الفوائد النفسية لممارسة النشاط الرياضي (1)
تعد الثقة بالنفس ومستوى الطموح و تقدير الذات من أهم المتغيرات النفسية التي يتسم بها الممارسين للأنشطة الرياضية مقارنة بغيرهم من غير الممارسين للنشاط الرياضي وتؤثر على تحسين جودة حياتهم فالفرد(الرياضي) الذي يتميز بثقته في نفسه وتقدير لذاته ويضع لنفسه أهدافاً لإنجازها يكتسب مركزاً قوياً بين (اللاعبين) ويساعد على احترامهم له وتقبلهم لقدراته، ويتمتع بسهولة اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، لأن ممارسة الأنشطة الرياضية تكسب وتنمي لدى الفرد العديد من السمات الشخصية والمتغيرات النفسية التي تجعله قادراً على تحدي الصعاب شجاعاً وحازماً ومتزناً عند اتخاذ القرار، صبوراً ومثابراً عند أداء الأعمال والواجبات، متمتعاً بالصحة الجسدية والسعادة النفسية والجودة الحياتية في العديد من الجوانب الشخصية. كما أن الحركة البدنية هي التي تمدنا بالنشاط والحيوية للتغلب على التعب والإرهاق, فنجد أنفسنا نتمتع بطاقة إضافية وشعور غامر بالارتياح النفسيوحياة خالية من الضغوطات.
كما أن الفرد الذي يمارس الأنشطة الرياضية لدية سمة الثقة بالنفس، ويتصف بالثقة الواضحة في نفسه وفي قدراته ومهاراته، ويكون لديه مفهوم إيجابي عن ذاته، ويتميز بالصدق والواقعية، ولا يبدو علية القلق أو التوتر أو الخوف في المواقف غير المتوقعة، ويعرض وجهة نظره بصورة واضحة للآخرين، كما أنه يتقبل النقد بصدر رحب، ولديه كذلك دافعية عالية للانجاز والتفوق وسهولة اتخاذ القرارات.
كما يعد النشاط البدني الرياضي بالنسبة للفرد عاملأ أساسياً يساعد على كسب الثقة بالنفس في أداء الواجب ويقدم لكل واحد الوسائل الضرورية لتطوير نوعية الحياة ولانفتاح الشخصية وأيضا للاندماج في النسيج الاجتماعي، وكذلك يساعده على مقاومة ضغوط الحياة العصرية ويعد كتكملة للتعليم الذهني بمختلف ميادين الحياة وعلى كل المستويات، كما يعد جزءاً لايتجزأ من ثقافة كل أمة وأن نسبة مشاركة الطلبة في ممارسة الرياضة تختلف من بلد لآخر
هناك بعض المتغيرات النفسية الأخرى غير الثقة بالنفس الذي تناولناها في المقال السابق والتي تؤدي إلى تحقيق السعادة والرضا للفرد من خلال ممارسة الأنشطة الرياضية، ويتم اكتساب وتنمية هذه المتغيرات عن طريق النشاط البدني لأن الرياضة تعمل على تحسين جميع جوانب الفرد البدنية والصحية والاجتماعية والنفسية، وبالتالي تحسين جودة حياة الأفراد ومنها مستوى الطموح، وتقدير الذات، ودور الرياضة في اكتساب وتنمية هذه المتغيرات.
فممارسة الأنشطة الرياضية تزيد منقدرة الطالب على التعليم؛ وذلك من خلال تأثيراته على القدرات العقلية، فقد أشارت الدراسات إلى أن الطلاب الذين يشاركون في المسابقات الرياضية بين المدارس والجامعات أقل عرضة لممارسة بعض العادات غير الصحية كالتدخين أو تعاطي المخدرات وأكثر فرصة للاستمرار في الدراسة فلا يظن أولياء الأمور أن ممارسة الرياضة لأبنائهم الطلبة إهدار للوقت بل هي تحفيز لطاقاتهم وتنظيماً لوقتهم وحفاظاً على صحتهم، مما ينمي لديهم ويكسبهم العادات الصحية السليمة والصحيحة، بل ويكسبهم العادات الاجتماعية والأخلاقية الحميدة، وممارسة النشاط الرياضي أيضاً تعمل على اكتساب وتنمية الكثير من السمات الشخصية مثل الشجاعة والثقة بالنفس والطموح واحترام وتقدير الذات وغيرها من السمات الشخصية التي يجب توافرها في الفرد الصالح لنفسه ولمجتمعه، مما يحسن من جودة حياة الأفراد والجماعات.
وممارسة النشاط الرياضي أيضاً تعمل على تنمية بعض السمات النفسية والعقلية والخلقية لدى الأفراد الممارسين للرياضة، وتؤثر الرياضة بصورة إيجابية على العلاقات الاجتماعية بين الأفراد ويتضح ذلك من خلال إقامة المعسكرات التدريبية بين أعضاء الفريق الواحد وأيضاً بين الطلاب الجامعيين وأيضاً طلاب المراحل التعليمية المختلفة، واحترام الذات والصدق والأمانة من السمات التي يتميز بها ويكتسبها الرياضيون وذلك عن طريق احترام قانون اللعبة، واحترام المنافس، كما تعمل ممارسة النشاط الرياضي على تحسين الصحة الجسمية وسلامة البدن مما ينعكس بدوره على الصحة النفسية للممارسين وتعد هذه الأبعاد من أهم أبعاد جودة الحياة والتي تعمل ممارسة الرياضة على تحقيقها، ولذلك يحاول الباحث قياس الفرق بين الطلاب الممارسين وغير الممارسين للنشاط الرياضي في جودة الحياة وعلاقتها ببعض المتغيرات النفسية.