الثبات الإنفعالي و التحكم فى مشاعرك
العواطف والحساسية العاطفية ، و المشاعر عموما أمر جيد وهام ، و لكن عند مستوي معين يمكن أن تصبح مشكلة، سوف تتعلم في هذا المقال عن كيفية التحكم في مشاعرك القوية الجارفة وفي الثبات الإنفعالي الخاص بك حتى تصبح عونا لك وعامل مساعد فى حياتك، و ليست عدو و عامل هدم و إنهزام.
فالحساسية الزائدة و الإفراط فى العواطف وعدم القدرة علي الثبات الإنفعالي يمكن أن يجعلك تشعر بالإهانة في بعض المواقف و هى إهانة لا سبب لها حيث لا يوجد إهانة من الأساس، أو علي الأقل لا يقصد شريكك او نظيرك ذلك، ولكن فقط اسئ تفسير التفاعلات العادية و اليومية مرارا وتكرارا من جانبك.
الأمر الذي يصل بصاحبه فى معظم الأحوال إلي انه لا يستطيع ان يعيش حياته بالسعادة و الصحة كما يجب عادة، لذلك عليك أن تحافظ دائما علي التوازن الجيد بين مشاعرك الجارفة و حساسيتك الشديدة وبين إحساسك السليم و تحافظ علي الثبات الإنفعالي لديك.
فعليك تعزيز ثقتك بنفسك ، و إكتساب قدر معقول من المرونة، بحيث لا تترك نفسك تحت وطأة هذا الضغط الوهمي مرارا و تكرارا مما يتلف نفسيتك وجهازك العصبي و يجعل ردود أفعالك متطرفة وغير محسوبة وربما تضر بك ومستقبلك وعلاقاتك بشكل كبير.
خطوات التحكم في الثبات الإنفعالي لديك
أكتشف مشاعرك و أسباب الحساسية المفرطة لديك
ما هي أسباب الحساسية المفرطة لدي البعض؟
أكتشف العلماء ان جزءا من الحساسية المفرطة لدي بعض الناس يكون سببه وراثيا، فإن كنت علي مستوي عال من الحساسية فربما راجع ذلك فى جزء منه لأسلافك، حيث ان حوالي 20 % سكان العالم يعانون من الحساسية البالغة، وعدم القدرة علي التحكم في الثبات الإنفعالي لدي البعض يعود الي الأسلاف و جيناتهم.
ووجدوا ان الأمر لديهم يرتبط جينيا فى نسبة منه، و لهذا فهم أكثر عرضة للمحفزات المموهه التى لا يلاحظها معظم الناس ولا يشعر بها الأخرين ، بل ويشعرون بتلك المحفزات و تثير عواطفهم بشكل أكثر كثافة ربما من الأمور الطبيعية العادية.
ترتبط هذه الحساسية الشديدة بجين يؤثر بدوره على هرمون يسمي “نورإبينفرين”، وهو هرمون إجهاد يعمل أيضا فى دماغك بإعتباره ناقلا عصبيا و محفزا للإنتباه و إستجابات لمثيرات الحواس الخمس.
- فى بعض الحالات ، ترتبط الحساسية المفرطة أيضا بهرمون الأوكسيتوسين، وهو الهرمون الموجود فى جسم الإنسان المسئول عن الحب والتعلق، ويمكن للأوكسيتوسين بالفعل ان يثير درجة عالية من الحساسية، إذا كان لديك مستويات أعلي من الأوكسيتوسين بشكل طبيعي، فقد تزداد أيضا قدراتك الفطرية علي التفكير اجتماعيا، مما يجعل من الأسهل بالنسبة لك إدراك القرائن الصغيرة المموهة التى لا يلمحها الناس عموما ، ولكن لسوء الحظ يمكن ان يساء تفسيرها ولو تعقلت وتمهلت فى تفسيرها اصبحت نقطة قوة لديك عوضا عن ذلك.
- تتفاعل المجتمعات المختلفه بشكل مختلف مع الأشخاص الذين لديهم حساسية عالية والذين لا يستطيعون التحكم في الثبات الإنفعالي لديهم، فى العديد من الثقافات الغربية، يرجح ان يساء فهم الأشخاص ذوي الحساسية العالية حيث يرونهم على أنهم ضعفاء أو غير مرنين فى التعامل بشكل خاص، وليس من المألوف أن يعانون كثيرا بسبب موقف عاطفي، و لكن الحال ليس كذلك في جميع أنحاء العالم، فى كثير من المجتمعات، تعتبر هذه الحساسية كهدية و منحة لآن مثل هؤلاء الأشخاص لديهم أيضا فهم خاص وتعاطف مع الآخرين. فى نهاية المطاف، ليست سوي سمة شخصية، و لكن يمكن تقييمها بشكل مختلف جدا اعتمادا على الثقافة و الجنس و البيئة الأسرية و المدرسية، و كذلك تأثير الإعلام.
- فى حين انه من الممكن ( والأهم من ذلك أيضا ) تعلم كيفية التأثير على عواطفك وتنظيمها بشكل أكثر فاعلية إذا كنت حساسا للغاية بطبيعة الحال، لا يزال عليك أن تتعلم كيفية قبول هذا الجانب من نفسك لن تكون قادرا أبدا علي ان تصبح شخصا مختلفا تماما، و لا تحاول ذلك ، فبدلا من ذلك ، أستخدم طاقتك لتصبح أفضل صورة ممكنه من نفسك.
الثبات الإنفعالي و التحكم في مشاعرك تعتبر نعمة وليست نقمة، في أمر موروث جينيا لديك من أسلافك، و النظرة الي هذا الامرتختلف باختلاف ثقافة المجتمع الذي تعيش به و كيفية النظر الي تلك الصفة في الأنسان، فقد ولدت بتلك الصفة و المهم أن تقوم باستغلالها بالاتجاه الصحيح لا ان تهتم باراء الناس من حولك بك.
أختبر نفسك لمعرفة نسبة الثبات الإنفعالي لديك
إن لم تكن متأكدا بعد من مستوي حساسيتك ومستوي الثبات الإنفعالي لديك، فغالبا ما تسمع هذا التعليق من الآخرين اننا شديدوا الحساسية و لكن لا ندرك ذلك بأنفسنا فى أنفسنا.
يمكنك القيام بإجراء إختبار من إختبارات الشخصية المعتمدة حيث يمكنك أن تتحقق من مستوي حساسيتك ومستوي الثبات الإنفعالي وقدرتك علي التحكم في مشاعرك ، وما إذا كنت شديد الحساسية حقا، ويمكنك الحصول على هذا الإختبار عن طريق الإنترنت أو فى أدلة وكتب علم النفس ، يمكن ان تساعدك الأسئلة المطروحة على التعبير عن مشاعرك وتجاربك وتصنيفها.
- لا تراوغ نفسك و لا تتجمل بينك وبنيها لتقدرها، أجب على جميع الأسئلة وبصدق، ولا تنظر للنتائج قبل إجراء الإختبار حتى لا تؤثر علي إختياراتك، فبمجرد معرفة المزيد عن مدى حساسيتك، يمكنك التركيز على كيفية توجيهها بطرق بناءة أكثر.
- تذكر أن الأمر لا يتعلق بمن تريد أن تكون أجب بصدق لتعرف ما إذا كنت شخصا حساسا أو أكثر حساسية مما يعترفون به.
العلاج بالكتابة
أستكشاف قدرتك علي التحكم في مشاعرك و الثبات الإنفعالي لديك عن طريق كتابة مذكرات، يمكن أن يساعدك ذلك علي فهم مشاعرك و تصنيفها بشكل أفضل إذا كتبت عنها.
من الهام ان تجعل تلك المذكرات من أجل التعبير عن مشاعرك، لا رصد للمواقف ومن هنا ستتمكن من التعرف بشكل أفضل عما يثير ردود الفعل العاطفية المفرطة لديك، بالإضافة إلي ذلك، يمكنك معرفة متى يكون رد الفعل المناسب وماهو مستوي شدته.
- جرب الأمر الآن عن طريق تدوين شعورك الآن و أعمل على العودة بذاكرتك إلي مصدر الشعور الحالي، هل انت عصبي الآن ما الذي حدث حتى الآن خلال اليوم و الذي يمكن ان يكون خلق هذا الشعور لديك؟ قد تجد ان الآحداث الصغيرة جدا تؤدي إلي ردود فعل عاطفية كبيرة بداخلك ومن ثم قرارات عصبية غير نافعة بسبب أمور صغيرة للغاية.
- يمكنك أن تسأل نفسك يضعة أسئلة تساعدك حول إستكشاف ذلك ، مثل
– كيف أشعر هذه اللحظة ؟
– فى رأيي ، ما الذي آثار رد الفعل هذا ؟
– ما الذي أحتاجه عندما يكون لدي هذه المشاعر ؟
– هل كان لدي هذا الشعور من قبل ؟ - يمكنك أيضا جدولة المواقف الخاصة بك التى أدخلتها ، وما شعرت به تجاهها مثل جملة ” أشعر بالحزن ” أو ” أشعر بالغضب ” ومقدار الثبات الإنفعالي في ذلك الموقف ، كذلك يمكنك عكس الأمر كأن تكتب الشعور ثم تجلس لمدة دقيقتين و أكتب كل شئ تربطه بهذا الشعور فى حياتك ، لا تتوقف لتصحيح أو تقييم الأشياء ، فقط اكتبها بسرعة وبغير تفكير.
- عندما تفعل ذلك ، انظر إلي ما كتبته ، هل تستطيع رؤية بعض الأنماط المتكررة ؟ هل هناك بعض المشاعر وراء ردود الفعل الفردية ؟ غالبا ما ينشأ التوتر من الخوف و الحزن من الخسارة و الغضب من الشعور بالهجوم إلخ …
- يمكنك أيضا وضع حدث معين والتحقق منه وتحليله ، ربما نظر إليك شخص ما وانت فى الحافلة فى آخر اليوم بطريقة رآتها إنتقادا لمظهرك ، هل آضر هذا بمشاعرك ، هل انت حزين وغاضب الآن
عليك ان تتذكر آمرين : الأول : انت لا تعرف ما يحدث فى عقول الآخرين
والثاني : لا يهم ما يفكر الآخرون به عنك . قد تكون هذه النظرة الغبية مرتبطة بشئ آخر مختلف تماما و لا يخصك على الإطلاق، وحتى وإن كان كذلك ، فما فى الأمر ؟! إنه شخص غريب عنك تماما ولا يعرف عنك شئ ولا يعرف مزاياك الكبيرة التى تجعل منك شخصا رائع. - تذكر أن تمارس التمارين الرياضية بإنتظام بعد الكتابة ، وأن تتعاطف مع نفسك ولا تحكم عليها بسبب مشاعرك ، تذكر انك قد لا تكون قادرا على التحكم فى مشاعرك ، ولكن يمكنك التحكم فى ردود أفعالك تجاه هذه المشاعر ، عليك ان تدرك الرسالة الصحيحة التى تريد إرسالها وترسلها بالشكل الأمثل دون ان تسمح لمشاعرك وعواطفك ان تفسدها.
الثبات الإنفعالي مع المتنمرين حولك
لا تسمح للآخرين بالتنمر عليك ، لسوء الحظ ، غالبا ما يصبح الأشخاص ذوو الحساسية الشديدة ضحايا للإهانات و البلطجة و غالبا ما يطلق عليهم المتنمرون من البشر ألقاب تشعرهم بالإهانه مثل ( الطفل الباكي ) ( الكتكوت الضعيف ) ( يا سوسو ) والأسواء من ذلك.
ان هذه الإهانات تصبح فى بعض الأحيان مصطلحات وصفية يستخدمها أشخاص آخرون عندما يتحدثون عنك، مع مرور الوقت، قد تصدق هذا الهراء و تبدأ فى رؤية نفسك بهذا الشكل وتستسلم لهذا الشعور وتتقمص تلك الشخصيو بالفعل، بدلا من رؤية الشخص الحساس بداخلك والإعتراف به والتعامل معه، والذي قد يبكي أكثر قليلا من الآخرين، ولكن ليس إلي الأبد، فإنك تركز فقط على جانب واحد من شخصيتك، وتهمل باقي جوانبك.
هذا يمكن ان يشكل مشكلة كبيرة لآن هناك خطر من أنك سوف تحدد نفسك فى إطار ضيق وتختذل حياتك فى أمر ضيق جدا.
- مواجهة هذه العلامات السلبية عن طريق إعادة تقييمها والنظر فى نفسك بشكل أعمق والتحرر من اي لقب أطلقه بعض المرضي من البشر عليك،
- قم فقط بالتحرر مما قاله الآخرين عنك ، وشاهد نفسك فى كل المواقف وقيم نفسك وحياتك على نطاق اوسع وتخلص مما يعيقك .
علي سبيل المثال : فتاة تسير فى الطريق تبكي بسبب تعرضها لخيبة أمل ولم تتمالك نفسها فبكت فى الشارع فينعتها أحدهم ( بالطفل الصغير )، فبدلا من آخذ هذا الموقف فى قلبها والشعور بالضعف لانها بكت فى طريقها كالطفل الصغير، عليها ان تخاطب نفسها بشكل أفضل وأكثر فائدة فهي تعلم انها ليست طفل صغير وهى لا تصرخ كالطفل هى عليها فقط ان تقول لنفسها ( أنا أعلم أنني أتفاعل فى بعض الأحيان عاطفيا تماما و أن الثبات الإنفعالي لدي ليس بالمستوي الكافي. ففي بعض الأحيان أبكي وأعبر عن مشاعري حيث لن يفعل الآخرون، وسأعمل على نفسي حتى أتمكن قريبا من الإستجابة بشكل أكثر ملائمة لمثل تلك الأحوال، كما انه من المخزي فعلا إهانة شخص يبكي بالفعل، لن أفعل مثله والحمدلله انني اكثر حساسية من مثل هؤلاء حتى لا أفعل ذلك يوما، بل سأكون أكثر تعاطفها من مثل هذا الإنسان وسوف أقدم له الدعم والتعاطف وربما المساعدة إن كان فى حاجة إليها ).
تحديد ما يثير مشاعرك ويجعلها حساسة
تحديد مسببات الحساسية لديك، اي ان عليك ان تعرف بالضبط ما الذي آثار المشاعر لديك – ربما لن يكون الأمر سهلا كما يبدو حيث عقولنا تقوم بتطوير أنواع معينة من الإستجابة التلقائية لمحفزات معينة دون التفكير فى الأمر ، ولكن لحسن الحظ يمكن ” إعادة برمجة ” عقلك و إنشاء أنماط جديدة
- فى المرة القادمة التى تواجه فيها مشاعر قوية، مثل الذعر أو العصبية أو الغضب، توقف عما تفعله وركز على حواسك، ماذا تفعل حواسك الخمس الآن؟ لا تقيم مشاعرك، و لكن كن على دراية بها.
- هذا تمرين ” للمراقبة الذاتية ” يمكن أن يساعدك فى كشف ” تدفقات المعلومات ” المختلفة التى تشكل تجربتك ، غالبا ما نشعر بأننا غارقون فى العاطفة، و لم نعد قادرين على فهم طوفان العواطف و الأحاسيس التى تضربنا بإستمرار، هنا عليك أن تهدأ، لتتأمل فى نفسك وتركز علي حواسك الخاصة ، قم بفصل تيارات المعلومات الفردية عن عمد عن بعضها البعض، ثم سيتمكن عقلك من إعادة هيكلة آلياته و عاداته و التعامل مع المواقف بشكل مختلف.
- علي سبيل المثال : من الممكن ان يستجيب عقلك للإجهاد عن طريق دفع نبضك إلي إرتفاعات مذهلة ، مما يجعلك متوتر وعصبي، ولكن إذا كنت تعرف أن هذا هو رد فعل طبيعي لجسمك لحافز معين ، يمكنك تفسير وشرح رد فعلك بطريقة مختلفة تماما.
- المذكرات التى قمت بحفظها يمكن ان تساعدك هنا أيضا، فى كل مره تشعر فيها بأنك حساس عاطفيا، اشرح اللحظة التى تدرك فيها ان عواطفك تتحكم فيك، ما الذي تشعر وماذا كانت ردود أفعال حواسك، وما رأيك فى ذلك ؟ كيف كان الوضع ؟ هذه المعرفة عن نفسك ستكون سلاحك، جيث يمكنك تدريب نفسك على الرد بشكل مختلف على مواقف معينة.
- فى بعض الأحيان ، يمكن للتجارب الحسية مثل البقاء فى مكان معين أو رائحة مألوفة وحدها أن تحدث رد فعل عاطفي. هذا ليس له علاقة دائما ب ” الحساسية العالية ” لذلك قد تكون رائحة فطيرة التفاح الطازج تجعلك حزينا ، لأنك أعتدت دائما على خبز فطيرة التفاح مع جدتك ، التى قد رحلت للتو ، من الجيد والصحيح قبول هذا الرد ، عليك التعمق فى كل المواقف لتعرف اي منها الموقف الذي يضغط على الزناد ما الذي له التأثير الحقيقي : فهنا انت لم تشعر بالحزن بلا سبب ” بل تشعر بالحزن على جدتك التى تفتقدها والتى ذكرك بها رائحة فطيرة التفاح التى كنت معتاد ان تتناولها من يدها دائما ” والآن عليك ان تقدر شعورك لتتمكن من ان تصنع منه شيئا إيجابيا ، فمثلا يمكنك ان تقوم بخبز فطيرة التفاح بنفسك في ذكرى وفاة جدتك وإسعاد الأطفال الأيتام بها كهدية لروحها.
كيف تقيم الثبات الإنفعالي لديك؟
عليك أن تتحقق ما إذا كنت تعتمد فى تقييم نفسك والشعور بقيمتك بناء على المشاركة هل تميز نفسك من خلال العلاقات المتبادلة ؟ ، هل تعتمد فى هويتك وثقتك فى نفسك بأكملها على تصرفات وردود أفعال الآخرين أو حتى شخص بعينه ، هل تشعر ان الهدف من حياتك هو ان تكون موجود من أجل شريك حياتك وان تقوم بتقديم التضحيات له ؟ ، هل تتعرض للدمار عندما ينتقد شريكك مشاعرك أو أفعالك ؟
للأسف فإن الإعتماد على الشريك فى هذه النقطة شائعا خاصة فى العلاقات الرومانسية خاصة لدي النساء، و يمكن ان يحدث فى اى نوع من العلاقات أيضا، وفيما يلي علامات الإعتماد على العلاقات فى تقدير الذات :
- تشعر أن رضاك عن حياتك يعتمد على شخص واحد.
- أنت تدرك جيدا ان سلوك شريكك نحوك سئ ، ولم تعد سعيد معه ، لكنك لا تزال مستمر فى العلاقة .
- كنت تفعل اي شئ وتتخلي عن اي شئ لتقدم الدعم الكافي لشريك حياتك ، حتى لو كان يتجاهل إحتياجاتك الخاصة أو صحتك أو أحزانك وأفراحك.
- أنت خائف دائما ان يتركك شريكك.
- لقد فقدت إحساسك بالحدود الشخصية ، فلقد أصبح شريكك يتحكم فى كل شئونك الخاصة .
- من الصعب يكاد يكون مستحيل بالنسبة لك أن تقول ” لا ” لأي شخص أو أي شئ.
- تتفاعل مع أفكار الآخرين ومشاعرهم إما بالموافقة التامه معهم أو بالوقوف فى موقف دفاعى علي الفور.
- اللجؤ إلي المجموعات العلاجية فى مثل تلك الحالات مفيد فتلك الحالة شبيه بالإدمان ويساعدك فيها كثيرا ان تتبادل الخبرات مع أشخاص آخرين لا تعرفهم ، ومروا بنفس مشاعرك
خذ الأمور بهدؤ وبطء
إن التعامل مع مشاعرك، خاصة فى الأمور الأشد حساسية فى حياتك، هو عمل شاق. لذلك لا تضع نفسك تحت ضغط كبير.
حيث ثبت نفسيا انه عند مغادرة منطقة الراحة الخاصة بك إذا كنت ترغب فى تطوير نفسك، أمر تقابله نفسك بمقاومة شديدة لذلك عليك ان تفعل الأمر بهدوء وبطء، ولكن إذا كنت تريد ان تفعل ذلك بسرعة كبيرة ، فإنك تخاطر بنكسات كبيرة.
- حدد لنفسك مواعيد ، والتى فيها نظرة فاحصة علي حالتك العاطفية، علي سبيل المثال ، يمكن ان يكون لمدة 30 دقيقة فى اليوم. عندما تكمل عملك اليومي راجع أمورك العاطفية، ثم أمنح إستراحة يمكنك خلالها القيام بشئ مريح و ممتع لك.
- إنتبه فإن كنت تحاول ان تتجنب التفكير فى الأمر لأن حساسيتك الزائدة تشعرك بعد الإرتياح أو الصعوبة، فغالبا ما يحدث التأخير والقمع بسبب الخوف من مواجهة أنفسنا ، كذلك نخشي ان تكون تجربة التغير أمر غير سار، وبالتالى ننتكس ونشعر بالخيبة، ضع نفسك معك فى مواجهة وقرر انك قوي بما يكفي للقيام بذلك ، ثم أبدأ الأمر دون تردد
- إن كنت تجد أن الخطوة السابقة صعبة عليك ، وليس لديك القدرة على التصميم مع نفسك علي مواجهة مشاعرك ، فعليك أولا ان تضع لنفسك أهدافا قابلة للتحقيق ، أبدا حتى ب 30 ثانية يوميا ليس عليك القيام بأي شئ سوي مواجهة نفسك ، كرر الأمر بشكل يومي فقط نصف دقيقة ، إذا نجح الأمر زد 30 ثامية أخري و لاحظ تغير فى معالمك الصغيرة قريبا حيث ستضعك شخصيتك قريبا على الطريق الصحيح.
أسمح لنفسك ان تشعر بما تريد
لا يعني التخلص من الحساسية الزائدة و التحكم في الثبات الإنفعالي لديك انه لم يعد بإمكانك الشعور بأي شئ.
فى الواقع يمكن أن يكون قمع او إنكار عواطفك ضارا للغاية بدلا من ذلك، يجب عليك أن يكون هدفك هو قبول المشاعر ” غير المريحة ” مثل الغضب أو الحزن أو الخوف أو الجزع ، والتى تعد مهمة لصحتك العاطفية مثل مشاعر الفرح والسعادة ” الإيجابية ” دون السماح لهم بالسيطرة ، فقط محاولة لتحقيق التوازن بين مشاعرك.
- حاول إنشاء مكان أمن لنفسك يمكنك فيه التعبير عن كل ما تشعر به ، إذا كنت تعاني من خسارة أمر ما مما يجعلك تشعر بالحزن ، خذ بضع لحظاات كل يوم للسماح لعواطفك بالفرار. أكتب عنها ، أبكي ، كلم نفسك ، تخيل ما يجعلك سعيد – أفعل كل ما هو ممكن وجيد فى تلك اللحظة بالنسبة لك ، أفعل ذلك الآن فى مكان أمن تستطيع أن تنفرد بنفسك فيه، عندما ينتهى الوقت الذي منحته لنفسك ، تابع روتينك اليومي المعتاد . ستشعر بتحسن طوال اليوم لأنك لم تقمع مشاعرك وتعلم انك سمحت لها بالظهور ولم تقمعها. ضف إلي ذلك انك لم تعد مضطر لتحمل تلك المشاعر التى تثقل كاهلك فى داخلك طوال اليوم ، حيث ان قمع مشاعرك وتحملها فى داخلك قد يؤذيك انت وحدك على اي حال.
مجرد ان تدرك ان لديك وقتا وراحة فى ” مكانك الآمن ” للتخلي عن مشاعرك سيجعل من السهل عليك أداء واجباتك اليومية.
تحليل أفكارك
تعلم كيفية التعرف على التحيزات المعرفية
عليك ان تتعلم كيفية التعرف على التحيزات المعرفية التى قد تجعلك حساس للغاية.
التحيزات المعرفية هي أنماط فكر وردود أفعال ضارة قد أكتسبها دماغك بمرور الوقت. يمكنك معرفة كيفية التعرف عليها عند حدوثها.
- التحيزات المعرفية عموما ليست معزولة ، فأثناء قيامك بالبحث فى أنماط التفكير الخاصة بك ، قد تجد أنك واجهت فى العديد منها استجابة بنفس الطريقة لنفس الشعور او الحدث. خذ وقتك لفحص ردود أفعالك بالكامل، وسوف تظهر لك ما هو وما هو ليس مفيد كذلك
- هناك العديد من الأنواع المختلفة من التحيز المعرفي، ولكن إدراك ما يثيرك حقا فهناك بعض المواقف والمشاعر الشائعة لديك التي يمكن ان تؤدي إلي فرط فى الحساسية العاطفية على وجه الخصوص، عليك ملاحظة حتى العبارات بل والكلمات والإيماءات وكل شئ حدث آثار حساسيتك و تفكيرك المتسرع .
عدم شخصنة الأمور
التعرف على تلك الأوجه ” الشخصنة و التخصيص” حيث يمكن يحدث فى فكرك تشوه نموذجي يمكن ان يسبب حساسية مفرطة ، عندما تقوم بشخصنة الأمور، فإنك تجعل نفسك عرضة لتشغيل الحساسية لديك لأسباب أو أشياء لا علاقة لك بها بالفعل أو تلك الأمور التى لا يمكنك التحكم بها من الأساس ، حيث أنك فى تلك الأحوال تأخذ أمور لا تخصك و لا تستهدفك إطلاقا بشكل شخصي.
- علي سبيل المثال ، إذا تلقي طفلك بعض التعليقات السلبية من أحد المعلمين لأنه تصرف بشكل سيئ ، فقد تشعر أن هذا النقد موجه لك انت شخصيا ” حيث تقول لنفسك ” يعتقد مدرس طفلي أني والد سيئ ! كيف يشكك فى تربيتي ” حيث قد يقودك هذا التفسير إلي رد فعل شديد الحساسية لأنك تري أن النقد إتهام مباشر لك.
- بدلا من ذلك ، أنظر إلي الموقف بوجهة نظر منطقية ، وتحلي بالصبر حتى تفكر بهدؤ ، حيث يستغرق الأمر بعض الوقت لتفكر فيه بعقلانية ، حاول ان تعرف تحديدا ما حدث وفكر بناء على ما عرفت عن هذا الموقف. إذا أعطي مدرس طفلك رسالة إلي المنزل مثلا يقول فيها إنها بحاجة إلي ان يركز طفلك بشكل أفضل فى الفصل، فهذا لا يعني انك والد سيئ، إنها معلومة يوفرها المعلم حتى تتمكن من مساعدة طفلك علي تحقيق آداء أفضل فى المدرسة. إنها فرصة للتنمية الشخصية ، وليست فرصة لإحراجك .
فرق بين الفعل ” السلوك ” والشخص
أفعال الناس لا تدل عليهم بل تدل فقط على سلوكياتهم ، وانت كذلك أفعالك ليست أنت، لذلك فإنك عندما تصنف نفسك أو توصفها بوصف ما فأنت تعمم الصفة على شخصك وتضع ذلك الملصق على نفسك ربما بناء على حدث واحد مما يجعلك تسير باقي أمورك وحياتك كاملة بناء على أمر شديد المحدودية لذا فإن هذا النوع من التفكير شديد الخطورة ، لذلك عليك ان تفرق بين ما تقوم به ومن أنت.
- إذا كتب معلمك أو مديرك تعليقا سلبيا تحت تقرير قد قدمته ، فقد تشعر أنك ” خاسر ” . ولكن وضع ختم ” الفشل ” على نفسك يعني أيضا ان لديك شعورا بأنك لن تتحسن أبدا ، وبناء علي ذلك ستقول لنفسك انه لا يتعين عليك المحاولة مطلقا ، يؤدي ذلك بدوره إلي الشعور بالخجل والشعور بالذنب وهو من أخطر المشاعر فى الحقيقة ، ويجعل من الصعب عليك قبول النقد البناء على الإطلاق ، وفى الحقيقة كل ذلك دون داع ، لأنك ستري كل نقد انه مؤشر آخر على أنك تفعل كل شئ خاطئ مهما كان وفى كل الأحوال.
- بدلا من ذلك ، يجب عليك أن تتعرف على أخطاءك و التحديات التى تواجهها وتتقبلها كما على عليه : حيث تتحول تلك المواقف لدروس تتعلم منها فى الستقبل. بدلا من وصف نفسك ” بالفاشل ” فعندما تحصل على تقدير سئ أو رأي سلبي فى عملك او دراستك ، أقبل النتيجة كما هى ، أعرف أخطائك وفكر فيما يمكنك فعله لتتجنب تلك الأخطاء واسعي لمعرفة الطريق الصحيح لهدفك ، أي تعلم من ما حدث وفكر فيما يمكنك تغيره وتطويره ” فقل لنفسك : حسنا لم يكن الأمر جيدا، وكان مخيبا للأمال تماما ، ولكن ليس نهاية العالم. سأتحدث إلي أستاذى / مديري عما يمكننى القيام به ليكون الأمر أفضل فى المره القادمة ” .
أضبط معاييرك الخاصة للتحكم في الثبات الإنفعالي لديك
كن واقعى وان تضع معاييرك لنفسك ، فغالبا ما نضع تلك المعايير بغير وعى منا ، وغالبا ما تكون مرتفعة بدرجة ان اي بيانات آخري تأتي تناقض تلك المعايير تكون ضارة لنا بشكل كبير ، لأن معتقدتنا عن أنفسنا غالبا ما يكون مبالغ فيها بشكل كبير ، حيث انك غالبا ما تستند فى تكوينها إلي أمور واراء خارجية وأنماط لا علاقة لها بك بدلا من أن تركز عما هو مهم حقا بالنسبة لك وماهو منتج بالنسبة لحياتك ومستقبلك ، حيث انك فى كل مره تحاول تطبيق تلك المعايير غير الواعية التى فرضتها على نفسك على النحو السابق بيانه فإنك لا تنجح حقا وفى كل مره تنتهك أحد تلك المعايير تعاقب نفسك بشدة على ذلك وتحبطها ، حيث ينتهى بك المطاف الي الدوران فى حلقة مغلقة من الشعور بالذنب والإحباط و الغضب.
- علي سبيل المثال تخيل انك تقول لنفسك ” يجب ان اتبع نظاما غذائيا ، لا ينبغى ان اكون كسولا جدا ، ” ثم تحاول تحفيز نفسك بأن تجعلها تشعر بالذنب ” ومع ذلك ، تفشل بشدة ، لأن فى الواقع الشعور بالذنب ليس محفز جيد ، فهو على العكس مثبط جيد جدا للعزيمة .
- عليك أن تدرك لماذا قلت لنفسك ينبغي ، ربما تكون كلمة مفرغة من مضمونها فى الأساس ، حيث لماذا قلت ينبغى ان اتبع حمية غذائية هل تعتقد انه ” يجب ” ذلك لأن الآخرين قد أقترحوا عليك أن تنقص وزنك ؟ لأنك تشعر بالضغوط الإجتماعية عندما تبدو ممتلئ بعض الشء ؟ أيا من هذه الأسباب صحي أو مفيد لمعالجة اى شئ فى حياتك ، أبحث عن الأسباب والدوافع فى داخلك انت من قناعاتك انت وليس فى عيون وأفواه الآخرين.
- إذا كنت تعتقد انك ” يجب ” ان تتبع نظاما غذائيا لأنك ناقشت ذلك مع طبيب وقررت انه سيكون من الجيد بالنسبة لك فعل ذلك ، فسوف تجد نفسك تتجه فى إتجاه بناء وايجابي حقا حيث تقول لنفسك ” صحتي مهمة بالنسبة لي و أريد ان اعتني بنفسي ، لهذا السبب سوف أتناول المزيد من الأطعمة الطازجة والخضروات والفواكه ، على اى حال فأنا أستحق ذلك ” ، وبهذه الطريقة فأنت لا تلقي اللوم على نفسك ولا تحاول تحفيزها بأمور سلبية ، بدلا من ذلك تمنحها التقدير وتضعها فى موقف إيجابي تجاه نفسك- وهذا ببساطة يعمل بشكل أفضل على المدي الطويل
- كلمة ينبغي قد تؤدي إلي فرض من الحساسية فى العواطف إذا وجهتها نحو أشخاص آخرين ، فى مجادثة لا يتفاعل فيها الشخص الآخر على النحو الذى تريده ، وقد يكون التفاعل بينكم محبط للغاية ، حيث انك تريد إخباره بأمور تثير إهتمامه ويأخذها على محمل الجد ، فإن لم يشعرك أن الأمر كذلك ستشعر انك منزعج بشدة حيث انك لا تستطيع ان تخبر الآخرين بما يجدوه مثيرا ، أحذر لأنك سوف تكون أكثر حدة وعصبية ، وهذه الطريقة فاشلة جدا فى التأثير على مشاعر الآخرين وردود أفعالهم لن تكون كما ترغب ، من الأفضل آلا تحاول أن تخبر الآخرين بما يجب عليهم فعله فكما لا تحب انت ذلك هم لا يحبونه أيضا ، كذلك عليك ألا تتوقع اى ردود أفعال معينة عندما تكون فى اي مناقشة او محادثة.
مشاعرك ليست هي الواقع
تعرف على حجج العاطفية ، وعليك ان تواجه نفسك بحقيقة أن مشاعرك ليست هى الواقع ، انت تفترض أن مشاعرك هى حقائق مسلم بها ، وهذا النوع من الإدراك مشوه لأقصى درجه ومع الأسف شائع للغاية ، ولكن مع القليل من التمرين على التفكير الواعي والممارسة يمكنك ان تعلم نفسك كيفية التعرف عليه ومكافحتة.
- ربما تشعر الغضب لأن رئيسك قد ذكر بعض الأخطاء فى مشروعك الذي أنتهيت منه للتو ، قد يكون تفكير هو ان رئيسك فى العمل غير عادل لأنك لا تحبه او تشعر بالضيق منه ، أو تفترض انك موظف لا قيمة له لأنك تشعر حاليا بأنك خاسر أو فاشل ، ولكن غالبا سيكون الفرضين خطأ ان قمت بمواجهة نفسك وفكرت بشكل منطقي بعيدا عن تلك العواطف المضلله
- لمواجهة هذه الطريقة العاطفية فى التفكير ، يمكنك ، على سبيل المثال ، تدوين بعض المواقف التى تواجه فيها ردود فعل سلبية عاطفية ، ثم أكتب عن الأفكار التى تدور فى عقلك ، ما المشاعر التى آثارت هذه الأفكار؟ أخيرا ، أنظر إلي عواقب هذه المواقف . هل تقودك تلك المشاعر لما تريده حقا فى حياتك ؟ ستلاحظ قريبا وبسهولة ان مشاعرك كثيرا ما تضللك .
الخلاصة :
- لا تكن صعبا للغاية علي نفسك بسبب أخطاءك الصغيرة ، فذلك لن يجعلك أكثر هدؤ فقط بل وسيخفض من شعورك بالإحراج أمام الآخرين بل وسيجعلك أكثر تعاطف مع نفسك ومن حولك.
- لا عليك أن عليك أن تشرح بإستمرار مخاوفك لتبرير تصرفاتك أو مشاعرك ، ابقي هادئا فقط.
- أرفض الأفكار السلبية ، فالحوارات السلبية الداخلية يمكن أن تكون ضارة جدا لك ، إذا وجدت نفسك تنتقد نفسك أكثر من اللازم مره آخري ، أسأل نفسك ، ” كيف سيكون شعور شخص آخر لو وصفته بما تصفه به نفسك الآن ؟ ”
- المثيرات العاطفية بطبيعتها فردية للغاية ، حتى لو كنت تعرف شخصا لديه نفس الشعور أو نفس السلوك بعبارة أدق ( نفس رد الفعل ) لا يعني هذا ان مشاعره تتأثر بنفس ما يؤثر عليك ، حيث لا توجد أنماط عامة فى هذا الشأن ، مما يعني ان عليك ان تحلل نفسك بنفسك وتتبع مرشدك الداخلي بوعي بعدما توقظه.
يمكنك أيضا قراءة: التحكم في الغضب و كيفية التعامل مع الغضب في المواقف المختلفة .
مصادر مقال الثبات الإنفعالي
- الثبات الإنفعالي Ormel J.; Jeronimus, B.F.; Kotov, M.; Riese, H.; Bos, E.H.; Hankin, B. (2013). “Neuroticism and common mental disorders: Meaning and utility of a complex relationship” .
- التحكم في المشاعر Goldberg, L.R.; Johnson, JA; Eber, HW; et al. (2006). “The international personality item pool and the future of public-domain personality measures”. Journal of Research in Personality.