من هو الشخص الإنطوائى
الكثير من الناس يتهم البعض من حوله أنه إنطوائى، أو يعامل طفله على أنه طفل إنطوائى ويتحدث عن الأمر كما لو أنه مرض يجب علاجه والتعامل مع صاحبه على أنه حالة خاصة.
الحقيقة أن أغلب الناس لا يتكلفون حتى البحث عن الكلمة أو هل هى حقيقة أم هناك سوء فهم، وهنا سوف نتحدث عن بعض المعلومات التى تعرف الشخص الإنطوائى.
ما معنى كلمة إنطوائى؟
المعنى الحرفى لكلمة إنطوائى هنا هى منعزل وعكسها الشخص المنفتح أو الإنبساطى ولكن الفكرة أن علماء علم النفس قالوا لا يوجد شخص منعزل مئة بالمئة أو منفتح مئة بالمئة، وإننا جميعاً موجودين فى صورة درجات من واحد لمئة على طيف الإنعزال والإنفتاح.
ومعنى ذلك أن جميعنا درجات على هذا الطيف ولكن يوجد البعض من يميلون إلى الإنطوائية والبعض الآخر يميل إلى الإنفتاح.وهذا طبيعى تماماً ولايوجد فيه شبهه مشكلة نفسية ينبغى حلها وهناك القليلون جداً والموجودون على طرفى الطيف إنفتاحاً أو إنطوائاً وهذة هى ما تستدعى العلاج وهؤلاء غير منخرطين فى حياتنا الطبيعية بشكل يومى،
وحديثنا اليوم عن الدرجات الطبيعية على الطيف الأكثر ميلاً للإنطوائية.
الفرق بين المائل للإنطواء والمائل للإنفتاح
الشخص الذى يميل للإنطوائية هو شخص يكتسب طاقته التى تعينه على القيام بمهامه والأنشطة اليومية الخاصة به من داخله، بمعنى أنه لابد وأن يجلس كل فترة وحيداً تماما مع نفسه فقط ويقوم بما يفضلّه من أنشطة فترة من الوقت حتى يستطيع الإستمرار فى حياته الطبيعية بشكل طبيعي وبدون ضغط نفسي.
وحتى يستطيع تفادى الضغط النفسى فعليه فى مقابل عدة أيام عمل أو خروج من المنزل المكوث فى المنزل يوم لإستعاده نشاطه وشحن طاقته مرة أخرى.ويحتاج على الأقل ساعة يومياً لإستعادة النشاط اللازم للقيام بمهامه.وعند عدم الحصول على هذا الوقت فإنه يفقد الكثير من طاقته ويشعره هذا بالإرهاق وبأنه مُستنزف وعكس هذا تماما هو الشخص الذى يميل للإنفتاح، فهو يستلهم ويكتسب طاقته من الإختلاط بالناس وفى الحالتين هذة طبيعة بشرية لاتعنى وجود اى خلل أو نقص.
طريقة التعامل مع الشخص المائل للإنطوائية
المشكلة هنا تكمن عندما يكون الشخص الإنطوائى نفسه غير مدرك لطبيعته فيظل يلومها على ما تكره ويدفعها إلى ما لاتحب ويجهل كيف يساعد نفسه على إستعادة نشاطه أو شحن طاقته.
وهنا أساس المشكلة من الضرورى أن يقبل الإنسان نفسه كما هو يتقبل طبيعته البشرية بحب ويعرف كيف يتعامل معها والخطوة الأولى فى طريق التصالح هو أن يعرف الإنسان نفسه وما يرضيها، فالشخص المائل للإنطواء يحتاج العزلة كإحتياجه للماء والهواء وليس المقصود هنا طوال الوقت يبقى فى عزلة، ولكن بعض الوقت القليل من الوقت سيغذى روحه ويجعلهه أقدر على التعامل مع الجميع وأقدر على القيام بمهامه.
نصائح للشخص المائل للإنطوائية
- لا تحمل نفسك مهام تستغرق اليوم كله دون تحديد وقت قصير للإنفراد بنفسك .والقيام بعمل فردى تُفضل القيام به.او حتى مجرد المكوث فى هدوء وإسترخاء ولا تتنازل عن هذة الخطوة ولا تتعامل معها على إنها رفاهية .فهى بالنسبة إليك ضرورة.
- لا تنكر على نفسك طبيعتها وتقبلها كما هى دون الشعور بالذنب حتى لا تدخل فى دائرة جلد الذات وهى دائرة سوداء يصعُب الخروج منها.
- إجعل لنفسك يوم فى كل شهر تختلى فيه بنفسك فى بيتك أو أى مكان بعيد عن أى ضغوط نفسية ومتطلبات ومهام سيساعدك هذا كثيراً على تجديد طاقتك ويحميك من موجات الإكتئاب والتوتر الذى تشعر به خلال ضغط العمل
وعلى كل منا البحث فى طبيعته وإحترام طبائع الآخرين وتقدير مشاكلهم وطريقتهم فى العيش بسلام.