ترهل البطن بعد الولادة وكيفية التخلص منه بشكل نهائي
عادة ما تشتكي النساء من بروز و ترهل البطن بعد الولادة مما يسبب الشعور بالضيق والإحباط وقلة الثقة بالنفس في بعض الأحيان ، وتحاول الكثير منهن اتباع الطرق التقليدية لإستعادة البطن المسطح كربط البطن أو تناول الأعشاب الطبيعية. فما مدى فعالية تلك الطرق ، وهل يعود البطن كما كان بعد أشهر قليلة من الولادة ؟ دعونا نجيب على أسئلتكن ونتعرف على كيفية التخلص من ترهل البطن بعد الولادة بشكل نهائي.
ما سبب انتفاخ وترهل البطن بعد الولادة ؟
في فترة الحمل ، يتمدد الرحم ويزداد حجمه بشكل كبير مما يدفع بقية الأعضاء بعيداً عن موقعها الأصلي كالمعدة والأمعاء والعضلات ليفسح مجالاً للجنين. وبعد الولادة ينكمش الرحم ليعود إلى حالته الطبيعية خلال 6-8 أسابيع ، وتعود الأعضاء الى مكانها مجدداً عدا العضلات التي تبقى في وضعها الجديد مما يسبب بروز البطن.
بالنظر الى الصورة أعلاه ، يمكن رؤية الفرق بين مكان العضلات قبل الولادة ومكان العضلات بعدها ، حيث يكون هناك فراغاً خالياً في الوسط من شأنه أن يصبح مكاناً مناسباً لتجمع الدهون وتدلي البطن أو انتفاخه بمجرد تناول أي طعام أو شراب. ومن هنا نعرف أن السبيل للتخلص من البطن بعد الولادة والحصول على بطن مسطح هو إرجاع تلك العضلات إلى مكانها الأصلي.
متى يعود البطن لطبيعته بعد الولادة ؟
قد تتفاجئين بعد الولادة عندما ترين مظهر بطنك وكأنك ما زلتِ حاملاً في شهرك السادس ، لكنه يتضاءل تدريجياً خلال فترة 3-6 أشهر ، حيث يتم طرد السوائل الزائدة التي تجمعت في الأنسجة أثناء فترة الحمل ويتقلص حجم الرحم وتتقارب العضلات بشكل بسيط لكنها لا تعود كما كانت قبل الحمل بل يكون هناك اختلافاً يمكن ملاحظته.
هل لبس المشد بعد الولادة يزيل البطن ؟
في الحقيقة إن المشد يساعد فعلاً على تقليص حجم البطن ومنحه مظهراً مسطحاً يجعل المرأة تستعيد ثقتها بنفسها ، لكن ذلك التأثير لحظي فقط ، حيث أنه يزول بإزالة المشد ولا يعتبر حلاً نهائياً. يُمكن الاستعانة بلبس المشد خلال الفترة الأولى ما بعد الولادة لإخفاء البروز والحصول على حل مؤقت ، مع تجنب استخدامه في حال الولادة القيصيرية قبل مرور عدة أشهر. لكن على المدى البعيد فيمكننا ملاحظة أضرار لبس المشد بعد الولادة والمتمثلة في:
ترهل عضلات البطن
يعمل المشد عن طريق ضغط عضلات البطن لإعطائه حجماً أصغر ، لكن الضغط المتواصل عليها يسبب حدوث كسل وإرهاق في العضلة وبالتالي تترهل بشكل كبير مسببة نتائج عكسية خصوصاً لأولئك اللواتي يرتدين المشد طوال اليوم ولمدة طويلة ، على عكس التمارين الرياضية التي تضغط على العضلات لفترات متقطعة مما يمنحها الوقت الكافي لاستعادة نشاطها ويحفزها على على النمو بشكل أكبر.
تكوّن الفطريات
إن لبس المشد لفترات طويلة دون فترات استراحة ، يمنع تنفس الجلد ودخول الهواء ، ويحبس التعرق والأملاح مما يساهم في تكون الفطريات الجلدية وظهور رائحة غير مستحبة وتكوّن طبقة عفنة في بعض الأحيان.
الضغط على الجهاز الهضمي
إن لبس المشد يضغط على الجهاز الهضمي خصوصاً المعدة والأمعاء مما يسبب ارتداد المريء وصعوبة الهضم والإمساك المزمن على المدى البعيد.
تأثر الرحم
عادة ما تعاني المرأة من آلام الرحم والجهاز التناسلي ككل بعد الولادة ، ولبس المشد يزيد من تلك الآلام لأنه يضغط بدوره على الأعضاء التناسلية. كما أنه يعيق تدفق الدورة الدموية مما يؤخر التئام جرح البطن أو المهبل ويعيق تدفق الدم في فترة الطمث. يُفضل دائماً الاستلقاء أثناء لبس المشد بدلاً من ارتدائه أثناء الوقوف.
تراكم الشحوم في البطن
إن ضغط المشد على البطن يمنع أعضائه من الحركة بشكل طبيعي ويجعلها خاملة لا حركة فيها وبالتالي تصبح مكاناً مناسباً لتراكم الشحوم ، فالمشد لا يُنقص الوزن بتاتاً حتى المشد الحراري ؛ لأنه يقوم بزيادة التعرق وطرد الماء من الجسم فقط لا أكثر ، والذي يمكن استعادته بشرب الماء مجدداً أو الإصابة بالجفاف على المدى البعيد.
أعشاب طبيعية للتخلص من ترهل البطن بعد الولادة
هناك الكثير من الأعشاب والخلطات الطبيعية التي تعمل على إزالة الترهل وإذابة الدهون المتكدسة للحصول على بطن مسطحة بسهولة فائقة وسرعة كبيرة ، فما حقيقة تلك الطرق المتبعة ، وهل تؤثر فعلاً على شكل وحجم البطن ؟
هناك الكثير من النساء اللاتي طرحن تجاربهن في استخدام الأعشاب بعد الولادة وكيف حصلن على بطن مسطحة خلال عدة أيام ، لكن الجدير بالذكر هو أن أغلب تلك الأعشاب تعمل على طرد السوائل الزائدة من البطن ، أو تخلص الجسم من الإمساك ، أو تطرد السموم والغازات ، أو تعزز عملية الاستقلاب (الأيض) ، أو تقلل مستوى الكوليسترول في الدم. مما يمنح بالفعل بطناً مسطحة لكنها تعود مباشرة خلال عدة أيام خصوصاً بعد تناول الطعام والشراب لأن الدهون لا زالت موجودة ولم تتحرك من مكانها ، كما أن الوزن المفقود مرتبطاً بفقدان سوائل الجسم وليس الدهون ، فلا يمكن استعادة البطن بمجرد الجلوس وشرب الأعشاب دون بذلك أي مجهود ، بل إن أغلب تلك التجارب لها علاقة بالدعاية التجارية لمنتجات معينة. لذا يمكننا القول أن تأثير الأعشاب لحظي حيث يمكن الحصول على بطن خالية من الغازات والسوائل الزائدة لفترة مؤقتة ، إضافة الى استفادة الجسم من فوائدها المتعددة ، لكنها لا تؤثر على الدهون أو العضلات بل يمكنك استخدامها جنباً الى جنب مع التمارين الرياضية لتعزيز النتائج.
أفضل طريقة للتخلص من ترهل البطن بعد الولادة بشكل نهائي
بعيداً عن الخلطات والأعشاب ، فهنا سنقدم الحل النهائي الأمثل للتخلص من ترهل البطن بشكل كامل ، ويعتمد على عاملين أساسيين هما ، الغذاء والتمارين الرياضية:
النظام الغذائي
- تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن والألياف الغذائية كالخضار والفواكه.
- تناول الحبوب الكاملة ومنتجان الألبان قليلة الدسم.
- تناول البروتينات والمكسرات.
- شرب كميات كافية من الماء.
- الابتعاد عن الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون كالأطعمة الجاهزة والمقليات والحلويات.
- الابتعاد عن العصائر المصنعة والمشروبات الغازية.
التمارين الرياضية
هناك خطأ تقع فيه الكثير من النساء ، وهو عدم التفرقة بين تمارين شد البطن العادية وتمارين شد البطن بعد الولادة ، فعادة ما تمارس الكثير من النساء التمارين المعتادة لشد عضلة البطن والتخلص من الترهل ليتفاجئن بعد عدة شهور بأنه لا يوجد أي نتيجة ، بل على العكس فإن البطن قد أصبح أعرض من ذي قبل ، فلماذا يحصل هذا ، وما الفرق بين تمارين شد البطن العادية وتمارين ما بعد الولادة ؟
الفرق هو انفصال عضلة البطن من عدمه ، فالشخص الطبيعي يمكنه ممارسة التمارين المعتادة لأن العضلات ليست منفصلة ، على عكس المرأة بعد الولادة حيث تنفصل عضلات بطنها ، وبالتالي فإن التمارين المعتاة تزيدها سوءاً وتجعلها تبتعد عن بعضها أكثر فأكثر وتنمو باتجاه عرضي مما يمنح البطن حجماً أعرض. الحل اذاً هو ممارسة التمارين المخصصة لما بعد الولادة ، يمكنك معرفتها عن طريق مشاهدة الفيديو. https://www.youtube.com/watch?v=4q8ZruhODQg
إن ممارسة التمارين 4-5 مرات في الأسبوع لمدة 20 دقيقة مع الالتزام بالغذاء الصحي ، كفيل بأن يعيد لك بطنك المسطحة خلال 3-6 أشهر بمظهر صحي وسليم وبشكل نهائي.
التخلص من ترهل البطن بعد الولادة بالجراحة
تلجأ بعض النساء لإجراء عملية جراحية للتخلص من البطن بأسرع طريقة لاستعادة الثقة بالنفس مجدداً ، وتتضمن الجراحة قص الجلد الزائد والأنسجة وإعادة خياطة البطن ليصبح أصغر حجماً ، مما يعمل على عودة العضلات المنفصلة الى مكانها. هناك نوعين من جراحة شد البطن ، أولها شد البطن الجزئي: حيث يقوم الطبيب بقص الزوائد وخياطة البطن لتصغير حجمه. وثانيها شد البطن الكامل: حيث يقوم الطبيب بقطع البطن من الفخذ الى الفخذ لإعادة تحديد الجلد والأنسجة والعضلات مما يتطلب تحريك السرة من مكانها واستخدام أنابيب الصرف تحت الجلد لعدة أيام.
يفضّل دائماً إجراء عملية شد البطن لأولئك الذين خسروا الكثير من الوزن وتدلت لديهم كميات زائدة من الجلد بشكل كبير ، أو لمن يعاني من فتاق في البطن ، أي عندما يكون السبب طبياً وليس خياراً تجميلاً ؛ لأن هناك العديد من السلبيات جراء هذه الجراحة ، أبرزها:
- التوقف عن الإنجاب: لأن الحمل مجدداً يؤدي بالتأكيد الى تدمير كافة نتائج الجراحة ، عدا عن حدوث عرقلة في تمدد الجلد مجدداً أثناء الحمل بعد أن تم قصه والتخلص منه ، مما يؤدي الى حدوث الكثير من التشققات الجلدية الواسعة أو تتعرض ندبة الجراحة ذاتها الى التشقق. إضافة الى أن الجنين سيضغط على البطن بشكل أكبر بسبب ضيق المساحة عن ذي قبل مما يؤدي للشعور بالثقل في الجهاز التناسلي والبولي ككل خصوصاً المثانة.
- حدوث الألم والتورم: إن الشعور بالألم الشديد وحدوث تورّم في مكان الجرح هو أمر طبيعي ، لكن يمكن تخطي هذه النقطة باستخدام مسكنات الآلام حسب إرشادات الطبيب.
- وجود ندبة دائمة: حالها كحال العملية القيصرة حيث تظل هناك ندبة موجودة يختلف وضوحها من شخص لآخر ، لكنها تلتئم باستخدام الكريمات والمراهم التي يصفها الطبيب.
- الإصابة بالعدوى: فالجرح المفتوح يعتبر بيئة مثالية لنمو البكتيريا والجراثيم في حال لم يتم تعقيمه جيداً والحفاظ على نظافته طوال الوقت.