مستويات التفكير لكل مرحلة من مراحل النمو وطرق التعلم المناسبة لها
يعتمد التعلم أولاً وأخيراً على التفكير، كما ترتبط طريقة التعلم ارتباطاً وثيقاً بمستوى التفكير. فالطفل في مرحلة الطفولة المبكرة يكون على مستوى معين من النمو العقلي يؤهله لنوع معين من التفكير، وهذا النوع من التفكير الذي يتمتع به الطفل يجب أن يراعيه المعلم عند اختيار الطريقة التي يتبعها في تعليمه.
– مرحلة الطفولة المبكرة: (3-5 سنوات)
في هذه المرحلة لا يستطيع الطفل أن يدرك المعاني المجردة أو العلاقات بين الموضوعات التي تشبع حاجاته الاجتماعية، وذلك لأن تفكير الطفل في هذه المرحلة من النوع الملموس الذي يعتمد على إدراك الموضوعات والأشياء الماثلة أمامه فقط.
وفي هذه المرحلة يتعلم الطفل عن طريق الاستجابة المباشرة للمثيرات، فالطفل في هذه المرحلة يستجيب لكل مثير على حده دون محاولة الربط بين المثيرات، وبمجرد اختفاء المثير تختفي معه الاستجابة، فهو.
– مرحلة الطفولة الوسطى:( 5- 8 سنوات )
في هذه المرحلة لا يستطيع الطفل أن يدرك الألفاظ أو الموضوعات المجردة تجريداً كاملاً، وذلك لأن تفكيره من النوع التجريدي غير الكامل، ويستطيع طفل هذه المرحلة في نفس الوقت أن يدرك العلاقات المكانية بين الموضوعات، فيعرف أن الكرة تستخدم في الملعب وأن الفوز في المباراة يتطلب وضع الكرة في مرمى الخصم، ورغم هذا فإنه لا يستطيع أن يدرك فكرة السبب والنتيجة أو العلة والمعلول إدراكاً صحيحاً.
ويستطيع طفل هذه المرحلة الاستجابة لأكثر من مثير في وقت واحد، ولهذا فهو فادر على التمييز بين المثيرات، ومن ثم يستطيع أن يدرك الخصم من الزميل وكرة السلة من كرة القدم. وطالما أنه على هذا المستوى من التفكير فإنه يتعلم عن طريق المحاولة والخطأ، لأنه يدرك نتيجة محاولاته فيحاول تكرار المحاولات الناجحة وتجنب المحاولات الفاشلة.
– مرحلة الطفولة المتأخرة : ( 9 – 12 سنة )
يستطيع طفل هذه المرحلة أن يدرك العلاقات بين الموضوعات المختلفة، لأنه يستطيع أن يفكر بطريقة تجريدية كاملة تقوم على اكتشاف مدى التشابه والاختلاف بين المثيرات وتعليل الظواهر، وفي نهاية هذه المرحلة يستطيع الطفل الربط والتحليل والتفسير والنقد والاستدلال نظراً لقدرته على تركيز الانتباه ولهذا يطلق علماء النفس على هذه المرحلة من النمو اسم المرحلة الذهبية لتعلم المهارات الحركية.
ونظراً لهذا المستوى من التفكير الذي يكون عليه طفل هذه المرحلة، فإنه يستطيع التعلم عن طريق الاستبصار الذي يتيح الحل لأنه يتمتع بالقدرة على إدراك الموقف بطريقة كلية واكتشاف ما يوجد به من عناصر متشابهة ومختلفة وما بين هذه العناصر من علاقات.
– مرحلة المراهقة والرشد :
يستطيع الفرد في هذه المرحلة أن يستوعب بسهولة القواعد والأسس والقوانين المنظمة للنشاط الرياضي، لأنه ينطلق بتفكيره إلى حدود لا نهاية لها، وتبدأ القدرة على التفكير الابتكاري تظهر بوضوح في هذه المرحلة من العمر. ولهذا يجب على المعلم أن يراعي ذلك في طريقة تعليمه، فيترك الفرصة للاعب أن يطلق ما لديه من أفكار، وأن ينقد ويحلل أفكار الغير دون قيود. ومن منطلق هذا المستوى من التفكير يتعلم المراهق والراشد عن طريق الاستبصار الذي يسبق الحل.