أعياد الأسرة و ضرورة عمل عيد موحد للأسرة
برز هذا التساؤل في مخيلتي حينما رأيت ما تعلق بأحد نتائج البحث الخاصة بكلمة أعياد الأسرة ؛ فهناك عيد للأب، وعيد للأم، وعيد للطفل، ويوم للرجل، وهناك احتفال بيوم المرأة العالمي، وهناك عيد أيضاً للأسرة !
لقد اعتدنا مجازاً في ثقافتنا كمصريين أن عيد الأم هو عيد الأسرة بكاملها، وربما تسبب عيد الأم في غيرة بشكل فكاهي من الآباء والرجال حتى تم إعلان عيد للرجل، ولكن منذ صغرنا ونحن نعلم أن هناك عيد للطفل.
وسنبحث من خلال مقالنا التالي عن أسباب انفصال أعياد الأسرة ، وعدم الاكتفاء بوجود عيد الأسرة بشكل يبرزها كنواة للمجتمع ووحدة رئيسية في بنائه.
نبذة عن أعياد أفراد الأسرة
إذا بدأنا بأعياد المرأة فهي تتركز في شهر مارس بشكل خاص؛ فنحن نعلم أن الحادي والعشرين من مارس هو عيد الأم، والثامن عشر من الشهر ذاته هو اليوم العالمي للمرأة.
ورغم اختلاف أسباب تحديد هذه التواريخ تحديداً لإطلاق هذه الأعياد، إلا أن لها أثر طيب في نفوس جميع النساء، خاصة وأن ما يقع بين العيدين، هو عيد الأسرة والذي يأتي سنوياً في التاسع عشر من شهر مارس أو شهر المرأة كما أصبح مُسماه.
ونجد أن اليوم العالمي للرجل يأتي سنويا في التاسع عشر من نوفمبر، بينما يختلف تاريخ يوم الأب العالمي بين دول متعددة؛ ففي النمسا وسويسرا والسلفادور وفلسطين وسوريا واليمن على سبيل المثال لا الحصر يتم الاحتفال به في أيام مختلفة في شهر يونيو.
بينما يُحتفل بيوم الأب العالمي في دولة الدومينيكان بشهر يوليو، والمفاجأة أنه قد تم الاحتفال به للمرة الأولى في التاسع عشر من مارس، أي أن اليوم كان احتفالاً في الأصل بعيد الأب قبل أن يصبح عيداً للأسرة.
كما أن هناك تأكيداً من الجهات العالمية المسؤولة عن رعاية الإنسانسة بضرورة وجود يوم للطفل، والذي يزدهر الاحتفال به في الرابع أو الخامس من نوفمبر من كل عام، لذلك فاعتدنا تسمية نوفمبر منذ الصغر بشهر الطفولة.
ويظل سؤالنا : أين عيد الأسرة من كل تلك الأعياد؟ هو أمر راقى بالطبع لأن نتذكر آباءنا وأمهاتنا وجميع الرجال المؤثرين في حياتنا وكذلك النساء المؤثرات، ولكن عيد الأسرة كوَحدة، وكنواة، وكقوة مجتمعية أثبتت فعاليتها على مدار عقود وقرون هو أمر جدير بالانتباه إليه وتقييمه.
لماذا يجدر بنا أن نولي اهتماماً خاصاً بأعياد الأسرة؟
الأمر ليس معقداً، وإن شاركت فيه بعض الأسباب المُعقدة! فلقد سمح التطور بتوغل تلك المساحة بين أفراد الأسرة، ولم تعد الاحتفالات بكل فرد من أفراد الأسرة على حدة هي المؤثر الوحيد، بل غدا انفصال التواصل الوجداني والإنساني والعاطفي بينهم جميعاً من أخطر الأسباب التي تأتي لتحاول هدم كيان الأسرة.
من منا يحرص بأسرته على وجود ولو ساعة يومية مُقدسة، تُرفع فيها الأعمال الكتابية، أو تُجمد فيها الاتصالات والتواصلات السلكية واللاسلكية من أجل تواصل وجداني وحيد بين الجميع؟
وكيف يأخذ هذا النوع من التواصل من وقت الأسرة؛ هل يتم فيه مشاركة رياضة معينة مثلاً، أو قراءة كتاب وإبداء الرأي فيه، هل تتم فيه زيارة الأقارب، أو الحديث عن أمور الحياة، ومشاركة المشاكل الشخصية، ومحاولة إبداء دعم الأسرة للأبناء؟ والعكس؟
هل نحن حقاً بحاجة إلى كل هذه الاحتفالات للتوكيد على دور اعتدنا منذ قديم الوقت استشعار قيمته، بشكل وجداني محسوس.. هل نحن بحاجة إلى التَذكرة؟
أسئلة كثيرة يمكننا البدء في توجيه حياتنا بعدها بالشكل الذي نريد؛ فإما يظل هناك احتفال “مُنفصل” بكل فرد من أفراد الأسرة على حدة، بشكل يُركز على تقدير هذا الفرد في هذا اليوم، واحتفال يحتشارك فيه الجميع احتفالاً واحداً، وموحداً على مستوى العالم، ليعمق دور الأسرة.
الأسرة التي تشارك في السلم وفي الحرب، الأسرة التي حيا في الغنى وتحيا في الفقر، والأسرة التي تبرز دائماً في القوة، وتلك التي تحارب ضد الهوان والضعف.
نعم، نحن بحاجة في هذا الوقت، من ذلك العصر الذي نحيا فيه إلى “توحيد” احتفالات فردية للأسرة، باحتفال واحد وجماعي لجميع أفراد الأسرة، والعائئلة الواحدة بأسرها.
أقرا أيضا: أجمل رسائل عيد الأم