كيفية حماية حدود حريتى
فى ظل التقدم التكنولوجي الرهيب وإستخدام الهواتف الذكية المفرط .وإنتشار فكرة وضع جوانب كثيرة من حياتى الشخصية على صفحات مواقع التواصل الإجتماعي. وهو بالطبع حق مكفول لإى إنسان. فأنا حر تماماً فيما أريد فعله بحياتى ولكن أدى هذا إلى قدر من الضياع لحدود حريتى لم يعد كل منا يدرك جيداً ما هى حدوده وحدود الأخرين. وإذا تجاوز البعض فكيف أحمى حدود حريتى؟
ما المقصود بكلمة الحدود؟
فى البداية لابد من تعريف فكرة الحدود.والمقصود هنا هى أوقاتى ،إختياراتى ،تفاصيل حياتى ،عملى،طريقتى فى التعامل مع أولادى أو زوجى أو جميع أفراد أسرتى ،الأوقات المسموح فيها بإستقبال الضيوف أو حتى التحدث عبر الهاتف .كل هذة الأمور ومثيلاتها هى حدودى التى يجب حمايتها من التدخل
أو أن تصبح حياتى مشاع بلاضابط. وحينها سيتملكنى الضغط النفسى والإكتئاب .
وبالطبع فى نفس الوقت عليا إحترام حدود الأخرين . وبالمناسبة لن أتمكن من حماية حدودى ما دمت لا أحترم حدود الأخرين.
مواقع التواصل الإجتماعي وإختراق حياتى
لا يعنى نشر بعض الجوانب من حياتى على مواقع التواصل الإجتماعي أنه أصبح من حقك مناقشتى فى هذة التفاصيل واختراق حدود حريتي . وتوُقع ما وراء الصورة وما لم أنطق أنا به.
والنوايا التى قد تكون بداخلى وقتها. وتخمين الأفكار برأسى لمجرد مشاركة بعض الإقتباسات والجمل. وإن فعلت ذلك فى صمت فأنت حر ولكن لا تناقشنى فى الأمر أو تتحدث به عنى فهذا غير منطقى وغير عادل بأى شكل من الأشكال.
كن حاسماً ولكن بأدب
وبالطبع ما تحدثنا عنه أصبح ثمة لكثير من الناس فأنت تجد أن الناس تعرف عنك ماليس فيك وتعاتبك على ما لم تقله.وتحاسبك على مجرد الظن بأنك فعلت هذا أو ذاك .
وأقترح عليك فى هذة الأحوال أن تكن حاسما ولكن بأدب عند مناقشة أحدهم لك على شئ غير قابل للمناقشة .
عليك القول مثلا :
آسف ولكن هذا الأمر لا أحب التحدث فيه .
أو لا أعتقد أنه من الصواب مناقشة مثل تلك الأمور.
وإذا وجدت من ترصد الأخبار من مجرد صورة وسألك بعبقرية يُحسد عليها مثلا
كيف ذهبت لهذا المكان من دون علمى؟
فعليك الرد : أنا غير مطالب بقول ما لم أُرد قوله.
وهكذا فليس من واجبك تقديم تقرير لكل واحد بما تفعل لمجرد أنك أردت مشاركة صورة.
ساعات يومك
من أكثر الحدود المعرضة للإنتهاك هى ساعات اليوم .فكل واحد منا يقرر تقسيم ساعات يومه بالطريقة المناسبة له .ولكن ليس من المنطقي أن تقرر زيارتى أو التحدث معى فى الهاتف فى الوقت الذى يناسبك.وإن حدث هذا فعليك الرد بنفس الحسم
على سبيل المثال: آسف فأنا لا أستطيع التحدث الآن هل يمكننا الحديث فى وقت أخر؟
إن كانت زيارة فعليك إنهائها سريعا والتلميح أنك مشغول ولم تكن تفضل هذا الوقت للقاء.
فمن الطبيعى الإتصال والإستئذان قبل الزيارة وليس من الحب أو العشم والقرب فى شئ أن أقتحم حدودك وأزورك بلا إستئذان.
طريقة التعامل مع أفراد أسرتك
أيضاً الكثيرين ينتهكون حدود طريقة المعاملة مع الأشخاص بصفة عامة وأفراد الإسرة بصفة خاصه .كأن تجد مثلا الأمهات والجدات ينتقدن الأم الصغيرة فى تعاملها مع طفلها بطريقة دائمة .أو الأم تنتقد الزوجة أو الزوج فى طريقة تعامله مع الشريك.
لابد من توضيح أنه ليس من حق أى أحد التدخل فى طريقة تعامل أى شخص بآخر إلا أحد الطرفين .أما من هم خارج العلاقة فلا علاقة لهم بالأمر وعند تدخلهم يجب لفت نظرهم بلطف أنك لا تقبل النقد بخصوص هذا الأمر.
وأخيراً لا يعنى هذا أن أصبح شخصا كريها .
ولكن بلطف وأدب سيعتاد من حولى أنى لا أقبل التدخل فى حياتى وإنتهاك حدودى وفى المقابل لا أقترب من حدود الأخرين.