أذا وجد التفاهم قبل الزواج بين الشريكين إذن فنجاح ارتباطهما مضمون. وهذا المنطق هو ما يتم الأخذ به في كثير من الحالات؛ خاصة تلك التي تعتمد على الإرتباط عن غير تعارف مسبق، أو تجربة عاطفية.
فهل التفاهم بين الشريكين في حقيقة الأمر أمر هام؟ أم أن للإرتباط حسابات أخرى؟! هذا ما سوف نتعرف على إجابته بالتفصيل من خلال مقالنا المُعنون بـ” ما مدى أهمية وجود التفاهم قبل الزواج بين الشريكين ؟”.
كيف يكون التفاهم قبل الزواج بين الشريكين أمر أساسي لنجاح علاقتهما؟
يعتمد الأمر على جوانب متعددة، يمثل أبسطها تقارب وجهات النظر في غالبية شؤون الحياة، وبشكل خاص تلك التي تعتمد على “التعاون” أو “التعامل” بين الطرفين.
يأتي أمر آخر يتعلق بالهوايات المشتركة، أو ما يحب كلا الطرفان تقضية وقت فراغه بممارسته، وهنا يُفضل أن تكون هناك هواية واحدة على الأقل يشتركان بها سوياً.
من زاوية أخرى نستطيع أن نسكتشف ردود الأفعال تجاه المواقف الحياتية المختلفة؛ فالمشاركة لا تتطلب أنانية أبداً؛ بل تقاس قوة علاقة الشريكين في أوقات كثيرة على ما يقدمه كلاً منهما من تضحيات مادام يُمكن تقديمها حتى تسير الحياة قُدماً.
هل يُمكن أن يُولد التفاهم قبل الزواج بين شريكان لم يسبق لهما التعارف؟
وما نقصده بهذا التساؤل، هو ما أصبحنا نطلق عليه “زواج الصالونات” وهذا النوع من الزواج معروف بأنه يسود الطبقات المرتفعة إجتماعياً ومادياً من أبناء المجتمع، ولهذا فهو يسود المجتمعات التجريدية أو المادية على مستوى العالم.
ويعتمد الزواج هنا على أساسيات معروفة ومحددة بالنسبة لأهالي الطرفين؛ كاسم العائلة، ووضع الشريك الرجل، وكذلك الشريكة الأنثى.
وقد تنجح العلاقة هنا لسبب يتعلق بإتفاق كلا الزوجان على أن الزواج ضرورة حياتية، وأن إختيار فرد من نفس المستوى الإجتماعي والإقتصادي يعتبر من أكثر الأمور الهامة لإستقرار العلاقة منذ البداية أو تسهيل إتخاذ القرار.
أما بالنسبة للسبب الآخر والذي يوجه هذه العلاقة للنجاح حتى وإن كان ظاهرياً هو حسابات الإرضاء للطرفين، والتي تخضع حينها لـ”إحتياجات” مادية بحتة، كإتمام بعض الصفقات، أو تبادل المنفعة جراء زواج أسماء مشهورة على المستويات الإجتماعية أو الفنية أو الإعلامية وغيرها.
من جهة أخرى، نرى أن التفاهم الروحاني والاسنجام بين الشريكين نادراً ما يوجد في علاقة كهذه ، وهذا ما يجعل أموراً كثيرة بين الشريكين تغيب عن أهم أساس من بين أساسيات إستمرار العلاقة، ولا يُشعر بهذا الغياب إلا مع التقدم في العمر.
بالإضافة إلى أن حدوث غياب للإستقرار المادي أو الطبقي بشكل مجاني قد يتسبب في تزعزع هذه العلاقة، بدلاً من صمودها ومقاومة هذا الحدث الفجائي بالتأقلم، والترابط أكثر من ذي قبل.
في أوساط أخرى قد ينجح الارتباط بين شريكين لرغبتهما في مشاركة الحياة مع آخر لأن أموراً كالوحدة، أو الرغبة في إنجاب الأطفال تتحكم في إتمام العلاقة، وتعتبر كالوقود الذي يندفع بها للاستقرارولطول المدىة، وتحديها لأي فشل يطرق بابها.
ماهي أهم ملامح التفاهم لنجاح العلاقة بين الشريكين؟
في البداية لابد من إدراك أن الاختلاف هو سُنة بشرية، وأن أكثر النقاط التي تنبيء بنجاح أي علاقةتأتي عندما لا يبخل أحد الطرفين باحتماله للثغرات الشخصية، أو عيوب الطرف الآخر.
وبناءًا على النقطة السابقة، يمكننا الإقرار أن كل ما يحتاجه الشريكان هو الوقت، وذلك لمزيد من التفاهم والتعارف وزيادة مساحة الألفة والمودة بينهما، والتأكد من قرارهما بإتمام الزواج.
ويُضاف كذلك البساطة في إتمام المراسم التقليدية للزفاف، ومن جهة أخرى متطلبات الحياة، فبالنظر إلى ما يفرضه التقدم من تحديات إجتماعية، وغلاء أسعار، أصبح من الضروري بالنسبة للأسرة كنواة للمجتمع أن تتأقلم، وألا تغالي في أمور من الممكن تعويضها على فترات العمر القادمة، لأكثر من مرة.
ومن هنا نستطيع أن نجد أن ما يزيد مساحة الحب بين الشريكين هو ما يُسمى بالتضحية أو التسامح مع الآخر من أجل سير الحياة للأمام، وهذا بدوره يمثل الصورة الحقيقية للتفاهم.
أقرا ايضا: علاقة الحب بالعصبية
المصادر
