فقه المرأة
المرأة في الإسلام
إن الإسلام أوكل للمرأة إهتماما خاصا في مكانتها كعضو أساسي و مهم و محوري في عصب الأمة ، فجعل
لها كافة الحقوق الإنسانية مثلها مثل الرجل و وضع لها حقوقا خاصة حفظاً لها من نزوات أنصاف الرجال
و طهارة لها و عفة من دنس الفتن و ذئاب الطريق .
لم يجعلها عرضة لكل عابر سبيل أو متلصص أو متطفل ينتهز نضارتها أو يتلاعب بقلبها و نفسها فحدد
لها حدود لحفظها لا للتضييق عليها فهي في نظر الدين كائن نفيس غالٍ لابد من حفظه و تقديره و إحترامه .
و جعل الإسلام للمرأة مسائل فقهية خاصة بالنساء .
ضوابط خروج المرأة من بيتها
قال الشيخ محمد صالح المنجد:
جاء الإسلام ليحفظ للمرأة كرامتها وعرضها ، وشرع لها من الأحكام ما يحافظ على ذلك، وقال الله تعالى:
{وقرن في بيوتكن} [الأحزاب: 33] وبناء على ذلك فإنّ الأصل: بقاء المرأة في بيتها، وعدم خروجها
إلا لضرورة أو حاجة، وجعل الإسلام صلاة المرأة في بيتها خيرا لها من صلاتها في المسجد ولو كان
المسجد الحرام .
وهذا لا يعني أن تظل المرأة حبيسة البيت، بل أباح لها الإسلام الذهاب إلى المسجد، وأوجب عليهاالحج
والعمرة وصلاة العيد وغير ذلك، ومن الخروج المشروع لها خروجها لزيارة أهلها ومحارمها والخروج
للإستفتاء وسؤال أهل العلم وكذلك أُذَن للنساء أن يخرجن لحوائجهن، لكن كل هذا لا يكون إلا وفق ضوابط
الشرع من حيث المحرم للسفر، والأمن في الطريق في الحضر، وكذا أن تخرج بحجابها الكامل، وأن
لا تكون متبرجة أو متزينة أو متعطرة.
- وقد ورد في ذلك بعض النصوص الشرعية ومنها:
عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا استأذنت أحدكم امرأته
إلى المسجد فلا يمنعها» رواه البخاري ( 827 ) ومسلم ( 442 ) . - – عن زينب امرأة عبد الله قالت قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا شهدت إحداكن المسجد فلا تمس طيبا» (مسلم:443).
- ج. عن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه يقول طُلِّقت خالتي فأرادت أن تَجدَّ نخلها ( أخذ ثمار الشجر) فزجرها رجل أن تخرج فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: « بلى فجُدِّي نخلك فإنك عسى أن تصدقي أو تفعلي معروفا » (مسلم:1483)
معنى مساواة المرأة بالرجل
و هذه الحالة من الحفظ للمرأة من مشقات المجتمع و في ذات الوقت أن تكون عضوا فاعلاً فيه و مسيطراً في
مساحته التي يبرع فيها يتطلب ذلك منها توازنا و فقها و إدراكاً لمهمتها و حياتها دون مغالاة في جانب علي
حساب آخر فلا يمكن تصور المرأة لها نفس مهمات الرجل و ذات الواجبات فطبيعتها أصلا لن تمكنها من
ذلك و سنكون نعم حققنا المساواة و لكن لم نحقق العدل علي الإطلاق و شتان بين قيمة المساواة و قيمة العدل فالمساواة تعتمد علي الحساب الرياضي و القسمة المادية أي التساوي دون النظر لمعطيات ذلك التساوي فهناك
روح للأرقام و مساحة من العلاقات و الحقوق و الواجبات وحده العدل الذي يستطيع أن يحققها .
و علي الجانب الآخر لا يجب على أي شخص أن يتحجج بالإسلام ليمنع المرأة من كينونتها و ذاتها و تفردها
و أن يكون لها قيمتها الشخصية من معارف و حقوق يقول علي عزت بيجوفيتش
ليس لأحد حق الإحتجاج بالإسلام للإبقاء على النساء محرومات من حقوقهن المشروعة ، ولابد من وضع
حد لأي استغلال يمارس على المرأة في المجتمعات المسلمة “.
و هذه الحالة من التوازن تقع على عاتق المرأة المسلمة و على عاتق البيت المسلم منذ البداية لينشأها على
حقيقة واجباتها و كذلك يحفظ لها حقوقها و هي من بعد ذلك تكمل سبيلها في تلك المعادلة .. فقه المرأة الحقيقي
يبدأ من معرفتها لذاتها قبل أن تعرف كيف تصلي أو تغتسل أو ترتدي حجاباً