“ياكوتسك ” تقع في الجزء الشرقي من أقصى روسيا، على بعد حوالي 450 كم جنوب الدائرة القطبية الشمالية. تحمل المدينة عنوان أبرد مدينة على الأرض .. درجات الحرارة في فصل الشتاء تنخفض أقل من (- 50 درجة ) مئوية. وهي عاصمة مقاطعة سخا. وتبلغ عدد سكان ياكوتسك حوالي 200 ألف نسمة ومليون شخص يعيشون في بقية المنطقة
ويغطى معظم سيبيريا بما يصل إلى 1500 متر من الجليد الدائم المتجمد. وتبنى المباني والمنازل في المدينة على ركائز متينة ويمكن أن ترتفع درجات الحرارة في الصيف إلى 30 درجة وأكثر. وقد يذوب ما يصل إلى 3 أمتار من مساحات الجليد وتصبح الأرض رطبة وموحلة. وتوضع أساسات المنازل في الأرض الدائمة التجمد لأن طبقات الجليد المذابة غير مستقرة ويمكن أن تتحرك بسهولة.
ياكوتسك هي ستة مناطق زمنية بعيداً عن العاصمة موسكو. تستغرق الرحلة إليها بالطائرة حوالي 6 ساعات. ويمكن الذهاب إليها بالقارب عن طريق نهر لينا. وقد بني الطريق إلى ياكوتيا من قبل عمال سابقين كانوا سجناء في المعسكرات . ويتم استخدام هذا الطريق غاليا من قبل الشاحنات التي تجلب الإمدادات إلى القرى النائية
صورة توضيحية لطريق نهر لــينـــا
منطقة ياكوتسك انضمت إلى روسيا في القرن السادس عشر. والسكان الأصليين الذين وجدوا هناك كانوا من البدو
وخلال القرن العشرين وجد السوفيت الذهب والماس والمعادن الأخرى في ياكوتيا. لذا فقد حولوا ياكوتسك إلى مركزا إقليمياً. وتم إرسال آلاف السجناء في عهد “ستالين” إلى معسكرات شرق سيبيريا حيث كانوا يعملون في المناجم . ويعد التعدين اليوم عاملاً هاما في تلك المنطقة.
واستطاعت السلطات الروسية جلب الناس إلى سيبيريا بمنحهم المزيد من الأموال والمنازل. وأصبحت ياكوتسك الآن مدينة حديثة تشتمل على الفنادق ودور السينما والجامعات ودورالأوبرا
في ياكوتسك يستمر فصل الشتاء لفترة تصل إلى 8 أشهر قرب الدائرة القطبية الشمالية، واعتاد السكان المحليين على هذا المناخ . و يكون المناخ جاف جداً لذلك يمكن تحمل البرودة رغم درجة حرارة القطب الشمالي التي قد تصل إلى -50 درجة مئوية
في فصل الشتاء لا أحد يترك منزله إذا لم يكن لديه شيء ضروري كي يقوم به . وإذا خرجوا فإنهم يلفون أنفسهم في ملابس دافئة جداً ، ومعظم ملابسهم تكون من معاطف وأحذية مصنوعة من فراء الأرنب والثعلب وحيوان الرنة. ويمضي العمل في ياكوتيسك بالوتيرة العادية خلال فصل الشتاء. على سبيل المثال : عمال البناء يمكن أن يستمروا في عملهم حتى في درجات الحرارة (- 50° ) حيث يمكن كسر معادن البناء بسهولة. ويذهب الأطفال إلى المدرسة حتى درجة حرارة (-55° ) ..
وكثيراً ما يترك السكان المحليين سياراتهم قيد التشغيل عندما يذهبون إلى المتجر؛ والبعض الآخر يترك محركات السيارة تعمل كل يوم عندما يكونون في العمل حتى لا تتجمد من درجة الحرارة المتجمدة .
على الجانب الآخر تجد درجة حرارة ياكوتيسك في فصل الصيف غير محتملة حيث قد ترتفع درجات الحرارة إلى أكثر من 30 درجة مئوية. ويسود السكان شعور باللزوجة والرطوبة مع انتشار البعوض من حولهم في كل مكان. وهذا يجعل من شرق سيبيريا ( ياكوتيسك ) المنطقة الأكبر اختلافاً وتناقضاً في درجة الحرارة الموسمية في العالم