اكتشاف العوالق تحت جليد القطب الشمالي
لقد اكتشف العلماء للمرة الأولى كائنات دقيقة تحت جليد القطب الشمالي. ويقترحون أنه بسبب كون الجليد في القطب الشمالي أقل سمكا لذا ينتج عن ذلك العوالق والنباتات والكائنات الحية الأخرى في ذلك المكان .وقد تحتوي مياه القطب الشمالي على حياة أكثر مما كان يعتقد من قبل
وعلى الرغم من أن العلماء قد درسوا فقط جزء صغير من القطب الشمالي إلا أنهم يعتقدون أن الكائنات الحية في مناطق معينة حيث يوجد ما يكفي من أشعة الشمس والغذاء تعثر على المكان المناسب للنمو .هذا الاكتشاف الجديد يمكن أن يفسر أيضا لماذا التهمت المحيطات المزيد من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي .
تحت الجليد لا يمكن مشاهدة العوالق النباتية بالأقمار الصناعية. وإلى الآن فإن العلماء قد استطاعوا القيام بالأبحاث فقط في أشهر الصيف بحيث يدرسوا ما يحدث في مياه القطب الشمالي. ولأن الكائنات الدقيقة تحتاج إلى الضوء لتنمو ،
ويركز العلماء على البحث في مناطق المياه المفتوحة. وعادة هناك القليل جداً من الكائنات كما أنه لا حياة تحت طبقات جليد القطب الشمالي السميك لأن واحد في المائة فقط من أشعة الشمس يمكن أن يمر بين تلك الطبقات
وبمساعدة علماء كسح الجليد تم اكتشاف المناطق المغطاة بالجليد السميك ولوحظ وجود زهور خضراء ضخمة من العوالق النباتية بنسبة أربع مرات أكثر مما كانت عليه في المحيطات المفتوحة. وهذا يعني أن ما يكفي من المواد الغذائية كانت دائماً هناك ولكن ما كان مفقوداً هو وصول أشعة الشمس
في السنوات ال 30 الماضية قد تم ذوبان الجليد في القطب الشمالي بوتيرة سريعة. وأيضا قد انخفض مقدار الثلوج الجديدة التي تغطي الصفائح الجليدية. وكلما زاد وصول أشعة الشمس إلى الماء تحت الجليد كلما أمكن نمو العوالق أكثر، وربما حتى عشر مرات أكثر مما يمكن العثور عليها في المحيطات المفتوحة
وقد وجد العلماء أيضا أن خلال فصل الصيف يجذب المحيط المتجمد الشمالي الكثير من ثاني أكسيد الكربون. والآن يمكنهم تفسير ذلك على أنه بسبب امتصاص نباتات المحيط لثاني أكسيد الكربون كما تفعل النباتات الأرضية بالضبط
ووفقا للبيانات العلمية فإن استمرار الاحتباس الحراري يمكن أن يجعل العوالق النباتية تنمو خلال السنة. ومع ذلك هذا يمكن أن يؤدي أيضا إلى تغيير في الحياة البحرية في أي إقليم . وقد تهاجر بعض الأسماك إلى المياه الباردة في المنطقة القطبية الشمالية عندما لا تجد الغذاء في أي مكان آخر.