدرسة و الدروس و الواجبات المنزلية.
كل هذه الأشياء الصغيرة يجب أن يكون أبناؤنا ممتنين شاكرين لها.
بدلاً من ترك المراهقين يقعون إلى دائرة لا نهاية لها من مشاهدة مقاطع فيديو و ألعاب إلكترونية و أطعمة ضارة، يمكننا التحاور معهم و توجيههم للاستغلال الوقت في اتجاه أفضل.
إذا كانوا سيتعرضون هذه الفترة إلى العزلة الاجتماعية، فسوف يحتاجون إلى المساعدة من آبائهم و النصيحة من الاختصاصيين المحترفين.