حصوات الكلى و طرق الوقاية منها و تفتيتها
حصوات الكلى هي مشكلة صحية واسعة الانتشار تؤثر على حوالي 12 ٪ من الناس في جميع أنحاء العالم، حيث يصاب نحو 600,000 شخص في الولايات المتحدة كل عام بهذا المرض و في الواقع، يمكن أن يعاني أي شخص من حصوات الكلى، و لكن من المرجح أن يتأثر بها الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و49.
و على الرغم من أنه من الممكن علاج حصوات الكلى، إلا أنها تسبب دائماً قدراً كبيراً من الألم والانزعاج، و لذلك يجب أن يكون تعلم كيفية منع حصوات الكلى أولوية بالنسبة للجميع.
ما المقصود بظاهرة حصوات الكلى ؟
هناك العديد من الأسباب التي قد تجعل الشخص يعاني من هذه الحالة، و بشكل عام حصوات الكلى هي: بلورات تتكون عندما تكون النسبة المئوية لبعض المواد في البول مرتفعة جدًا، و يمكن أن تتكون أيضاً عندما يفتقر البول إلى المواد التي تمنع تكوين هذه البلورات.
تؤثر جيناتك على مدى احتمالية تكوين حصوات الكلى لديك، و نجد أيضاً أن الأشخاص المصابون بأمراض النقرس أو الجهاز الهضمي هم في خطر أعلى من المتوسط.
و عليك أن تعلم أن نظامك الغذائي و عاداتك لها تأثير كبير فيما يتعلق بفرص الإصابة بحصوات الكلى، و هناك العديد من الطرق التي تمكنك من تقليل تلك المخاطر.
الطرق المثالية لمقاومة أو منع حصوات الكلى
أولاً: ابق جسمك رطباً في جميع الأوقات
و هذا هو الإجراء الوقائي الأول، وهو الأكثر فاعلية وإيجابية في مواجهة تلك الحالة.
و الجفاف كثيراً ما يسبب حصوات الكلى لأنه يغير تكوين البول، و لذلك إذا لم تشرب ما يكفي من السوائل، فإن كثافة البول تزداد، و هذا يجعل المعادن تتكتل وتتراكم معاً، و هذا يؤدي بدوره إلى تكوين حصوات الكلى.
ما كمية الماء التي تحتاج إلى استهلاكها لتجنب ذلك؟
يُنصح الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالحصوات أكثر من غيرهم، بشرب ما يصل إلى 12 كوبًا في اليوم في حين أن السوائل الأخرى مفيدة أيضاً، و لكن يجب عليك التأكد من أن نصف كمية السوائل التي تدخل جسمك على الأقل من الماء النقي.
ثانياً: انتبه لطعامك جيداً
في كثير من الحالات، تتكون حصوات الكلى بسبب وجود الكثير من الكالسيوم في بول الشخص المصاب، و بالتالي، يفترض الكثير من الناس أنه ليس من الآمن تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم، و ذلك بالنسبة للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بهذه الحالة.
فالكالسيوم بشكل عام مفيد للجسم، و تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم لا يجعلك أكثر عرضة للمعاناة من حصوات الكلى، بل إن انخفاض مستويات الكالسيوم يجعلك أكثر عرضة لتطوير هذه الحالة.
الأمر الوحيد الذي يجعل الكالسيوم خطر على الكليتين، هو الإفراط في استخدام مكملات الكالسيوم، و لذلك يعد تناول منتجات الألبان و السلمون و الخضروات الورقية خياراً جيداً للأشخاص المعرضين للخطر أكثر من غيرهم.
عامل الخطر الحقيقي الذي يجب أن تقلق بشأنه هو الملح (الصوديوم)، و يؤدي تناول الطعام المالح إلى الإصابة بخطر الجفاف، كما أن له تأثيراً سلبياً على مستويات الكالسيوم، فالصوديوم يجعل من الصعب على جسمك امتصاص الكالسيوم، مما يؤدي إلى تراكم حصوات الكلى.
ثالثاً: قم باستخدام حمامات البخار (السونا)
التعرق له عدد كبير من الفوائد الصحية، حيث أنه يزيل السموم من جسمك، و يزيل الجلد الميت، و يعمل على تعزيز (الاندورفين)، كما يمكنك أيضاً منع نزلات البرد باستخدام الساونا أو ممارسة التمارين الرياضية إلى حد التعرق.
يقول الأطباء أن التعرق طريقة جيدة لمنع حصوات الكلى، لأنه يعمل على التقليل من كمية الملح المتراكمة في جسمك، و في نفس الوقت لا يؤثر سلباً على مستويات الكالسيوم.
يمكن أن يؤدي التعرق الشديد إلى تعريض صحة الكلى للخطر لأنه قد يؤدي إلى الجفاف لذلك إذا قررت القيام بتمارين رياضية مكثفة، فتأكد من وجود كمية كافية من الماء في جسدك.
ويلاحظ: أن استخدام حمامات البخار، يجب أن يكون في أضيق الحدود، و إياك و المبالغة فيه وذلك حتى تحصل على فوائده، وتتجنب أضراره.
رابعاً: اللياقة البدنية تمنع حصوات الكلى
يتعرض الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة، و خاصة النساء، لخطر الإصابة بحصوات الكلى.
و السبب الرئيسي في ذلك هو حمض (اليوريك)، حيث يؤدي الإفراط في حمض اليوريك إلى تكوين بلورات في الكلى، و هذه مشكلة موجودة بكثرة في الأشخاص الذين يزيد وزنهم عن 100 كجم (حوالي 220 رطلاً).
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤثر الوزن أيضاً على معدل امتصاص الكالسيوم في الجسم، مما يؤدي لمضاعفات مرتبطة بهذا الامتصاص.
إذاً فقدان الوزن هو إجراء وقائي حاسم، ينبغي تفعليه على الفور، لأن التراخي في تنفيذه يجلب المشكلات العديدة للإنسان صاحب الوزن الثقيل.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الحفاظ على نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة يقلل من فرص إصابتك بمرض السكري، حيث يعد مرض السكري من (النوع 2) عامل خطر آخر، لأنه يزيد من مستويات حمض البول.
خامساً: تناول باعتدال الأطعمة الغنية بالأكسالات
(الأكسالات): مركب طبيعي، و بشكل عام تتكون معظم حصوات الكلى من أكسالات الكالسيوم، و لذا، يعد تقليل تناول الأكسالات طريقة بسيطة وسهلة لتجنب هذه المشكلة الصحية.
و هذا يعني أنه من الأفضل تجنب القهوة والشوكولاتة و السبانخ و البنجر و الفول السوداني و غيرها من الأطعمة الغنية بالأكسالات، و مع ذلك، ليس من الضروري الإقلاع عنها تماماً و ذلك إذا كنت تتناول وجبات متوازنة، فمن غير المحتمل أن ترتفع مستويات الأكسالات لديك.
سادساً: البروتين الحيواني يساهم في تكوين حصوات الكلى
يمكن أن يكون للبروتين الذي تحصل عليه من البيض و الدواجن و المأكولات البحرية و اللحوم الحمراء تأثير سلبي على صحة الكلى، حيث يزيد من كمية حمض اليوريك في الدم، و يزيد أيضًا من مستويات أكسالات الكالسيوم في البول، لذلك ينصح الخبراء بتناول أجزاء من البروتين، و لكن باعتدال واتزان، كما يمكنك أيضاً إدخال بعض البروتينات النباتية في نظامك الغذائي.
سابعاً: تجنب المكملات الغذائية للوقاية من حصوات الكلى
يمكن أن تسبب العقاقير الطبية المختلفة حصوات الكلى، و لذلك يجب على الأشخاص الذين يجب عليهم تناول أدوية بشكل يومي استشارة الطبيب المختص حول أي مخاطر محتملة على صحة الكلى.
حيث يمكن أن تتسبب المكملات الغذائية التي لا تستلزم وصفة طبية في حدوث صعوبات أيضاً، حيث أن تناول مكملات فيتامين سي يمكن أن تزيد من فرص الإصابة بحصوات الكلى. و قد أظهرت دراسة أجريت عام 2013 أن الرجال الذين يتناولون مكملات فيتامين سي يومياً هم أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض، و إن كنت تحتاج إلى تناولها فيجب أن يكون ذلك تحت رقابة الطبيب، و بإذن مسبق منه.
في الختام
إذا كان لديك تاريخ عائلي من حصوات الكلى ، فمن المهم أن تكون متيقظاً، و منتبهاً، و تتعلم كيفية منع حصوات الكلى، و هذا ينطبق أيضاً على الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن و الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الجهاز الهضمي، و كذلك الأشخاص العاديين الذين يرغبون في تجنب تلك المشكلة مستقبلاً.
أقرا أيضاً: كيفية فقدان الوزن في وقت قياسي
و يجب أن تعرف أن النظام الغذائي غير الصحي، و الجفاف، يزيدان من احتمالية إصابتك بحصوات الكلى في المستقبل، و لذلك يمكن أن تساعدك بعض التعديلات البسيطة في روتينك اليومي على تجنب مجموعة كبيرة من المشكلات.
أقرا أيضاً: فوائد شرب المياه للوقاية من الجفاف
المصادر
- الوقاية من تكوين حصوات الكلى – kidney.org