في رمضان مصر لا تنام
شهر تجديد العهد مع الله
شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ” _البقرة_
رمضان هو شهر الصيام ركن من أركان الإسلام الخمسة التي لا يقوم إسلام المرء
إلا بها ، شهر عبادة و سعي إلى الله ، شهر القرآن والاوردة و الأذكار
شهر العبادة و وصل حبل الله الذي إنقطع و تجديد العهد مع الله.
فيه ليلة خير من ألف شهر هي ليلة القدر الذي أنزل فيها القرآن ليكون معجزة
للنبي صلي الله عليه و سلم كتاب من السماء فيه ما أعجز بيان العرب و أخرس ألسنتهم الحاقدة و أظهر الحق و ازهق الله به الباطل ، فيه من الآيات و أخبارالأولين
و أحكام المسلمين و نعيم أهل الجنة و وعيد أهل النار .
“ِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ -القدر-
رمضان عند المصريين
و أن استقبال هذا الشهر يكون خصوصيته عند المسلمين في سائر بقاع الأرض
فهو شهر يأتي بنفحاته و خيراته و مشاعره الدافئة التي تطغي علي كافة النفوس
فتذهب عنها كل خبث .
و للمصرين عادتهم الخاصة في استقبال هذا الشهر الكريم فه عندهم ليس مجرد شهر عادي و لا تتجلي فيه صورة العبادة فحسب بل مناسبة اجتماعية لإزالة الأحقاد
و الضغائن و إقامة المجالس و المآدب و المسامرة و بعيدا عن صحة ذلك
من عدمه لكن سيظل هذا النسق المصري في شهر رمضان مختلفا و متفردا
عن باقي المسلمين في العالم .
تمشي في الشوارا فتجد الزينة التي ملئت أركان اابيوت و الشوارع و الفوانيس
التي أصبحت كالنجوم فوق البيوت و الأبنية و العمارات و بين أيدي الأطفال ،
و تري الزخارف و النقوش و الألوان و المصابيح التي ملئت أعمدة المساجد .
حتي ألوان الطعام و الشراب تختلف في رمضان بمصر عن غيره،وموائد الرحمن
التي تنتشر في جميع محافظات مصر بل في القرى والنجوع أيضا.
و رمضان في مصر هو فرصة لرؤية من لا نراهم منذ فترة فتري كل عائلة تقوم بإعداد مأدبة ضخمة تدعوا فيها الأحبة ة الصحبة ” عزومة” يوما في الشهر يتبادل فيها الناس الحديث و السؤال و الأخبار و تتكرر هذه العزومة في كل بيت علي مدار الشهر حتي أنك تشعر أن غالب المصريين لا يفطرون في بيوتهم إلا أياما معدودة فقط .
و أن كان اهتمام المصريين بما هو إجتماعي كبير في رمضان إلا أنهم يهتمون كذلك بالطقوس التعبدية من صلاة التروايح و القيام فتجد المساجد قد حدثت مكبراتها و أعد القراء أنفسهم للصلاة كل بالمراجعة و الحفظ حتي إنك تجد في بعض المساجد
هناك أكثر من إماما لصلاة التراويح يتبادلونها ليلة ليلة أو ركعتين ركعتين و تقام المسابقات الدينية لحفظة الكتاب و الأحاديث .
القاهرة لا تنام في رمضان
تمشي في شوارع مصر ليلا و تحسب نفسك في وسط النهار من شدة الأضواء و عدد الناس فالقاهرة لا تنام أبدا في رمضان ، و هناك الطقس الأهم للشباب هو مسابقة
كرة القدم ” الدورة الرمضانية” التي هي الأخرى أصبحت عادة لدي شباب مصر
ممارسة الكرة في شهر رمضان الكريم . أن رمضان هو شهر الخير بحق
كل شئ فيه ممتع كل شئ فيه بمذاق خاص ، كل شئ فيه يدعوا للحياة حقا رمضان كريم .