رأيت النور في حُلمي
نظرت إلى الآفاق كي أرى النور يمحو الظلم، ولكن بصري عاد مرتجفاً
وأخبرني بأن الظلام قد ساد الكون حتى أصبح النور كالنقطة التائهة في بحر عظيم الّلُج
حزنت ولكن قلت في نفسي سألقي نظرة على هذي الوجوه
لعلي أرى النور فيها متنقلاً من وجه إلى وجه
وياليتني ما نظرت ولا رأيت وجوههم فقد جسدوا ليّ الظلام لا النور ولا الضوء
ماذا رأيت ؟ … ماذا عرفت ؟ …. ما كل الوجوه التي مُلئت بالسواد ؟ …
ما هذي القلوب التي كالحجارة بل أقسى فلا تلـــــــنِ
رأيت الشحناء والبغضاء !! ….. رأيت الكره .. بل القتل والتدمير والعبث !!
رأيت الأخ قد ضرب أخاه .. بل عاداه .. بل إن شئت قل قتله ، ثم رماه بلا قلب بلا رحم
رأيت فواحشاً صغرت في أعين البشـر لا يلقوا لها بالاً ، ولا يستمعون للنصح ولا الرشد
رأيت السرق والنهب .. رأيت الكبر والعجب .. رأيت نفاقاً قد ساد حتى أصبح الصدق غير مميز من كثرة التدليس والكذبَ
أين هو ؟!! … أين أجد ذلك النور الذي يشع سجاه حتى يملأ الآفاق ضوءاً باهراً
ويرى به الأعمى الحق جلياً واضحاً مثلما يرى الشمس
يئست … ولما يئست وفاض بي الكيلَ .. ذهبت إلى نومي لعلي أراه هناك بعيداً عن عالم البشر
وفي حلمي .. رأيت شعاعاً مثل مصباحِ متوهج صغير .. إلا أنه قد أضاء الكون من حولي
فذهبت مسرعةً إليه كي أراه ، وأرى مصدره كي أخبر البشر بالنور الذي قد أضاء له الكون
ومنيت نفسي أن قد يتخذون من نصحي دليلاً لهم في دنيا اللهو واللعب
وما إن إقتربت حتى رأيته بكل وضوح … بكل صفاء .. ينبض مثلما ينبض القلب
لقد عرفته ، نعم عرفته .. إنه النور.. إنه الفرقان والقرآن والذكـر
هذا هو النور الذي تمنيت رؤيته … هذا هو الشعاع الذي سيضيئ هذا الكون ويمحو الظلم والعتم
وصحوت من حلمي وقد أضاء النور في قلبي … ومن فرحتي وددت أن أخبر البشر كُلّهُمُ بهذا السر الذي يُضيء القلب والوجدان والعقل
ولكنها حكمة الله .. أن يكون النور والظلمات سبيلان متصارعان في دنيا الورى وعلى هذه الأرض
بـــــــــــــــــــــــقلـــــــــــــــمــي