عنبر الاعمي …
ها قد اتي الصباح .. صباح يوم كما كل يوم ، دائما ما يكون ملون بالاسود و يكسوه الظلام…
هل افتح عيني هل استيقظ؟ و ما الفارق اغلقتهما كما افتحتهما، انا اعمي والامر سيان عدا تلك الخيالات الغير واضحه التي اراها وانا مفتحهما ، فلما اكترث بشيء لا افهمه..
ولكن علي كل حال ساستيقظ وسافتحهما، لاسعي في ارض الله لامره، ساخذ بكل سبب متاح لعل الله يحدث بعدها امرا…
ما هذا !!! ما الذي اري؟؟ اانا اري؟! احقا اري؟؟؟؟!!!!
ما ان تفتحت عيناي اذا بهما يعانقان ضوء ابيض لم يصدم عيناي ذاك الضوء بل الفته عيناي منذ الوهلة الاولي .
انا اري ضوءا واري به ، ما عاد ما كنت اعلم هو ذاته بعد الان ، فقد كانت خبرتي سمعيه غير مؤكده ، الان انا اري ما كنت اختلف عليه انا و زملائي العميان ، كنا نختلف عليه لان احدنا لم يره و كان كلٌ يصب محض اجتهاداته و تخيلاته علي شيء من الحقيقه فيصنع منها تمثالا صلب يؤمن به ، وكل كان لديه تمثاله الذي نحتته جموع تخيلاته و خبراته لتكسو تلك الحقيقه الواحده ، فتضافرت تماثيلنا .
أما اليوم تبخر كل هذا ، الان انا اري و ساحكي لهم ما اري.
سأكون اعين اصدقائي و احبتي ، وسابذل كل جهد حتي يروا او حتي يهتدوا بي الي ان يروا لعلي اجنبهم كثيرا من الم العمي.
ولكن…ما هذا ! مالهم ! ذهبت اخبرهم و اسعدهم ، فظلوا يقذفوني بالحجاره ! اتراهم جنوا ! هل هؤلاء هم ذاتهم قومي؟!
الجميع يتهمني بالكذب او بالضلال او بالجنون ، او بالزهو و الافتخار و العجب ، او كل هذا الحقد في قلوبكم احبتي؟؟!
لما لا تحتملون ان يبصر بينكم اعمي؟ لما لا تتحملون تصديق ان هناك خارج ظلام اعينكم انوار ساطعه لا تروها؟ لم ترجموني ما جنيت به انا ؟ انا الذي كنت فيكم صادق وامين
، انا الذي احببتموني لهذا ولاخلاصي لكم.
و يا صديقي يا اقرب صديق .. اعهدتني يوما كاذبا؟ اعهدتني يوما لاعبا لا ابالي لنجاتي مستهترا ؟ اخبرني اعهدتني يوما لكم خائنا حتي اودعكم الي سبيل هلاككم؟؟!
اخبركم اني اري ما لا ترون ، اعطوني ايديكم كي ارشدكم ، وما يضرني اذا وقعتم او اصبتم او حتي قتلتكم ضلالتكم !!؟ لن امس بضر بل انتم افلا تعقلون !
و يا صديقي يا اقرب صديق لم يكفكم تكذيبي ، او ادعاء تصديقي حتي تجبروني علي حديثي الذي لا تفقهون و تكملون استهزائكم و تكذيبكم .. بل ما زلتم تجادلونني ..
تجادلونني في امر لا تروه !!انتم تجادلون عن اشلاء خبراتكم الممزوجه بتحليلاتكم الوهميه و تفسيرات من قد سبقنا في العمي ، تدافعون عن اصنامكم الفكريه و تخشون نور الحقيقه عليها ،
وانا لا طاقة لي بجدالكم .. ارهقتموني. انا اري لا مثلكم اسمع و اتخيل .
قد ابلغتكم ما لدي منذ اللحظة الاولي ، و لن يضرني ضلالكم اذا ضللتم ، فاني قد ابلغتكم و جاهدت فيكم حتي وهنت و اضعفتم قوتي.
يا صاحبي ان توقفت عن الحديث معك فانا لست متكبرا ، بل انني اتحدث بلغة انت لا تفقهها ، وليس لعيب بك ، انما انا اتحدث بلغة اهل البصر انا اري واحكي لا سبيل لاي تشكك عندي، اما انت فانت تتحدث بلغة اهل السمع واهل الموروثات الفكرية و السمعيه ، انت لست مبصرا فتحكي فاستمع لجديد عندك بل انت اعمي تتحدث عن حقيقه افسدها العميان قبلك بكثرة اضافاتهم و تشكيلاتهم العمياء الفاسده.
فاي لغة تلك التي تجمعنا ان كنت سترجمني او ترهقني بجدلك الاعمي كلما نطقت عن شيء اراه غير ما تسمع ، فتغاضي عني و عن اقوالي .
فانك لن تشككني يوم في بصري فانا اري بأم عيني .
يا صاحبي اليوم انا بيننكم اهدي اليكم و انا غدا عليكم حجة .. نعم ربما ابدو اوقاتا هادئا رغم تكذيبكم، فلا تظن ان صمتي او هدوئي ترجيحا او حتي تفكيرا في ظنونكم و اقوالكم انما هو مراعاة لاحوالكم كيف اثور عليكم طوال الوقت وانا قد كنت يوم مثلكم ، اعلم انه من الشاق تصديق شيء لا تره لذا انا عنكم ساكت، وعليكم صابرا واعلم انه من الشاق ان تفارق ذالك الشط الامن من المعرفه الي بحور من العلم الذي تجهله ، وان كنت مستندا الي طوق لن يغرقك و لكن الرهبه ماتزال تاكل بعقولكم .
يا صاحبي لا ترجمني ولا ترهقني بجدالا لا نفع منه فانك لو قضيت عمرك لي مجادلا فلن احل اعمي مكان عيني المبصره ، و من جانبي فلن ارهقك ايضا باقوال واوصاف عن عالم لست مؤمن به لانك لا تبصره .
وليكن اتفاقنا باني اذا وجدت خطرا موشكا او خيرا يكاد يكون فائتا ، ساصيح بكلمات لربما لا تجد لها عندك معني ولكنها كلمات لك محذره ، فلا تسالني ماهي فلا لغة تجمع بيننا و لكن انصحك ان تحذر و تتفكر حينها ، ان كان في قلبك اي مصداقيه لي باقيه .
اما انا فما ابصرني اني لم اترك سبيلا حتي سلكته ، حتي ذاك الطبيب الذي القيتم عليه التهم ما تركته ، الفرق بيني و بينكم ان قلبي كان مبصرا ليس بخيلا ولا خائفا ، فابصرت عيني من جراء قلبي .
فالي ان تتحرروا من اضغاث احلامكم ، انا ها هنا قريب ، فيكم و لست تابع لاوهامكم ، الي يوم ارتاح من بغيكم علي لهديي لكم ،او ترتاحوا انتم من نور بصري و لغة مني ازعجت اذانكم.