وسائل التواصل الإجتماعي بين المزايا و العيوب
لماذا وسائل التواصل الإجتماعي في حياتنا
بدأت وسائل التواصل الإجتماعي بمختلف أشكالها من (فيس بوك وتويتر و إنيستجرام وغيرها من الأشكال المختلفة التي تزداد يوما بعد يوم) كأنها وسيلة للمعرفة و زيادة التعرف علي الأخر البعيد أو حتي رصد الأخبار و المعلومات و الأحداث والبحث عن كل ما هو جديد.
و الأحوال من حولنا التي لا يسمح لنا الوقت بمتابعتها علي التلفاز أو حتي الحاسوب فكانت فكرة مواقع التواصل
كآلية لزيادة التواصل بين الأفراد من مختلف العالم و نقل المعلومات و الأعراف و التقاليد و الأذواق و كسر حاجز الجهل المسبق عن الأخر و التصورات الخاطئة التي كانت تشاع عن الشعوب المختلفة عن بعضها البعض .
و لا شك أن مواقع التواصل الإجتماعي ساعدت في ذلك عن حق و أثبتت أن العالم يمكن أن يكون قرية صغيرة عن جد و أن الفجوات التي بين الشعوب في العادات و التقاليد و حتي العقائد و الأعراق وما نتج عنها من كراهية و بغض بين الشعوب و المجتمعات إنما هي وليدة الجهل و أنه يمكن تجاوز كل ذلك البغض ببعض المعرفة عن الأخر و الإحساس بمشاعره و العيش في الأمه و قضاياه و كذلك فهم هذه القضايا عن قرب و من ألسنة أصحابها الحقيقين لا من وسائل الإعلام سواء كانت صحف و جرائد أو مجلات أو حتي شبكات إخبارية و غيرها .
وسائل التواصل قطعت عنا التواصل
لكن ثمة إشكال حدث في مواقع التواصل الإجتماعي الناقلة للمجتمعات و الباعثة للمعرفة و الكاسرة لحواجز البغض
و العداوات لقد تضخمت مهمتها و صارت تتغول في حياتنا أكثر و أكثر و أصبحت تحل محل العلاقات الإنسانية الحقيقية و أصبحت وسيلة للتعزية و التهنئة و المجاملة و كذلك إبداء الحزن و السعادة و في بعض الأوقات البكاء
و الإندهاش و أيضا مساحة لتفريغ الشحنات السلبية من سب و قذف و غيرها.
و يصل بالبعض أن ينهي علاقاته عن طريقها و أصبحنا نستغني عن لحظات الأنس ببعضنا البعض في الأفراح
و الأحزان و حتي في الجلسات الإجتماعية.
بل ونزيد فقد أصبح العيش بدونها مستحيل بمجرد إنقطاع الشبكة العنكبوتية يتحول الأمر لمأساة وحالات من الضجر والغضب الشديد وكأننا لا نستطيع العيش بدونه فهو أشبه بالمخدرات في الحقيقة لقد أدمننا هذه الوسائل ولا نستطيع الإنقطاع عنها ولو لساعات .
إنه لأمر بغيض أن نحيا عن طريق مواقع إفتراضية أن ننسي حقيقتنا أن ننسى الحياة الحقيقية أن تصبح مشاعرنا محض كلمات على الشاشات و شوقنا عبارة رمز نرسمه على الهواتف.
كيف صارت بنا مواقع التواصل للحد الذي نجد البعض يستغني بها عن التواصل ؟! بعضهم لا يتكلم كلمة
لساعات و تراه يبتسم و يحزن و يبكي و غيرها للشاشة و ليس لوجه أمامه يراه و يشعره .
التواصل بالقرب لا في قوالب معدنية
إن هذا لأمر يقتل فينا الإنسانية و أصل الحياة ألا وهي ” الألفة” فتري الله سبحانه و تعالي يقول ” شعوبا
و قبائل لتعارفوا”
أي أن غايتنا في الحياة التعارف و التآلف و السعي مجتمعين لا مجرد أن نختذل حياتنا في قوالب معدنية
نبث منها مشاعرنا و أحاسيسنا و شكوانا .
و تجد كلما زاد التعلق بتلك المواقع قل شعور المرأ الحقيقي و تصبح أحاسيسه سطحية و تافهة جدا .
و لعل لحظة لقاء فيها من العتاب و الدموع و الشوق الحقيقي يمكن أن تعيد علاقات ظنناها إنتهت فقط
لأن نهايتها كانت افتراضية، قدروا الحياة و قدروا المشاعر و قدروا بعضكم تجدوا التواصل بالقرب
لا في علب المعدن.