قطار الصين فائق السرعة
أصبحت شبكة السكك الحديدية فائقة السرعة في الصين أكثر القطارات ازدحاما في العالم بصورة يومية حيث يستخدمها ما يزيد على 1.3 مليون شخص لأنها تربط المدن الرئيسية الصينية ببعضها ويقول العديد من رجال الأعمال أن السفر داخل الصين بالقطار أسرع وأكثر راحة من الطيران الداخلي.
افتتحت أحدث شبكة قطارات الصين بين بكين ومدينة ووهان بوسط الصين في كانون الأول/ديسمبر الماضي . واكتملت وصلة القطار فائق السرعة بين العاصمة الصينية بكين ومدينة قوانغتشو القريبة من هونغ كونغ . ويستغرق خط السكة الحديدية بين قوانغتشو وبكين والذي يمر خلال المناطق الأكثر اكتظاظا بالسكان في الصين حوالي 22 ساعة، والآن مع القطار السريع فإن نفس الخط يستغرق ثمانية دقائق فقط . ويسافر يومياً 150 قطار يقف كل منهم 35 مرة فقط في أماكن مختلفة.
القطارات فائقة السرعة في الصين حديثة جداً ومريحة، فهي تتمتع بشبكات WiFi وكذلك شبكات المحمول طوال الرحلة. وقد يحصل كل الركاب على الكهرباء أيضا إذا احتاجوا لها وسعر التذكرة يقل عن سعر تذكرة الطيران الداخلي المتوسطة. وبالإضافة إلى ذلك فإن تشغيل القطارات دائماً يكون في الموعد المحدد بينما يكون هناك تأخير كبير أحيان كثيرة في المطارات الكبرى في الصين
منذ منتصف العقد الماضي قامت الصين بشراء تكنولوجيا السكك الحديدية من الخارج . وتولت الحكومة إدارة جميع الخطوط الرئيسية حيث قامت بتحويل ما يقرب من 10 آلاف كيلومتر من السكك الحديدية العادية إلى خطوط عالية السرعة. بدأت القطارات السريعة العمل في عام 2007 وقد بنيت أكبر عدد من أميال السكك الحديدية في العالم في العقود الأربعة الماضية. ويرى الركاب الذين قاموا بتجربة القطارات الأوروبية واليابانية أن القطارات الصينية أكثر سلاسة وأسرع من كليهما.
كذلك أدى البناء السريع لشبكة القطار فائق السرعة إلى كثير من الانتقاد. فيقول خبراء النقل أن بعض القطارات ليست آمنة بما يكفي، وتسافر بسرعة شديدة تصل إلى 380 كيلومترا في الساعة، ثم تنخفض بسرعة عند التوقف مما يشكل خطراً كبيراً على الركاب . ففي عام 2011 تسبب حادث للقطار فائق السرعة عن مقتل 40 شخصا.
وتصاعدت بعض التساؤلات عما إذا كانت مشاريع النقل في الصين تزداد بشكل سريع جداً. حيث أن مشروع البنية التحتية في البلاد والذي تنفق الحكومة الصينية عليه حوالي 300 بیلیون دولار وهو إحدى مشاريع الشبكة عالية السرعة التي سوف تصل إلى 25 ألف كم بحلول عام 2020
وكان رد فعل شركات الطيران الصينية تجاه الخسائر التي لحقت بها من القطارات فائقة السرعة أن قامت بخفض عدد الرحلات القصيرة الداخلية وقدمت عدد أكبر من الرحلات الطويلة للخارج ، وبهذه الطريقة يمكنها زيادة أسواقها في الخارج ، لأن القطارات فائقة السرعة تعمل على نقل الركاب المواطنين داخل الصين فقط.