لقد خرج علينا من المسلمين علماء في الطب أناروا العالم بعلمهم و ساهموا اسهاماً عظيماً في هذا العلم لدرجة
انهم اصبحوا مرجعاً إيمانا منهم بدينهم الذي دفعهم للعلم و الحياة و من هؤلاء ابو الطب ” ابن سينا ” .
لقد إهتم الإسلام بالعلوم الإنسانية اهتماماً بالغاً في كافة العلوم الطبيعية منها و الإجتماعية فإن الإسلام لم يحبسه في النسك و الطقوس التعبدية، بل سعي لأن يكون الإنسان معمراً في الكون و منشئ للحضارة بكافة مخرجاتها من فنون و آداب و علوم.
و من هذه العلوم و من أهمها علم الطب حيث حفظ جسد الإنسان الذي هو أساس الدين و تكريمه عملاً بآيات الله سبحانه و تعالي عن الإنسان و تكريم جسده” وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا “_ الإسراء
مولده ونشأته
و هو الفيلسوف و الطبيب علي الحسين بن عبدالله بن الحسن بن علي بن سينا الذي ولد في بخاري في قرية افشنة (اوزباكستان حاليا).
ولد من اب من مدينة بلخ ( افغانستان حاليا) و قد ولد سنة 370 هجرية الموافق لسنة 980 ميلادية و قد توفي في عام 427 هحرية في قرية همدان .
كان بن سينا يتميز بالذكاء الشديد وبمواهبه العديده منذ صغره حيث كان يتعلم القرآن والأدب والفقه في عمر العاشرة كما درس الرياضيات و المنطق والفلسفة والطب الذي تميز ونبغ فيه نبوغا وصل الى كل بقاع العالم فقد قال في ذلك «وصارت أبواب العلوم تتفتح علي، ثم رغبت في علم الطب، وصرت أقرأ الكتب المصنفة فيه، وعلم الطب ليس من الأمور الصعبة، فلا جرم أني برّزت فيه في أقل مدة.
وتعهدت المرضى، فانفتح علي من أبواب المعالجات من التجربة ما لا يوصف». ،وكان محبا للترحال في طلب العلم فرحل إلى خوارزم وظل فيها عشرة سنين ومنها إلى عدة بلدان وبعدها إلى همدن إلى أن توفي فيها.
ابن سينا الموسوعة
اشتهر بن سينا ليس فقط في العالم الإسلامي بل قد أعترف بعلمه الغرب و أشادوا به و تعلموا علي يديه الذي
كان حينها بقعة من الظلام و قد أطلقوا عليه عدة ألقاب مثل الشيخ الرئيس و ابو الطب.
ولم يكن نبوغ ابن سينا في الطب لكنه برز أيضا في عدة علوم منها علم الفلك و علم الفيزياء و علم الرياضيات
و علم النفس و علوم الأرض وفي الشعر والفلسفة أيضا.
كعادة العلماء المسلمين الذي كانوا موسوعيين لدرجة عجيبة فقد كان الواحد منهم ينبغ في عدة علوم و ليس علماً
واحداً و قد ألف بن سينا ما يعادل 200 كتاب في الطب و الفلسفة و أشهرها كتاب القانون في الطب و كتاب
الشفاء و قد تقدم بن سينا علي زمانه و شخص العديد من الأمراض تشخيصاً صحيحا في زمن كانت إمكانات
ذلك صعبة جدا فقد وصف إلتهاب السحايا و أسباب اليرقان و أعراض حصي المثانة و قد أشار إلى أهمية
العلاج النفسي و الجانب النفسي في الشفاء من الأمراض العضوية .
أشهر مؤلفات ابن سينا
في الطب
- كتاب القانون في الطب الذي ظل يدرس في أوروبا لعدة قرون
- كتاب دفع المضار الكلية عن الأبدان الإنسانية
- كتاب الأدوية القلبية
- كتاب القولنج
- رسالة في الفصد
- رسالة في تشريح الأعضاء رسالة في سياسة البدن وفضائل الشراب
أراجيز طبية
- أرجوزة في التشريح
- أرجوزة المجربات في الطب
- الألفية الطبية المشهورة التي ترجمت وطبعت
في الموسيقى
- مقالة جوامع علم الموسيقى
- مقالة في الموسيقى
في الفلسفة
(كتاب النجاة في المنطق والالهيات و كتاب الشفاء)
في الرياضيات
(مختصر المجسطي، مختصر علم الهيئة ، مختصر الارتماطيقي ، رسالة الزاوية )
في الشعر
- ديوان ابن سينا
فكر بن سينا الفلسفي ومعارضة العلماء له
لقد كانت نظرة بن سينا الفلسفية ممتدة من فكر الفرابي التي تتجه نحو فلسفته للطبيعة وفلسفته الإلهيه فقد طور
نظرية النفس.
وقال بأن العلم ليس مخلوق وأنه قديم بقدم الكون وأن الله يعلم الكليات لا الجزئيات ، ونفى قيام الأجساد مع الأرواح يوم القيامه.
وهذا ما خالفه فيه كثير من العلماء منهم الإمام الغزالي الذي كفره و رد عليه في كتاب المنقذ من الضلال ، كما خالفه الإمام بن تيمية والإمام بن العماد الحنبلي الذي رد عليه أيضا في كتاب شذرات الذهب و خالفه ايضا ابن كثير و ابن القيم.
و لقد تأثر بن سينا في بحثه و تحصيله العلم علي عدة علماء سواء مسلمين كالبيروني و ابو زيد البلخي و الكندي
و ابو بكر الرازي و الفارابي و واصل بن عطاء و ابن زهر او غربيين مثل أمثال الفلاسفة العظام افلوطين
و حالينوس و ارسطو و ابقراط و جاليليو جاليني .
و قد كان ابن سينا أكبر شاهد علي أهتمام الإسلام بالعلم و دفعه منتسبيه للتعلم و البحث و النظر و التفكر في الأكوان
و تحصيل العلوم أيا كانت هذه العلوم أجتماعية و طبيعية بجانب العلوم الشرعية و الدينية .
