هما وحبهما !
هما الاثنان لم يكونا قد ادرجا توقعات اللقاء طوال حياتهم ، علم من حولهم انهم لن يجدان نصفهما الاخر بسهوله بل بكل ما قد يعانيه الانسان وهو يبحث عن المثاليه ، هما الاثنان قد وعدا قلوبهم انهم لن يقبلوا الا بما يريدوا ، تقبلوا الحياه كما هي ، كانت امنياتهم ترتفع كل نهاية عام الي السماء وكأنها اطنان ، كلها حتي يجدوا بعضهم ، ادعوا امام العالم باثره انهم سعداء لا يحتاجون لغيرهم ، هي لا تحتاج الي اي رجل في الكون ، تكفيها ذاتها ، يمكنها ان تحيا دون ادم ، اما هو فرأي المرأه التي ارادها في خياله وكأنها مخلوق وهمي ليس له وجود حدثه دائما في فراغه و شده حاجته لها ، ومع ذلك اعترف امام الجميع انه لن يلقاها وانه سعيد ، سعادته كانت مع امراءته في خياله وهي ايضا كانت سعيده مع رجل خيالها ،
التقي الاثنان قبل ان يروا بعضهم ، حتي شاء الله والقدر ان يتقابلا ، وبطريقه اقرب الي الخيال من الواقعيه ، لم يرسم احدهما هذا اللقاء قط ، و لم يخطر علي قلب اي منهم ، وجدوا انفسهم يعيشون بكلمات دون ان يروا بعضهم بعض ، فقط حروف ونقاط وفواصل ، حولتهم الي عاشقين علي الطراز الكلاسيكي ، حب في غاية الرومانسيه والتشويق ، حتي انهم كتبا الرسائل لبعضهم بحروف الفصحي والعاميه ، وجدوا اختلافاتهم وتقبلوها ، وكل منهم اعد نفسه ليتقبل عيوب غيره ، تحدثا بصدق وكانهم كانوا يعلمون جيدا انها الفرصه النادره التي لطالما طلبوها كل نهاية عام ، كانت هي تتراجع دائما حين تنظر الي الواقع وتعرف ان صفات هذا الرجل اقرب الي الخيال ، وكانه قد امتزج خيالها بالواقع كافلام الطفال ، فكان هو يجذبها نحوه سريعا ، ويرغمها علي حبه وعلي البقاء ، اكملوا الحياه في ظل حبهم الذي اخذ الطراز الكلاسيكي مسار له ، حيث الحب العذري الذي يريح قلب من يعيشه ، تعجب الجميع من حبهم وتعجبوا اكثر لرومانسيته ، وتعجبوا كلما رأوا تقبلهم لاختلافاتهم ، اما هما فلم يتعجبا يوما فكانا يعلمان جيدا بعضهم ،
وعلموا ان صعوبة امنياتهم لن تتحقق بسهوله ، ربما اعتبر البعض هذا مراره في حياتهم وعذاب في حبهم ، لكنهم تعاملا معه كهبة من نهاية كل عام .