من هما كثير وعزة؟
عاشقان الدولة الأموية
إشتهر بين العرب قيس و ليلي و لكن القليل من سمع عن كثير و عزة
و هاعاشقان آخران كانا في عصر الدولة الأموية
كان كثير من المدينة وعرف بعشقه عزة بنت جميل بن حفص بن إياس الغفارية الكنانية
و قال فيها شعرا عظيما تحاكت به العرب و قد كان من الغريب علي العرب حينها أنه من يشتهر حبهما يمنعا من الوصل و الزواح و أنه لأمر شاق عصيب علي المحبين.
من هو كثير؟
هو كثير بن عبد الرحمن بن الأسود بن عامر بن عويمر الخزاعي
وأمه جمعة بنت الأشيم الخزاعية ، وقد توفي والده و هو صغير و كفله عمه و أوكله رعي الإبل في صحاري المدينة لما علم عنه أنه كان سليط اللسان منذ صغره فخشي عمه أن يسبب له المشاكل مع غيره من الصبية فأوكل له رعي الإبل في الصحاري ليكون بعيدا عن الناس.
حب كثير لعزة
أحب عزة حبا شديدا و أنشد فيها شعرا عظيما و كان يكنيها في شعره و يصفها
بأم عمرو ويسميها تارة الضميريّة وابنة الضمري نسبة إلى بني ضمرة بن بكر من كنانة .
و قد كانت له قصة عظيمة رواها لأحد خلفاء بني أمية حينما قرر ان يزور مكة
حاجا و في اثناء الرحلة دخلت عليه إحداهن لتحطب و قد كانت هي ” عزة”
و قد كان هذا بعد زواجها و كان هو علي غير علم بكونها مع قافلة الحجيج فقد كانت تزوجت و سكنت مصر.
و هي كذلك لم تكن تعلم بأمره فلما دخلت عليه كان يبري له سهما فحينما رآها
اخذ يبري السهم حتي بري اللحم ” لحم يده” فصعقت هي حتي أخذت بثيابها
وضمدت له جرحه و حينما ذهبت لزوجها سألها عن سبب الدماء التي عليها
فأخبرته فأقسم عليها أن تسب كثير أمام الناس جميعا ليشفي صدره و ليتيقن أن
لا ثمة شئ كان بينهما فحضر كثير وأنشد قائلا:
أَسِيئي بِنا أَو أحْسِني لا مَلُومَة ً لدينا ولا مَقْلِيّة ً إنْ تَقَلَّتِ
ولكنْ أنيلي واذكري من مودّة ٍ لنا خُلَّة ً كانتْ لديكمْ فضلَّتِ
وإنّي وإنْ صَدَّتْ لمُثنٍ وَصَادِقٌ عليها بما كانتْ إلينا أزلَّتِ
فما أنا بالدّاعي لعزَّة َ بالرَّدى ولا شامتٍ إن نَعْلُ عَزَّة َ زلَّتِ
فلا يَحْسَبِ الواشُونَ أنَّ صَبَابتي بعزّة كانتْ غمرة ً فتجلَّتِ
فأصبحتُ قدْ أبللتُ مِنْ دنفٍ بها كما أُدنفتْ هيماءُ ثمَّ اسْتَبَلَّتِ
فواللهِ ثم اللهِ لا حلَّ بعدَهاحيث حلت ولا قبلَها من خُلَّة
عند العرب الحب جرم لا يغتفر
و إن الإنسان ليعجب من هكذا قصص حب كانت أيام العرب علي قسوتهم
و شدتهم و ما إمتازوا به من طباع لكن في النهاية للقلب أحكامه و نواميسه
التي يفرضها علي الناس فتري الفارس الشجاع يهيم و يخرج أعذب الكلمات
و كأنه صبي فه اهو عنترة التي هابته قبائل العرب كان في حب عبلة كأنه
حمل وديع يتغني لها و بها.
لكن الأغرب من ذلك الحب هو نهايته التي تضعها العادات العربية و التقاليد
الجبلية التي ترفض مثل هذه مشاعر حتي في ظل صورتها الرسمية فتري
التفريق بين المتحابين حتي لا يتزوجا و كانه جرم الحب لا يغتفر أبدا ولا يحق له
أن يكلل بالوصل أبدا بينهما و أنه لعذاب لكل من يحب و لقسوة من أهل العرب
حينها و لكن لولا هذا الفراق مع وصلتنا مثل تلك الأبيات و لا هذا الشعر .