جمال لا تراه العيون
جمال لا تراه العيون
جمالها أخاذ, تفتن كل من يراها, يلاحقونها فقط لأنها جميلة ولا أحد يهتم لأى شىء أخر يميزها..
لا أحد يأبه لكونها ذكية أو كونها الأولى على دفعتها أو كونها محبة للعمل الخيرى أو أنها انسانة حالمة رومانسية.
لا أحد يحاول أن يفهمها.
تشعر بأنها مغناطيس لجذب المعادن الصدئة, والمعدن الصدأ سرعان ما ينكسر ويتحول لتراب.
برغم أن البعض مطلى بألوان زاهية, الأصفر والأخضر والأحمر ولكن سرعان ما تتلاشى تلك الطبقة الرقيقة
من الطلاء ليظهر ذلك الصدأ البنى القبيح. دائما ما تسمع عبارات المجاملة التى تتغزل بعيناها .. شعرها .. قوامها
أبدا لا يمدح أحدهم عقلها أو قلبها الطيب وهذا دفعها دوما للأعتقاد بأن جمالها هو نعمة ونقمة فى ذات الوقت.
أعتادت القراءة ل “أيملى ديكنسون ” وتمنت أن تلتقى بمن يقرأ ل”روبيرت فروست” من يكمل تلك الجمل
من مسرحية شكسبير التى بدأت تقرأها بصوت عالى وهى مغمضة العينين تحلم وهى متيقظة
وفجأة يكمل أحدهم الفراغات ويردد الجمل المنشودة وكأنهما بطلا تلك المسرحية تكاد لا تلتقط أنفاسها ..
وتستدير ببطء نحو مصدر الصوت تكاد لا تصدق أنها وجدته فيعلو خفقان قلبها
وتشعر بتلك الفراشات الصغيرة تدغدغ معدتها وتنظر له طويلا بلا كلمات ..
تلتقط عيناها صورة رجل جذاب يرتدى نظارة شمسية يبادر بقطع هذا الصمت قائلا أنه لم يتمالك نفسه حينما سمعها
تقول تلك الكلمات الساحره ولم يستطع الا أن يكملها ! قال هذا وعلى وجهة ابتسامة عريضة .
ترد مسرعة كان هذا لطيفا!
يجلس بجوارها .. يتحدثا عن الشعر والشعراء والفن والسياسة والكتب التى أعجبتها
هو قرأ جميعها بل وأقترح عليها كتبا يعلم أنها ستحوذ اعجابها.
ظلا يتجاذبا أطراف الحديث لساعات ولم تشعر هى بالوقت أو تتنبه أن الظلام قد حل.
غريب هذا الرجل لم يتأملها ولم يثنى على جمالها ولم يفقد هدؤه للحظة ويلهث للحصول على رقم هاتفها .
يهم بالرحيل فيلملم أشيائه ببطء .. وهي تفكر ألن يطلب ملاقاتى ثانية ..؟!
فتمد يدها فى أحباط لتودعه ولكنه لا يمد يده ليصافحها ويكتفى بتلك الأبتسامة المرسومة على وجهه!
فيزداد تعجبها وأحباطها . ولكن سرعان ما تفهم .. عندما يخرج عصاة كانت مطوية داخل حقيبته ..
يألهى لم تكن وقاحة منه أن يتجاهل يدها الممدودة , ففارس أحلامها الذى لطالما أنتظرته رجل كفيف!