ما بين الموت والحياة
أيها الموت إنك ضيف ثقيل لا أحد يود أن يفتح لك بابه ولا أحد يريد أن يستقبلك ولا أحد يرغب بوجودك , لكنك تدخل دون استئذان فلا خيار لنا فى رفضك وإن اعترضنا لا فائدة من ذلك , فكل البيوت تدخلها وكل الأحباب تاخذهم معك وساعة رحيلك.
نبكى ونحزن نُصدم ونتألم و تمضى فى طريقك غير مكترث بما فعلته بأنفسنا تمضى حتى دون وداع لا تنظر وراءك , لا تشفق على أحد ولا تهتم لأمر أحد .
عذراً أيها الموت فأنا لا ألومك ولا حتى أُعاتبك أعلم أنك مأموربذلك وشأن لك مثلك مثلنا تماماً, إنما فقط أرثو نفسى وأرثو من أخذت بطريقك وأرثو من خلّفت وحيداً تائهاً حزيناً لا يعلم ماذا ينتظره وأىُ مصيرٍ سيلقى .
إن كان الموت قاسياً هكذا فكيف هى الحياة تُرى هل ندرك الفرق بين الموت والحياة ؟ تُرى هل نعلم أياً منهم يسبق الأخر ؟
إن أردنا أن نعرف ما الجواب علينا أن نسأل من يموت !
ما الذى يشعر به ؟ وما الذى يفتقده ؟
اعلم جيداً أنه يرتاح من هذا العالم يرتاح من كل ضغوطه من همه وضيقه يلقى من فارقهم من قبل يرى الدنيا بعين تتحسر على سُكّانها يود لو أنه عاد يخبرهم حقيقتها يود لينبههم قبل فوات الأوان أعلم أنه يفرح بلقاء ربه وبقربه اعلم هذا جيداً , لكن من يحزن حقاً ويغرق فى بحرالهموم ليس من يأخذه الموت معه ؛إنما من تبقيه الحياة فيها ؛ من يتركه الموت ويأخذ أحبته ويرحل , من يبقى ما بين أمل وذكرى ؛ أمل يجعله يتمسك بالحياة وإن كانت مُرة وذكرى من غاب عن العيون وبقى فى القلوب .
إن أقسى ما يمر به الإنسان فى هذه الحياة هو الموت.
وعلينا أن نتقبله ونرضى بقضاء الله وقدره المقدر فينا وفى أهلنا وأحبتنا علينا أن نستعن بالله ونصبر على ما أصابنا عسى الله أن يرحمنا ويخفف من آلامنا ويطيب جروحنا .
واخيراً لا نقول إلا ما يرضى ربنا
” إنا لله وإنا إليه راجعون ”