فقد روى أنس بن مالك عن النبي محمد قوله: ” الجنة تشتاق إلى ثلاثة: علي وعمار وسلمان”
إن البشرية أضاءت بصحابة رسول الله صلي الله عليه و سلم الذين أظهروا أنبل ما في الجنس البشري
من قيم و فضائل و أخلاق بعد الأنبياء.
في هذا المقال نحن مع سلمان أو كما كان يدعي ” بوذخشان”
من هو سلمان الفارسى؟
هو صحابي ومولى للنبي (ص)، وأحد رواة الحديث
كان سلمان فارسيا من أصبهان و كان والده ” دهقان” حارس للنار و قد إجتهد في تعليم سلمان ديانة المجوسية ليخلفه فيها و يكون كاهنا في المعبد و مقربا من كسرة.
و قد حكي سلمان قصته إلى عبد الله بن العباس و فيها خبو عظيم و كيف أن المرء سليم الفطرة يبحث عن الحق بكل ما أوتي من قوة و يحاول في سبيل ذلك ما إستطاع و يضحي بكل غال و نفيس.
ما هي قصة إسلام سلمان الفارسي؟
فقد كان سلمان منعما مكرما لكنه في يوم مضي في حاجة له فوجد كنيسة و سمع صلاة أهلها و أعجب بها ،
و أنكر عليه والده هذا الإعجاب فحبسه و قيده في المعبد لكن سلمان رأي أن وقت البحث عن الحق قد بدأ،
فهرب من والده و إلتحق بقافلة إلى بلاد الشام .
و هكذا تبدلت حاله من عزيز في قومه إلى مشردا بائسا لكن هو في الحقيقة أصبح غاليا حرا طليقا بروحه
التي طلبت الحق و فضلته علي الدعة و النعيم و هكذا صار برحلته يتنقل من الشام إلى الموصل من هذا القسيس إلى ذاك و هم يرسلوه واحدا تلوا الآخر لبعضهم حيث الدين القويم.
حتي بشروه أن هناك نبيا سيظهر في جزيرة العرب فقدم لها و أنتظر النبي حتي رآه بأماراته
لا يأكل الطعام من الصدقة و يقبل الهدية و عليه خاتم النبوة فآمن الرجل الكريم و أخيرا و جد ما كان ينشد إليه من حق و نور و هدي و فلاح.
دور سلمان في الإسلام
و كان لسلمان الفارسي دوراعظيم في حياة النبي صلي الله عليه و سلم دعوة و جهادا و رواية
عن النبي صلي الله عليه و سلم .
فقد روي عنه ( عبد الله بن عباس وأنس بن مالك وأبو الطفيل وأبو عثمان النهدي وشرحبيل بن السمط
وأبو قرة وغيرهم الكثير).
و لما سئل سيدنا سلمان النبي صلي الله عليه و سلم عن القساوسة الذين كانوا معه
نزلت هذه الآية فقد كان هو سبب نزولها
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ
عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ )
ما هي منزلة سلمان الفارسي عند النبي صلي الله عليه و سلم؟
و قد كانت له منزلة عظيمة عند رسول الله صلي الله عليه و سلم
فقد روى أنس بن مالك قول النبي محمد: «أنا سابق ولد آدم، وسلمان سابق الفُرس»
و قال عنه النبي(ص) أيضا ” سلمان منا آل البيت ” وذلك عندما تحاجج المهاجرون والأنصار في سلمان الفارسي في يوم الأحزاب في غزوة الخندق، وكان كل منهم يقول: «منا سلمان» فرد النبي: ” سلمان منا أهل البيت ”
وفاته
توفي سيدنا سلمان في العام 33 من الهجرة زاهدا ورعا تقيا بعدما شهد غزوات الرسول
و أدلى فيه بأفكاره و خبرته كما كان يوم الأحزاب.
مات وهو يتصدق بخراجه و يصنع أوعية و مكاتل يقتات بثمنها .إنه سلمان الباحث عن الحق.