رواية السوسي عن أبي عمرو البصري
إن القرآن الكريم نديٌ يخترق القلوب قبل الأذان خاصة و أن قراءة صوت نديٌ يعلم أحكام القراءة و يتلوه خاشعاً متقرباً به له راجياً عفوه و رحمته ،و من الجميل الذي قد نجده هو أن نجد قراءة للقرآن الكريم غير تلك التي إعتدنا عليها كما أننا مثلاً نسمع مداً مختلفاً أو وقفاً لن تعهده الأذن من قبل و هذا لأن معظم سماعنا للقرآن و تلاوتنا له
تكون برواية واحدة هي رواية حفص عن عاصم و هي التي نجد المصاحف مكتوبة بها و نقرأ بها في الصلاة
أو يقرأ بها غالب الأئمة في الصلاة رغم جواز القراءة بغير تلك الرواية من الروايات العشر الأخرى المتواترة
و لكن عندما يحدث و يقوم أحد الأئمة بقراءة القرآن برواية مختلفة نجد إما نقداً لجهل البعض بالقراءات أو استنكاراً
أو حتي رفضاً و هذا يرجع لعدم إعتياد الناس علي الروايات و عدم التأكيد على الروايات و تغيير القراءة في المناسابات المختلفة و لا حتى تدريسها للأطفال في المدارس أو الكتاتيب اللهم إلا المهتم و المستمر في علم القرآن
و يكون ذلك باجتهاداً خاصاً منه .
رواية ” السوسي عن ابي عمرو البصري”
و من هذه الروايات التي يقف عندها أي مستمع جاذبة سمعه هي رواية ” السوسي عن ابي عمرو البصري”
و ابي عمرو البصري هو زيان بن عمرو ابو عمرو التميمي المازني البصري ، ولد بمكة سنة ثمان و ستين
هجرية و هو أحد القراء السبعة و هو أكثر شيوخ القراء السبعة فقد قرأ في المدينة و الموفة و البصرة و قد
سمع من أنس بن مالك و قرأ على الحسن البصري و ابي عالية و شيبة بن نصاح و عاصم بن ابي النجود
و جعفر بن يزيد بن القعقاع المدني ، و يزيد بن رومان ، و يحي بن يعمر و غيرهم ممن قرأ عليهم .
كما أن له تلاميذ كثر رووا عنه قراءته و كان زاهدا ورعا عالما بالقرآن و اللغة ، توفاه الله بالكوفة في عام
154 من الهجرة و له راويين إختارهم بن مجاهد لأبي عمرو البصري هما حفص الدوري ، و السوسي .
الشيخ السوسي
و السوسي أو شعيب صالح بن زياد بن عبد الله بن اسماعيل بن إبراهيم بن ابجاورد بن مسرح الرستبي
السوسي اخذ القراءة عن أبي عمرو عرضا و سماعاً عن أبي محمد يحي اليزيدي .
الأصول لرواية السوسي عن أبي عمرو البصري :
و هناك عدة أصول لرواية السوسي عن ابي عمرو البصري تختلف لقارئها عن رواية حفص المشهورة
من هذه الأصول لرواية السوسي عن ابي عمرو البصري :
أن المد المتصل يكون أربع حركات و يكون المد المنفصل حركتان
في السكتات التي نجدها في رواية حفص واجبة أدرج فيها و لم يسكت .
ّميم الجمع عنده تكون مكسورة وصلاً إذا جاء بعدها ساكن و قبلها هاء مسبوقة بكسر أو ياء أمال الراء و الهاء
في فواتح السور ” الر”
و غيرها من الأصول التي إختلف فيها السوسي في روايته عن ابي عمرو البصري و هذه مجرد نظرة علي
إحدى الروايات لا شارحة لها تفصيلاً لأن الأمر يتطلب سمعاً و قولاً فالنصوص وحدها لا تجدي في مثل هذه
العلوم و لكن كانت الغاية إيصال رسالة و وميض للإهتمام بالروايات الأخرى للقرآن و تعلمها و القراءة بها
أو علي الأقل الإستماع لها فهي حق و تراث و حضارة و ثقافة .