مما لا شك فيه أن كل فرد منا يرغب في أن يتمتع بصحة جيدة، تمكنه من فعل كل ما يريد و لا تقف كعائق أمامه للوصل إلى هدفه المنشود، فمن منا لا يريد أن يعيش في سلام و ينعم بالهدوء وراحة البال؟ من منا لا يريد أن يتخلص من الضغوطات اليومية التي يتعرض لها سواء كانت في دراسته، أو في عمله، أو حتى في حياته اليومية؟ بالطبع و بلا أدنى شك جمعينا يريد الوصول إلى هذه المرحلة و إلى هذا الصفاء الذهني، و لكن السؤال هنا كيف؟ سوف أخبركم بمنتهى البساطة أننا يمكننا تحقيق ذلك عن طريق” ممارسة الرياضة” نظراً لما لها من مفعول السحر في تحسين حياة الأفراد بل و المجتمعات بأكملها، و فوائد ممارسة الرياضة عديدة أيضاً و سوف نتناول هذا بقدر من التفصيل في هذه المقالة.
تعريف مبسط لماهية الرياضة و نشأتها
إن الرياضة هي أي نشاط يتطلب مجهودًا نفسيًا بدنيًا من جانب من يقومون به، ففي الرياضة يتم دمج عنصرين معًا: من ناحية لدينا الجهد البدني المطلوب، و من ناحية أخرى لدينا الجانب الترفيهي الذي ينتج من المتعة في ممارسة تلك الرياضة المفضلة للشخص ذاته.
و ترجع نشأة الرياضة إلى الأصول المصرية، حيث أكتشف الفراعنة قديمة فوائد ممارسة الرياضة ، حيث تدل الآثار المصرية على أن المصريين القدماء كانوا يمارسون أنواعاً من الرياضة منها المصارعة و الرقص، و لا شك أن الرياضة أثبتت نفسها كعامل مهم لتدريب المحاربين.
و في كثير من اللوحات ظهرت صور فراعنة مصر و هم يمارسون صيد الأسود و الغزلان بالقوس أثناء ركوبهم عرباتهم الحربية، و غيرها من الأنشطة الرياضية المختلفة.
و قد استوحيت العديد من الرياضات من الأنشطة التي قام بها الإنسان البدائي كمطاردة الفريسة فقد استوحي منها رياضة العدو و الرماية، و أيضاً استوحيت رياضة القفز من قفز الأنسان البدائي لتفادى الكوارث الطبيعية، و كذلك أستوحيت رياضة السباحة من قيام البدائيين بالسباحة في الماء لصيد السمك للحصول على الطعام، و أخيراً و ليس أخراً ظهرت رياضة ركوب الخيل من استخدامهم الخيول في التحرك و التنقل.
أنواع الرياضات المختلفة
تختلف الرياضات و تتنوع حيث يوجد الكثير منها و لا يزال يظهر منها الجديد حتي وقتنا هذا، و كذلك يمكن تقسيمها و تصنيفها حسب عدد اللاعبين، والفئات الرئيسية الثلاث للرياضة هم (الرياضة الفردية، و الرياضة المزدوجة، و الرياضة الجماعية).
فالرياضة الفردية هي تلك التي يقوم بها الفرد بمفرده دون وجود أي أشخاص آخرين معه، أما الرياضة المزدوجة هي تلك التي يتشارك فيها اثنان من اللاعبين معاً، أما بالنسبة للرياضة الجماعية هي تلك التي تشمل فريق بأكمله من اللاعبين.
و سنقوم الآن بسرد مجموعة من أنواع الرياضات التي تشمل الفئات الثلاثة السابقة:
- كرة القدم.
- كرة الطاولة.
- كرة السلة.
- التنس.
- الإسكواش.
- السباحة.
- المصارعة الحرة.
- سباق السيارات و ركوب الدراجات النارية.
- اليوغا.
- الجولف.
- رفع الأثقال.
- القفز.
- العدو.
- الرماية.
فوائد ممارسة الرياضة في حياتنا اليومية
هناك العديد من الفوائد الظاهرة لممارسة الرياضة و التي تتمثل في تعلم كيفية التعاون مع الأشخاص في مهمة أو هدف معين، حيث يفهم الأشخاص الذين مارسوا الرياضة كثيرًا كيفية العمل مع الآخرين، و كيفية الحصول على أفضل النتائج من الناس و مساعدتهم على إنجاز بما يقومون به على أفضل وجه.
و ذلك من أجل الفوز باللعبة، كما أن الرياضة تلعب دوراً بارزاً في تشجيع الناس على وضع الخلافات و الحقد و عدم التوافق الشخصي بعيداً عن حبهم و ممارستهم لنفس اللعبة.
فهم يتعاونون مع أشخاص غرباء عنهم تماماً و ذلك في نطاق كونهم في فريق احد، وهذا بدوره يعزز من رقع قدرات الإتصال و التفاعل بين الناس و يمكنهم من إقامة علاقات اجتماعية نافعة و بناءه، هذا فضلا عن تعزيز صفة التعاون بينهم من خلال لعبهم كفريق واحد يسعى إلى نفس الغرض و الهدف ألا و هو الأنتصار.
كما أن التعامل مع المحن و ما يترتب عليه من بناء الشخصية هو فائدة أخرى يربحها المرء من ممارسة الرياضة مع أشخاص آخرين.
الروح الرياضية
الأناس بطبيعتهم يتعرضون إلى الصعوبات و المشاكل في حياتهم سواء كانت المهنية أو العائلية أو حتى في تعاملاتهم مع المجتمع، و هذا هو الحال ذاته في ممارسة الفرد للرياضة، فهي تعمله الصمود و القوة، تعلمه أيضاً التمتع بروح رياضية و تقبل فكرة الهزيمة أو الخسارة، كما أنها تنزع من داخله الشعور بالغيرة أو الحقد بل و تنمي شعور بداخله أخر أسمى و أعلى ألا و هو شعور المنافسة الطيبة، فكل منا بلا شك لا يفضل الهزيمة و يرغب دائماً في الانتصار، و لكن هذا لا يعني بأن نشمت في هزيمة المنافس أو نحقد على انتصاره.
كل تلك الفوائد تأتي ضمن الفائدة الأساسية لممارسة الرياضة و هي تحسين الوظائف الفسيولوجية لأعضاء الجسم و تحسين وظائف الكائن الحي بأكمله، فالرياضة تسمح بالحفاظ على صحة و سلامة العقل و الجسم، كما إنها أفضل علاج للعديد من الأمراض، فالرياضة بلا شك تطيل حياة الناس و تجعلهم أكثر نشاطًا و رضا عن الحياة بشكل عام، فإذا كنت ترغب في الوصول إلى أكبر الأهداف في مجال الرياضة، فمن السهل بناء مهنة رياضية احترافية رائعة إذا كنت تدفع ما يكفي من الوقت و الجهود، و عندما تتمكن من التحكم في جسمك و جعله أقوى كل يوم، يمكنك حينها أن تكون راضي تمامًا عن أداء جسمك و عقلك.
دور الشخصيات الرياضية البارزة في المجتمع
تحتاج الأمة دائمًا إلى أبطالها حتى يكون لديهم شخص ليكون نجمًا توجيهيًا للجيل الشاب و ذلك لكي يسيروا على خطاه ويتخذونه بمثابة قدوة لهم، وذلك حيث تظهر العديد من الشخصيات الرياضية البارزة التي تثبت بجهودها و عملها الشاق أن كل شيء يمكن في الحياة و أنه لا يوجد معنى لكلمة مستحيل، فهولاء الأشخاص يمنحونا دافعًا قويًا لممارسة الرياضة وأن نتخذ القرار، وكذلك أن نصبح أفضل كل يوم، وذلك يأتي من خلال تشجيع المشهورون من هولاء الرياضين للشباب، و كذلك تحديد و توضيح المزايا الخاصة بكل لعبة.
ولعل أبسط مثال لذلك هو اللاعب المصري العالمي محمد صلاح ودورة الهام دائما في توعية الشباب و تنمية الجيل القادم.
فمما لاشك فيه أننا عندما نرى تلك النماذج المشرفة ينشط بداخلنا دافع المحاولة و التجربة، و ذلك لأننا إذ فكرنا قليلاً سنجد أن هولاء الأبطال كانوا أشخاص مثلنا و لكنهم فقط سبقونا بإتخاذ الخطوة، وهذا يعني أنهم إذ استطاعوا و نجحوا في الوصول فباتالي يمكننا نحن أيضاً تحقيق ذلك بمزيد من العزيمة والإرادة.
وفي النهاية يمكننا القول أنه على الرغم من أن الكثير من الناس يعتبرون الرياضة نشاطًا ترفيهيًا فقط ولذلك لا يعطوها الإهتمام المطلوب، إلا أنه كما ذكرنا لا تقتصر الفائدة فقط على الجانب الترفيهي، فوائد ممارسة الرياضة عديدة، فالرياضة تلعب دوراً غاية في الأهمية في أكثر من جانب، سواء كانت جوانب صحية و بدنية أم جوانب نفسية، لهذا وجب على الجميع الإهتمام بها و تحديد وقت مخصص لها على مدار اليوم حتى و لو كانت ساعة واحدة، فالرياضة هى أساس الجسم و العقل السليم، و كذلك هي أساس للنفسية السوية و المتزنة.
