دور بولسونارو رئيس البرازيل في حرائق الأمازون 2019
نتحدث اليوم في موقع مقالات عن دور رئيس البرازيل بولسونارو في حرائق الأمازون التي حدثت مؤخرا في 2019 حيث أنه في الماضي و في عام 2004 تحديدا، أنشأت الحكومة البرازيلية خطة لمنع ومكافحة إزالة الغابات في الأمازون ، بهدف خفض معدل إزالة تلك الغابات من خلال تنظيم استخدام الأراضي ، والرصد البيئي ، والأنشطة المستخدمة هناك ، وفرض العقوبات القانونية للانتهاكات.
ولكن في أكتوبر 2018 و مع إنتخاب بولسونارو رئيسًا للبرازيل وتولى منصبه في يناير 2019 ،قام هو و حكومته بتغيير سياسات الحكومية السابقة المعنية بمكافحة إزالة الغابات في الأمازون ، حيث أتى بقوانين تسمح للمزارعين بمواصلة ممارسات الإزالة و القطع والحرق مما أدى لإضعاف حماية الغابات ، وبالتالي تسريع إزالة الغابات من السنوات السابقة.
ردود فعل دولية على حرائق الأمازون 2019
وعلى كل ما سبق من الإتهامات التي طالت الحكومة البرازيلية فإن انتقادات عدة وجهت ضد الحكومة البرازيلية ، خاصة من المنظمات غير الحكومية البيئية والعديد من الدول مثل فرنسا
مؤكدة أن السياسات التي وضعها الرئيس البرازيلي المنتخب حديثًا قد أضعفت الحماية للغابات المطيرة.
كما أدان ضخامة حرائق الغابات المتعلقة بالجزء البرازيلي من الأمازون ، وعدم وجود محاولات من قبل حكومته
لإبطاء او للحد من تلك الحرائق التي تتزايد كل يوم عن الأخر بشكل غير مسبوق .
كما زاد الاهتمام بالحرائق في الأسبوع السابق لمناقشات قمة مجموعة السبع (G7) يومي 24 و 26 أغسطس في فرنسا ، وكان من بين أكثر الأصوات صخبا واعتراضا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ، وذلك لقرب غابات
غيانا الفرنسية من البرازيل ، والتي صرح ماكرون خلالها عزمه على فتح مناقشات تتعلق بحرائق الغابات في الجزء البرازيلي من منطقة الأمازون
وقد وصف ماكرون حرائق الأمازون بأنها “أزمة دولية” ، بينما يزعم أن الغابات المطيرة تنتج
“20 ٪ من الأكسجين في العالم” ،حيث شبه احتراق غابات الأمازون فقال: “منزلنا يحترق حرفيًا”.
كما دعمت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أيضًا التصريحات التي أدلى بها الرئيس الفرنسي ، و قد ذكرت ميركل”مدى حجم الحرائق في منطقة الأمازون وأنها مروعة وتشكل خطرا ، ليس فقط بالنسبة للبرازيل والدول المتأثرة الأخرى ، ولكن أيضًا للعالم بأسره.”
كما عرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه لابد من وجود ممثل الحكومة البرازيلية في الاجتماع وقال إن
حكومة الولايات المتحدة لا توافق على مناقشة القضية دون وجود البرازيل.
و خلال القمة ، تفاوض ماكرون ورئيس تشيلي سيباستيان بينيرا مع الدول الأخرى لإتاحة مبلغ 22 مليون دولار أمريكي كتمويل طارئ لدول الأمازون للمساعدة في مكافحة الحرائق.
رد بولسوناروعلى الإنتقادات الدولية
وردا على الرأي العالمي ومنظمات البيئة قال بولسونارو:
أن إزالة الغابات ضروري لإعادة بناء الاقتصاد البرازيلي ، وأن بيانات المعهد الوطني للملكية الصناعية قد تم تزويرها كجزء من حملة تضليل ضد إدارته.
كما قام بولسونارو بفصل مدير المعهد الوطني للإحصاء وذلك في أوائل أغسطس بعد أن ذكرت الوكالة إحصائيات أظهرت زيادة في إزالة الغابات في البرازيل.
و في 22 أغسطس تحدث رئيس البرازيل عن عدم قدرة البرازيل على مواجهة تلك الحرائق الضخمة وأنها لا تملك الموارد التي تقضي بها على حرائق الأمازون خاصة وأن تلك الغابات مساحتها أكبر من مساحة أوروبا
وفي نفس الوقت رفض بولسونارو وحكومته أي إشراف دولي على الموقف ، وأنه سيرفض هذه الأموال للبرازيل معتبرين أن تعليقات ماكرون لها “لهجة مثيرة” وتتهمه بالتدخل في شؤن البرازيل الداخلية،قائلا بأن ماكرون يجب عليه أن يهتم بحرائقه الداخلية قبل أن يتواصل دوليًا
كما أدان وزير خارجية بولسونارو النقد الدولي لرد فعل بولسونارو على حرائق الغابات ، واصفًا إياه
بأنها “معاملة وحشية وغير عادلة” تجاه بولسونارو والبرازيل.
و قال أن: “حكومة الرئيس بولسونارو تعيد بناء البرازيل” ، وأن الدول الأجنبية كانت تستخدم “الأزمة البيئية” كسلاح لوقف هذا إعادة البناء.
اعتبر الجنرال إدواردو فيلاز بوس ، القائد السابق للجيش البرازيلي ، أن انتقاد قادة العالم مثل ماكرون ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يمثل تحديًا مباشرًا “للسيادة البرازيلية” ، وقد يحتاج الأمر إلى مواجهته بالرد العسكري.
عقوبات على البرازيل
ونتيجة لتلك الردود السلبية والساخرة أحيانا من حكومة البرازيل على تصريحات الدول بشأن الأزمة و
مع استمرار حرائق الغابات ، صرح كل من رئيس وزراء فرنسا ورئيس الوزراء الأيرلندي ليو فارادكار بأنهما سيرفضان التصديق على إتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي وميركوسور، (وهي كتلة تجارية من الأرجنتين والبرازيل وأوروغواي وباراغواي) ما لم تلتزم البرازيل بحماية البيئة.
اقترح وزير المالية الفنلندي ميكا لينتيلا فكرة حظر الاتحاد الأوروبي على واردات لحوم البقر البرازيلية حتى تتخذ البلاد خطوات لوقف إزالة الغابات.
“القوة الوطنية ترسل 30 من رجال الإطفاء للعمل ضد حرائق الأمازون” – فيديو نشرته حكومة بولسونارو في 25 أغسطس 2019
مع زيادة الضغط من المجتمع الدولي ،ونتيجة لتلك التهديدات بدأت الحكومة البرازيلية بالتحرك رويدا و بدا بولسونارو أكثر استعدادًا لاتخاذ خطوات استباقية ضد الحرائق. حيث تعهدت الحكومة الفيدرالية بأكثر من 44000 جندي برازيلي للمساعدة في إخماد الحرائق ، وتم إعادة تخصيص تمويل إضافي بقيمة 38.5 مليون ريال برازيلي من قبل وزارة الاقتصاد لوقف الحرائق.