عالم ما قبل النوم (1)
عالم ما قبل النوم..
لكل منا عالمه الخاص الذي يبحر فيه قبل نومه..عالم مغلق..فبعضنا يتذكر أهم أحداث يومه..وآخر تطفو فوق سطح أفكاره فكرة ملحة لا تكاد تفارقه جل أيامه..ومنا من يتألم ولا يجد له سوى وسادة الليل ليدفن فيها آلامه وأحزانه..وآخر يستدعي كل اعتراضاته ويعيد حواراته بما كان يجب أن يقال فيزداد شعوره بالغيظ وضياع الفرص..ومنا من يغرقون في أحلام اليقظة ويبتسمون للغد الذي يتخيلون وجوده حتى وان كان في كوكب آخر لا علاقة له بكوكبنا..وآخرون يسبحون الى حيث لا نهاية فمن فكرة الى فكرة..أفكار متشعبة لا تنتهي الى شيء..وبعضنا يفكر في شخص ما ويتحسس وجوده داخل قلبه النابض اما بالحزن أو العشق..ومنا من يعتريه خوف جامح فيضم اجزائه نحوه في محاولة منه الى تحقيق الأمان وكأن بعضه يدخل في بعضه..ومنا من يلوم نفسه على حدث كان سببا أو طرفا فيه أو حتى شاهدا عليه..وقليلون هم المحظوظون الذين يغطون في نوم عميق بعد تنهيدة طويلة.. وفي كل الأحوال تنام أعيننا وتبقى أدمغتنا متيقظة وعليه تكون ابداننا وامزجتنا في الصباح التالي..
وأيا كانت معطيات هذا العالم واختلافاته الأكيدة من شخص لآخر..ولكن جميعنا يشترك في ان له عالمه الخاص هذا .. العالم الذي يعد أعمق بكثير مما نتخيل..فهو عالم يتعامل مع معطيات العالم الخارجي من أحداث مادية أو معنوية قد وقعت بالفعل ولسنا وحدنا من نتحكم فيها بل معنا عالم محيط وقوى قد تخرج عن قوانا الطبيعية في تسيير أو استدعاء الأمور ومع ردود أفعال كل منا تجاهها ويقيس ذلك على خلفية نفسية من تقبل أو عدم تقبل أو تمني لوقوع شيء آخر..وهذا التقبل أو عدمه مبني على مئات المعطيات من معتقدات وطموحات وأحلام ملموسة أو غير منطقية من الأساس وعلى العقيدة والشكل الاجتماعي وماضي كل منا و….و …..
أرأيتم كم هو عالم معقد لا يسهل على أي منا تفهمه أو تفهم محدثات أموره من أثر نفسي وبالتالي بدني..
وهنا عزيزي القارئ سنزور عالم هايدي..ونرى عالمها قبل النوم