خمس خطوات للتعامل مع الصدمات
المقصود هنا هو الصدمات الكارثية “التروما” فالكثير من الناس يتعرضون لهذة الأزمات ولا نعرف كيف نتعامل مع هذا الشخص و هذه الأزمات كثيرة ولها العديد من الأنماط على سبيل المثال موت شخص عزيز، فقدان المأوى، الحروب، الكوارث الطبيعية، فقدان الوطن، التعرض للتحرش، التعرض للعنف، خسارة كل المال، خيانة شريك وهكذا توجد عشرات الأزمات التى يمكن أن يتعرض لها الشخص وتختلف قوتها وتأثيرها على حسب الشخص نفسه فلكل منّا طبيعته ودرجة تجاوبه مع الأزمة .وتختلف أيضاً على حسب طريقة التعامل مع هذا الشخص ممن حوله وطريقة تعامله هو مع نفسه.
ومن أكثر ما يساعد على تخطى الأزّمة بسلام هو أن يقوم الشخص بالحديث عنها. وهذا ليس سهلاً على الإطلاق ولكن بداية الحديث عنها هى بداية العلاج ولكن يحتاج إلى شخص واعِ للإستماع والعلاج .وهنا سوف نذكر خمس أسباب تساعد فى التحدث عن الصدمة.
الحصول على المساعدة والدعم
بالطبع الكثير منا ينعم بأشخاص حوله يحبونه ويتمنون رؤيته سعيداً. ولكن المقصود هنا هو الدعم والمساعدة من شخص مختص وهناك العديد من البرامج التى تساعد فئات بعينها على سبيل المثال:برامج مساعدة الناجين من الإدمان ،برامج محاربين السرطان، برامج التعافى من الإدمان، مساعدة المطلقات،الناجين من العلاقات المؤذية، برامج مساعدة الذين تعرضوا للعنف أو للتحرش.
وهكذا هناك العديد من البرامج العلاجية المعدّة خصيصاً لمساعدة فئات تعرضت لصدمات معينة وتحتاج للخروج منها سالمة وخلال هذة البرامج تُقام مجموعات الدعم والتى تمثل دورا مهماً فى التعافى والخروج من الصدمة عن طريق الحديث عن تفاصيل ما مر به وشعُر به خلال الأزمة.
فهم ما حدث خلال الأزمة
أول شىء يشعر به الشخص خلال الأزمة هو أنه لا يوجد شىء مفهوم . الامر كله فوضى عارمة من الأحداث والمشاعر والمشاهد المزدحمة بعقله وقلبه دون الوقوف على أى منطق أو فَهم لما يحدث.لذلك يجب التحدث بحرية ودون أى قيود أو قواعد لتأخذ الأمور مكانها الطبيعى وتبدأ فى الوضوح.
أن يدرك الشخص أنه يستطيع الخروج من الأزمة
لا شك فى أن الإنسان بعد الصدمة لا يعود أبداً كما. كان قبلها .فهو بعد الخروج من الأزمة يبدأ فى التعبير عن نفسه من خلال ما تعرض له فى الأزمة وتمثل وقتها النقطة المحورية فى حياته .وقد يكون أمر جيد أو سىء على حسب الشخص فيصبح سيئا إذا ترك الإنسان نفسه ينغمر داخل الأزمة ولا يتحدث إلا عنها وهى التى تشكل تصرفاته وسلوكه من بعدها وبهذا يكون ضيّع هويّته الأساسية، وتصبح هذة نقطة جيدة إذا إستطاع الشخص عن طريق الدعم والعلاج الخروج من الأزّّّمة سالماً بالطبع سيتأثر وتترك علامة على شخصيته ولكن ستكون مجرد خبرة جديدة مضافة للهوّيه الأساسية.
إعادة تقييم المعتقدات
الصدمة تقلب جميع الموازين بحياة الشخص .فقد يرى أن لا أحد يستحق الحب ولا يمكن الوثوق بأحد ،ربما يرى أن لا شىء يسمى دعماً وهذا ولكن بعد النجاة من الصدمة علينا التمرن على إعادة تقييم هذة اامعتقدات وتصحيحها والمرونة فى تقبّل التغير والتعديل.
صناعة المعنى من وراء الأزّمة
مثلما يعمل الضغط على تحويل الفحم إلى ألماس فإن الأزمات والصدمات تعمل على تحويل الشخص لنسخة أكثر قيمة وخبرة وأكثر قدرة على الخوض فى تيار الحياة.شرط أن يخرج منها بأمان بعد فترة مناسبة من المساعدة والدعم ودون الإعتقاد أنه قادر على النجاة بنفسه فقط و دون أى مساعدة.
وفى النهاية علينا دائماً التذكر أن الشخص الذى تعرض للأزمة يحتاج إلى الدعم والتفهم ومساحة واسعة للتعبير والخطأ والشعور بالتقدير لمشاعره من المحيطين