التعامل مع الشخصيات المستفزة في العمل
التعامل مع الشخصيات المستفزة
هل قابلت في حياتك من قبل شخص يستفزك بشدة لدرجة أنك تريد أن تشد شعرك والصراخ بصوت عالٍ؟ انت لست بمفردك، فهناك العديد من الشخصيات المستفزة التي ستواجهك دائما في المجالات المختلفة، وهنا سنوضح لكم طريقة التعامل مع الشخصيات المستفزة في العمل في عدة خطوات بسيطة.
هل واجهت في مسيرتك المهنية تلك النوعية من الأشخاص المستفزين. إن كل الناس يقابلون هذا النوع من الناس الذين لا يقومون بواجباتهم في العمل كما ينبغي.
والأشخاص الذين يتخلفون عن حضور الاجتماعات والأشخاص المتزمتون بآرائهم وبرفضون السماع لآراء الآخرين. والمديرون الذين يضغطون على الموظفين لزيادة أعباء العمل وكل شئ من هذا القبيل. حتى في العمل الخاص الموظفون لا يجمعون على رأي لأن كل منهم حازم في وجهة نظره ولا يريد تغييرها أبدًا.
هؤلاء الناس موجودون في كل مكان. لا يهم أين أنت الآن، للأسف لا مفر منهم. يمكنك تجنب الشخص المستفز الأول ولكن ماذا عن الثاني..الثالث ..العاشر الذي تقابله يوميًا؟
الاختباء ليس حلًا في جميع الأوقات، حتى في سياق العمل من الصعب تجنب أو إخفاء شخص ما -إلا إذا تركت العمل من الأساس- لذا لا بد من تدريب نفسك للتعامل مع هؤلاء الأشخاص وهذا ما سوف تجده في الأسطر القليلة القادمة عن كيفية التعامل مع الشخصيات المستفزة .
إليك ٩ نصائح قوية عن التعامل مع الشخصيات المستفزة في العمل
١- الهدوء أول وسيلة في التعامل مع الشخصيات المستفزة
عادة عندما تفقد أعصابك أمام الشخص الآخر فهذه طربقة لجعله يعمل بدقة وحذر أكثر ولكن يجب أن تكون حذرًا فمن الممكن أن يعتاد أنك كذلك ولن يؤثر فيه عصبية فيما بعد.
أو إن كان هذا الشخص أعلى منك مكانة فإنه من المستحيل أن تغضب أمامه. فمن الأفضل أن تكون شخصية هادئة.
الشخص الهادئ يظهر عليه أنه أكثر سيطرة وارتكازًا وأكثر احترامًا. عندما يلاحظ الشخص الذي يتعامل معك أنك هادئًا رغم كل ما يفعله من استفزاز فإنك حتمًا سوف تجذب انتباهه. والآن هل تفضل العمل مع الشخص الهادئ المسيطر أم المستعد للانفعال دائمًا؟
٢- ضع نفسك مكانه
أعتقد أن لا أحد يريد أن يكون مستفزًا لمجرد الاستفزاز.
حتى إن كان هذا الشخص المستفز يبدو وكأنه هكذا بالفطرة هناك سبب ودافع أدى إلى تصرفه بهذه الطريقة؛ لذا حاول تفهم هذا الشخص وتحديد السبب الذي يجعله يتصرف بهذا الأسلوب؟
حاور زملائك الذين يتعاملون معه ربما لديهم فكرة عن حياته العامة التي لا تعرف عنها شئ. حاول أن تعرف منه ما الذي يمنعه من أن يكون جيدًا معك؟ كيف يمكن أن تحل الموقف؟
٣- اسمع للآخرين
في جميع الأحوال لابد أن يكون زملاؤك أو اصدقائك قد واجهوا حالات مشابهة لأولئك المستفزون وبالتالي يمكنهم رؤية الموضوع بمنظور مختلف وزاوية مختلفة.
وبالتالي تقديم حلولًا قد تكون فعالة. ابحث عنهم وشارك قصتك واستمع إلى نصيحتهم -دون ذكر أسماء أو سخرية- ويفضل أن يكونوا ليسوا من نفس بيئة العمل حتى لا تنشب المشكلات بين الموظفين وبعضهم ويكون السبب أنت ويتحول الأمر من مشكلة صغيرة إلى وابل من المشاكل اللامتناهية.
ارجع لأصدقاء الدراسة أو المعارف كأفضل خيار وانتقي منهم الصالحين الذين يتمتعون بالرزانة والاتزان. من يدري ربما تجد عندهم حلولًا لا تخطر على بالك.
٤- اسمح لهم بمعرفة نواياك
الطريقة التي قد تجدي هي السماح لهؤلاء الأشخاص معرفة الأسباب الخفية وراء لكل ما أقوم به.
ففي بعض الأحيان يكون سبب المقاومة أو الاستفزاز لأنهم يعتقدون أنك صعب معهم بالذات دون غيرهم أو أنك متفرد بقراراتك دون المشورة أو سماع الآراء أو أي سبب يدفعهم ليكونوا غير طبيعيين معك.
إن السماح لهم بمعرفة الأسباب وراء جدية شخصيتك في العمل قد يقلل من مقاومتهم ويمكنهم من التعاطف مع موقفك مما يجعلهم أكثر تقبلًا وسلاسة.
٥- كون المزيد من العلاقات
وجود أجهزة الكمبيوتر ورسائل البريد الإلكتروني وأنظمة المراسلة يتحول العمل في بعض الأحيان إلى عملية ميكانيكية بحتة دون مراعاة الجانب الإنساني. أعد غرس النقطة الإنسانية بالتواصل مع زملائك على المستوى الشخصي.
اخرج معهم لتناول وجبة غداء أو عشاء. تعرف عليهم كأشخاص وليس فقط زملاء عمل. اعرف المزيد عن هواياتهم وحياتهم. فعل هذا سيأتي عليك النفع في العمل والحياة الشخصية على حد سواء.
فالإنسان ليس كالإنسان الآلي له جانب روحي واجتماعي مهم أن يشبعه ويشعر مع من معهم بالأمان والطمأنينة.
٦- احترم الآخرين
بالفعل لا احد يحب أن يُعامل كغبي أو جاهل. إذا كنت ستعامل أي شخص بهذه الطريقة فلا تستغرب من كونه يعاملك بنفس الأسلوب. كما قال السابقون “عامل الناس كما تحب أن يعاملوك”.
ابدأ بمعاملة الناس بخلق طيب حسن ربما يتغير هذا الشخص معك. لا مانع من كلمات شكر وعرفان لمجهود يبذله في التعاون معك.
أو اهدائه قطعة حلوى أو شوكولاتة تشعره بالسعادة فيتكون في عقله الباطن رابطة بينك وبين هرمون السعادة بسبب الحلوى وبالتالي يخف حدة تعامله واستفزازه معك. ولكن إذا كنت بالفعل تعامل الناس باحترام وود وتقدير انتقل إلى النقطة التالية.
٧- التجاهل
إذا قمت بالفعل بتجربة كل ما سبق وكان الشخص على وتيرة الاستفزاز التي بتعامل بها فإن أفضل طريقة يمكن التعامل بها إذن هي التجاهل. وإنك بالفعل قمت بكل ما يمكن عمله للتعامل مع هذا الشخص. حاول تجاهل هذا الشخص والتعامل معه فقط أضيق الحدود حين يتطلب العمل ذلك فقط. وركز على باقي زملاء العمل حتى لا تعطي نفسك إيحاء أن العمل لا يجلب لك سوي المشكلات والضغط. ولكن هذا قد يبدو صعب خاصة إذا كان هذا الشخص المستفز الصعب يلعب دورًا مهمًا ففي عملك؛ لذا انتقل للنقطة الأخيرة التي ستخبرك الحل.
٨- اللجوء إلى سلطة أعلى لإيجاد حل
عندما تفشل كل الحلول التي ذكرك للتعامل مع الأشخاص المستفزين في بيئة العمل. قم بتصعيد الموقف إلى مديرك. تعتبر هذه البطاقة الأخيرة لحل هذا الأمر. ولكن لا تستخدمها إلا إذا استنفذت وسائلك بالكامل. ولكن احذر من استخدام هذا الخيار طوال الوقت حتى لا يعتقد مديرك أنك غير قادر على كل مشكلات العمل. وقد وجد الناس أن هذه الطريقة تعتبر الأكثر فاعلية في تحريك الأشخاص الذين يرفضون التعاون في العمل.
٩- ترك الوظيفة
إذا لم يساعدك مديرك أو مسئول الموارد البشرية في تلك الأزمة وكان الأمر حانقًا بسبب تحيزهم له بسبب شخصي أو شئ من هذا القبيل، ابحث عن وظيفة أخرى ولكن لا تترك وظيفتك الحالية حتى وإن كنت تتعرض لبعض الأذى إلا عندما تجد وظيفة أخرى تليق بك وفي بيئة عمل صحية. حيث أنا الشخص يقضي حوالي ثمانِ ساعات في محيط عمله ويتعاون ويتشاور مع زملائه أكثر مما يتحدث مع عائلته لذا لابد من وجود التفاهم والراحة في بيئة العمل حتى لا تستهلك نفسيًا ويؤثر ذلك على صحتك.
في النهاية يجب أن تعلم أن كلنا بشر وجئنا إلى تلك الحياة نتعلم ونكتسب خبرات. وليس هناك أحد نسخة من الآخر الكل مختلف بما يميزه والكل يعيبه ما يعيبه.
الأهم أن تركز على إبراز مميزاتك في العمل وترك الكلام والاستفزاز لمن لا يريدون تحقيق المعالى والتقدم.
تلك هي نصائح تسعة مجربة عن خبرات مختلفة من جميع أنحاء العالم عن التعامل مع الشخصيات المستفزة . طبق ما تراه منها مناسبًا لحالتك وموقفك. وستختفي كل المشكلات والمستفزون من حولك.