بكاء الرجال : أسراره و لماذا يجب ألا يبكى الرجل
” الرجل مبيعيطش ” كم مرة سمعنا هذه الجملة من أشخاص حولنا أو ربما نسمعها من أنفسنا حتى، هكذا ربينا أبنائنا وربونا أباءنا، بكاء الرجال عيب، و لكن ربما جاء الوقت لمراجعة كل هذا، بنظرة سريعة علم ما أنتجته أيدى الأباء و الأجداد و بفضل من الله فإنهم رجال ملأ العين و القلب، و لكن هل هؤلاء الرجال سعداء بما يكفى نجاح هذه الطريقة فى التربية، على الأرجح زوجاتهم فى معاناة من شدة الكتمان و قسوة الإنفجار الذى غالباً ما يترك أثر على العلاقة لا يُنسى.
قد تكون فكرة الرجل الذى لا يبكى فكرة مريحة للوالدين، حيث لا يحمل هم هذا الكائن و يضمن تحميله هو نفسه قدرًا من هموم أخوته أيضاً بمجرد أن يبلغ حد شيل الهموم، و لكن فى الحقيقة إذا أمعنا التفكير، فالفكرة هنا من باب الثقافات و التقاليد و الصورة الراسخة فى أذهاننا عن الرجل لا شك فى ذلك، و لكن فى الوقت ذلك هى تخلى عن مسئولية هذا الكائن، تملص من إحتمال بكاءه و مناقشة همومه و وضعه فى خانة الإنسان التى تكلف المزيد من “وجع القلب”.
أصل عبارة ” الرجل لا يبكى “
كلما حاولت تتبع تلك العبارة و من بداها و من أين جائت فى الأصل لا أجد سوى سلسلة طويلة من التقاليد و العادات و الكتمان و الوجاع.
وصف لا ينتهى من الرجال المزروعة على شفا حفرة من الإنقسام لشطرين.
إحداهما دموع و الأخر صخور و هكذا تستمر السلسلة بلا بداية و بإستمرارية منقطعة النظير.
كلما يبكى الولد يجد كل من حوله يؤكد ” اسكت يابنى الرجالة بتعيطش”.
و لا أعلم لماذا لا تبكى الرجال ربما لأنها هى الوتد الذى لابد و أن يربط خيمة الحياة كلها ويحفظها من الذهب مع الرياح.
و لكن ما الذى يمنع أن يكون هذا و ذاك سوياً، كيف أغلنا على مر العصور أن الطيعة الأنسانية فوق كل شىء.
و كيف لم نضع فى حسابنا أن النبى بكى كثيراً و أن أبا بكر كان من أكثر الرجال عاطفة و بكاءاً.
و بأن المسيح كان يبكى و سيدنا موسى كان يخاف و يطلب المدد و العون.
لماذا نحاول ان نتفوق عليهم ؟ من الذى ربط لنا الرجال بالجمود و البرود و التخلى عن الطبيعة الإنسانية ؟
بكاء الرجال و تواجدهم فى العيادات النفسية
على حسب دراسة نفسية، قال الطبيب أنه لاحظ فى الرجال الذين يترددون على عيادته أنهم يحكوا مواقف مؤلمة جداً من طفولتهم فى حين أن وجوههم لا تعبر أبداً عن الإستياء و لا يبدوا عليهم أثار ما يقوموا بحكايته.
و عندما سألهم الطبيب عن ذلك قالوا بأن هذا ما نشأوا عليه أن الرجال الحقيقيون لا يبكون.
على الرغم من أن الدراسات أثبتت أن البكاء هو وسيلة الجسم للتخلص من السموم التى تضره.
أثبتت الدراسات أن الإنسان عندما يتعرض لموقف ضاغط أو يستدعى الحزن فإن الغدة الكظرية تنشط و تفرز المزيد من هرموناتها.
و هذا يولد ضغك يتطلب الإفراج عنه و إلا يترجم الجسم هذا الضغط فى شكل إضطرابات نفس جسدية.
أى أعراض مرضية و لكن سببها الرئيسى هو الضغط النفسى.
و قالت الدراسة بأن هذا النوع من الإضطرابات ينتشر فى العائلات التى لها أصول أسيوية اكثر نظراً لثقافتهم عن قمع الدموع و أنها مظهر ضعف.
اقرأ ايضًا: ثلاثة رجال في حياتها .. سيناريو سينمائي رومانسي بقلم عبد الحميد جودة السحار
1- الأعراض النفس جسدية
كان لابد للجسم من صرخة، خلق الله أجسادنا مميزة يمكنها فهمنا و التواصل معنا و التعبير عما تعانيه و لن يفلح معها أن حاول تعليمها الصمت و البرود و عدم الإحساس.
ستقرر هى ببساطة أن تعلن عن وجها بطريقتها الخاصة جداً ألم حاد فى مناطق مختلفة.
و إن كنت تعجز عن مساعدة جسمك على التعبير فهو لن يقف متفرجاً أبداً.
هى أعراض تظهر نتيجة الضغط النفسى، و قد إحتار الأطباء فى تميز هذه الأعضاء.
حيث أنها تختلف من شخص لأخر و على حسب طبيعته، و الطريقة التى يعبر بها جسمه عن الوجع النفسى.
فقد تظره هذه الأعراض فى صورة ألم حاد فى أى من أعضاء الجهاز الهضمى، أو أى من العضلات المتفرقة فى الجسم و ربما ألم فى الركبة.
و هناك من يعانى من انواع مختلفة من الإضطرابات الجنسية.
2- الإضطرابات النفسية الناتجة عن الكتمان
هذا الكتمان الذى نعلمه لأولادنا على أنه مظهر رجولى وضماناً لحمايته لأسرته و أولاده يتسبب فى أحيان كثيرة فى إصابته بعدد من المشاكل و الإضطرابات النفسية و فى بعض الأحوال يتسبب فى الإدمان.
على سبيل المثال لا الحصر:
- إدمان الكحول.
- إدمان الماريجوانا أو المخدرات.
- القلق المزمن.
- إضطرابات النوم.
- الإكتئاب.
- إضطرابات الأكل.
و لذلك يقوم الأطباء النفسين فى هذة الحالات بتعليم الرجال التعرف على مشاعرهم وعدم الخجل منها.
و بمجرد فهم مشاعرهم و الإنصياع للتعبير عنها مع تقبلهم لها تنحل أغلب المشاكل الذين ظلوا يعانوا منها لسنوات دون فهم ما ورائها.
اقرأ ايضًا: هل البكاء اثناء العمل مقبول ؟ ؟
أسرار بكاء الرجال و متى يبكون ؟
بعض المجتمعات و على مر العصور كان فى اوقات معينة بكاء الرجال مقبول و مفهوم و غير مصحوب بالإذراء المعتاد.
على سبيل المثال فى أوقات الحروب الثقيلة التى تضعه فى قلب الموت و الأشلاء و شعور الضياع.
و الذى يتطلب بالإضافة لذلك قدراً عالى من المسئولية و الثبات و عدم الهروب تحت أى ظرف من الظروف، لحظة إنتهاء كل هذة المهزلة يمكن أن تبكى لو أردت لن يلومك أحدهم.
و على الرغم من أن حيواتنا ما هى إلا حروب باردة مع كل شىء إلا انه غير مسموح ببكاء الرجال فيها.
المضنى فى الأمر أننا نتربى رجالاً و نساءاً على هذا بمعنى أنه حتى و عندما يبكي الأبن تصرخ أمه فيه ” الرجال لا يبكون “.
و هناك العديد من الزوجات اللاتى تحدثن عن أنهم لا يشعرون بالأمان إذا بكت أزواجهم.
و الحق أنا غير قادرة على تفهم لماذا نقب بأن نلقى برجالنا إلى النار كقطع حطب حتى نستدفىء بهم ونبعد أعداؤنا.
بماذا تشعر النساء عند بكاء الرجال أمامهم ؟
كما أن الرجال ليست واحدة على الرغم من وجود عوامل مشتركة و سمات أساسية.
أيضاً النساء تختلف عن بعضها رغم المشترك و السائد من الطباع.
لذلك بشكل شخصى أشعر بإنسحاق قلبى تحت حذاء غليظ لا يدرك ما يفعل عند رؤية الرجل يبكى.
كما أن هذا الرجل يصعد درجات أمامى لا عد لها ببكائه و يتضخم و يتعملق.
حيث تظهر أمامى الجوانب الإنسانية الأخرى و التى لا نراها غالباً فى رجالنا.
و لكن أراء النساء كثيرة فسنعرف الأن بعضاً منها:
اقرأ ايضًا: صفات الزوج المثالي : ٢٥ صفة للزوج الصالح و المثالي
1- الشجعان فقط من يبكون
قالت إحداهن أنها تشعر بأن الرجل الذى يبكى أماها شرفها بالثقة فيها.
و أن هذا الرجل يمتلك قدراً من الشجاعة ليس هيناً.
حيث يمكنه سحق التقاليد البالية و الأعلان عن مشاعره بشجاعة كبيرة، و أنها لا يمكن أن تكون فى حضرة رجل ضعيف أبداً فقد إستطاع مواجهة مشاعره فهو إذاً يستطيع مواجهة اى شىء.
2- البكاء تعبير عن الحب البشرى
قالت أخرى أنها تعتبر البكاء مدخل هام لبداية علاقة قوية بين الرجل و شريكته.
حيث أن البكاء هو تعبير فوضوى عن الحب البشرى غير مدروس أو معمول حسابه.
لذلك فهو أساس العلاقة القوية بين الشريكين و لا غنى عنه.
كما ان الحزن كالفرح تماماً، بمعنى من لا يعرفون كيف يجدون سبيل لإخراج حزنهم فهم دائماً عندهم سقف للفرح، لا يمكنهم الجموح أو الجرى خلف السعادة.
اقرأ ايضًا: صفات يكرهها الرجل فى المرأة و يمكن أن تدمر العلاقة بينهم
3- من لديهم المشاعر هم من يبكون
كان رأى واحدة من النساء أنها تربت على أن النساء يحق لهن البكاء و الصراخ و إطلاق الدموع و قتما أحبوا، أما الرجال فلا يجب أن يبكون أو يظهر عليهم أى علامة تدل على ذلك.
كنت اعتقد عندما كنت صغير أننا نمتلك مشاعر عميقة و أنهم ليسوا كذلك على الأطلاق.
حتى وجدت شريكى يصرخ و يبكى ذات يوم فكل ما دار بذهنى وقتها أنه يمتلك مشاعر على نفس درجة العمق مثل مشاعرى.
و من يومها و كلما حدث ذلك كان هذا بمثابة تذكرة لى بأن الرجال يمتلكوا مشاعر قوية و عميقة.
ثم أكملت أستغرب جداً من يرى فى دموعهم ضعف فأنا لا أرى سوى القوة و الشجاعة.
4- لا ضرورة للحديث فى حضرة ” دموع ” بكاء الرجال
إمرأة أخرى كانت ترى أن دموع الرجال هى إنهاء لأى خلافات أو أحاديث أو تراكمات منذ زمن.
نهاية القصة وبداية الحب و التقدير و الإمتنان لرجل قادر على التعبير عما يدور فى قلبه.
لا يوجد فى هذه اللحظة سوى قلبينا فقط و ما يدور بداخل هذين القلبين، هو رجل جدير بالثقة و لا يمكن الشعور بالخوف فى وجوده.
على العكس تماماً يُشعرنى هذا بالأمان لدرجة كبيرة لا يوفرها لى موقف آخر.
كما أن رؤية هذة الدموع تحرك بداخلى حب فطرى و غريزى تجاه هذا الرجل القادر على منحى ملا يُمنح لأمرأة أخرى.
اقرأ ايضًا: البكاء : ما هي فوائد البكاء و ما الأضرار المترتبة عليه ؟
5- الأمر دائماً مختلف مع الشريك
هذة كان لها رأى مختلف بعض الشىء فهى تقول أنها تربت مع أخوة ذكور، و بالطبع جملة الرجال لا يبكون كانت هى الأكثر شيوعاً فى المنزل.
و تقول أنى لم أن أرتاح إن رأيت رجلاً يبكى حتى فى الأفلام.
على الرغم من ميلى لتكوين الصدقات مع الرجال، ربما لأنهم لا يبكون و لا يجرون الحديث للمناطق العاطفية كثيراً كان هذا ميلى و هذا ما أشعر به فعلاً.
و لكن عندما إنفصلت عن شريكى و بكى بشكل فوضوى جدصا مع صراخ لم أشعر بنفسى إلا و أنا أضع رأسه على صدرى.
لم أهرب هذه المرة على العكس شعرت أنه ربما أمتلك شىء لتهدئة الوضع.
كنت أتمنى لو أستطيع منع الألم الذى يسرى بداخله.
ما أريد قوله أنه على الرغم أنى لا أرتاح لرؤية الرجال يبكون فإن الأمر عندما تعلق بالشريك صار مختلفاً و على العكس ولّد طاقة حب كبيرة.
اقرأ ايضًا: فوائد العدس الصحية علي الرجال و المراه الحامل
6- بكاء الرجال ثقة فى العلاقة
و كان هذا رأى آخر” دام زواجنا لمدة 37 عاماً.
حيث بكى زوجى خلالها عدّة مرات ربما فى لحظة فخر بأحد أبنائنا.
و ربما فى حدث سعيد و مرات أخرى تعبيراً عن حزنه و لا أرى كيف يعتبر الناس هذا ضعفاً.
حيث أن هذا البكاء بالنسبة لى كان دائما تعبيراً على أنه يثق فى علاقتنا ثقة كبيرة تمنحه القوة التى يعبر بها عن ضعفه متى شاء.
و ايضًا دون أن يشعر بالخوف من إظهار مشاعره أو التفكير فيما يمكننى قوله أو الحكم أطلقه.
كل هذه التوافق مع مشاعره و كيفية التعبير عنها بثقة و راحة جعلنى أراه قوياً كفاية للشعور معه بأمان تام.
كان زوجى دائماً عطوفاً و متفهماً لمشاعرى عندما أبكى و كان مما يسعدنى أن يترك لى مساحة لمشاركة مشاعره معى.
و كذلك يمنحنى السماح بإعطاءه الدعم الذى يحتاجه فى لحظات الضعف”.
الرجال بشر لهم لحظاتهم الخاصة جداً و التى بحاجة للتعبير عنها أمام شخصاً ما، و ليس من السهل أبداً أن ترى الجبال و هى تترك نفسها للهزة الأرضية و لكنه أمر جلل، كدموع الرجال تماماً هذا ما تشعر به النساء حيال هذا فعلى الرجال أن لا يقلقوا حيال نظرة النساء لهم.
المصادر
- https://www.jordangrayconsulting.com/how-women-actually-feel-when-men-cry/
- https://www.psychologytoday.com/intl/blog/minority-report/201601/real-men-cry
اقرأ ايضًا: حقائق مثيرة عن الكذب و أشهر 10 كذبات لدي الرجال و النساء