سؤال وإثنان يجيبون عن مصير الإخوان المسلمين !!
بدأ حوار طويل بسؤال قد تطرق الي ذهني في الايام الأخيره ، ببساطه هو سؤال عن الوضع السياسي الراهن وحالة الغضب ، كان سؤالي “عن هدف جماعة الاخوان المسلمين ، من استمرارهم في تأدية دور المجني عليه المظلوم منذ قديم الأزل وكانهم ولدوا في اطار هذه الجماعه ؟ ولماذا حين تعاطف المجتمع معهم في فتره من الفترات التاريخيه لم يتخلصوا من هذه العقده النفسيه ؟” ، شغل بالي هذا السؤال في الفتره الاخيره ربما بسبب تعرضي لشخصيات تنتمي الي هذه الجماعه ولكنهم عقليات ناضجه وواعيه ، ولكن حين يأتي ذكر الجماعه والأخطاء التي ارتكبوها في إداره البلد واقحامها في الأزمات الراهنه ، كانت هذه الشخصيات تستند علي تاريخ عبد الناصر وسجونه ومدي الظلم الذي قد تعرضوا ، وتستند الي بعض ايات القراّن الكريم التي تتحدث عن نصرة المؤمنين وصبرهم وهروب اعداءهم ،
قدمت هذا السؤال وليس كفخ حقيقة ، الي اثنان من اصدقائي المغرمين بالمناقشات وان كان احدهم استريح جدا للمناقشه معه في السياسه تحديدا ، طرفي الحديث هما محمد و احمد ، فالقيت بسؤالي او مطالبتي بالنقاش امامهم ، فرد اولا صديقي محمد موضحا ان حسب وجهة نظره الجماعه تعاني من حاله انحصار داخل تاريخهم القديم وما مروا به من اضطهاد في مرحلة حكم جمال عبد الناصر ، وهي شبيهه لمشكله القوميه اليهوديه مع الحفاظ علي الفروق وعدم المساواه طبعا ، وانه يعترف وليس بوضوح باخفاق هذه الجماعه في اداره مصر ، وارجع هذا الي ما يعانوه من نظرية المؤامره ، واختلافهم ، فسألته : اذا كانت اهدافهم سياسيه بحته وان كان بها جانب صغير من تحقيق الشريعه في مصر لماذا لا يعلنوا صراحة انهم لا ييكأون علي الدين حتي يصلوا لقلوب الناس ، فكان رده ، ان هذه هي العقيده التي قد نشأت عليها الجماعه منذ تأسيسها علي يد البنا رحمه الله ، وان هذه النزعه بدت واضحه ربما بسبب تأثر البنا بسقوط الخلافه الاسلاميه حينها في معظم الدول ، وانه يتوقع ان تتاكل هذه الجماعه ذاتيا بعد فتره ما ولا يعلم ما الخطوه السابقه للتاكل هل انهيار او نجاح ولكن هذا الفكر سيختفي تدريجيا ، ورفض ايضا ان يسقط الاخوان وليس هناك بديل يصلح للتولي بدلا منهم ، واذا كان لا يضمن ان تنجح حركة تمرد الجديده اذا لابد من عدم المغامره مره اخري .
اما أحمد فهو كان شديد الغضب والانفعال من الوضع الراهن وواثق كل الثقه انه لابد من تغيير هذا النظام الذي يسعي كل السعي الي الهيمنه علي كل ازرع البلد ، وتلجيم عقول الشعب نفسه ، واعتمادهم علي اسلوب السخريه واللامبالاه ، وعدم المصدقيه ، وقال ان اساس اعتراضه علي حكم هذه الجماعه اولا اعتمادهم علي الدين وليس استعانتهم به بل هيمنتهم عليه وكانهم ينسبون الدين اليهم وحدهم حتي من خلال تسميتهم بجماعه الاخوان المسلمين ، فمن رأيه ليس هم وحدهم المسلمين فقد نشأوا في مجتمع اسلامي ، ثانيا يري انهم لا يمثلون الاسلام بالمره ، ان كان هناك سفراء للاسلام فحتما لن يكونوا هم ، ويقول انه قد كان من المتعاطفين مع الجماعه قبل تسلقهم جدران الرئاسه اما الان فقد فقدوا هذا التعاطف حتي من رجل الشارع الغير متعلم ، وان ما يحكمهم كحكام هو الشارع وليس غيره ، حركة تمرد هي طوق النجاة الوحيد للخلاص من هذه الجماعه ، واشار ان هذه الجماعه ستكون ناجحه ان ادت دور المعارضه لان المعارضه تملأ الأذان بالكلام ، وهذا ما يفلحون به وان كانوا يسيرون بمبدا خالف تعرف .
استمعت الي ردودهم السديده في الواقع وان كان الاختلاف بينهم ملحوظ ،وعارضوا بعضهم بإنفعال في بعض الاحيان ، واتفقت مع كلاهما في عدة نقاط واختلفت ايضا مع كلاهما في نقاط اخري ، وان كنت اميل اكثر الي رأي محمد ربما لاننا من اصحاب القلوب الضعيفه التي لا تهوي المغامره وتخشي ان تفشل المحاوله ، ولكن هذا الحوار والغضب الواضح من طرف أحمد هو السائر في مجتمعنا اليوم ، ولا زلنا لا نعلم مصير الجماعه المظلومه المقهوره تاريخيا !!!