ثقافة التطوع..وكيفية انتشارها بين أفراد المجتمع
انتشرت في الآونة الأخيرة ثقافة التطوع كأحد الثقافات المؤثرة في المجتمع، والتي تعطي جانباً إيجابياً، ومظهراً حضارياً خاصة لفئة الشباب.
ولقد ساعد على إنتشار هذه الثقافة عوامل متعددة، كما أنها تتميز بمنهجية معينة تساعد على إنتشارها.
فما هي أبرز سمات التطوع؟ وكيف تختلف ثقافة التطوع بين المجتمعات وبعضها من جهة، وبين أفراد المجتمع الواحد من جهة أخرى؟
هذا ما سنتعرف عليه من خلال قرائتنا للأسطر التالية بموقع مقالات .
ثقافة التطوع في العقيدة والإنسانيات
يحكم التعامل الإنساني الرحمة والعدل، والإنسان بطبيعته لين القلب وهذا دون أي تدخل لعوامل خارجية، أو تأثيرات فكرية.
وعليه، فقد خلدت مجموعات البشر مجموعة من التعاملات الإنسانية التي يحكمها المبدأ في التعامل باحترام ورحمة ولين مع كل فقير أو محتاج،
ورغم اعتبار كل من يتعامل بعكس هذا آثماً، ومتجبراً يستحق النبذ والمقاطعة.
وعندما أنزل الله على عباده برسله وملائكته يدعون البشر لعبادته، كانت أرقى ما تدعو إليه الأديان السماوية هو فيم الرحمة للكبير والضعيف والمحتاج،
وقيم المحبة المتمثلة في السلام، والإيثار، والتعاون، والتغافل لإبقاء الود، وغيرها.
ولعل الكلمة الطيبة والرغبة في قضاء الوقت بشكل مثمر من الناحية الاجتماعية،
بالإضافة إلى تطوير الجانب الإنساني للفرد تأتي على رأس الأمور التي ساعدت الكثير من الشباب في المقام الأول على تبني ثقافة العمل التطوعي،
وبالتالي إقامة مشروعات كبيرة لتحقيق النهضة للفئات المحتاجة، ورفع المستوى المعيشي للفئات الغير قادرة.
ولقد تطور مفهوم ثقافة التطوع بمرور الوقت فأصبح هو الراعي الرئيسي لكثير من الفئات الموجودة بالمجتمع،
وهو المسؤول كذلك على مساعدة الفئات الأخرى في إيصال تبرعاتها للفئات المسؤول عن رعايتها وتوفير أبسط إحتياجاتها.
هذا بالإضافة إلى أنه يدخل في قطاع الخدمة العامة للطلاب بالمدارس والجامعات وذلك لتنمية قدراتهم من جهة،
ولتعلمهم تحمل المسؤولية وضرورة السعي للوصول إلى ما يحلمون به من جهة أخرى.
هل يمكن اعتماد ثقافة التطوع كعمل؟
الأصل في التطوع هو إكتساب الخبرات الحياتية، وهذا بدوره يجعل الفرد مميزاً بين العديد من المتقدمين لشغل وظيفة بعينها خاصة تلك الوظائف الإدارية، أو التي تتطلب العمل بفريق عمل كامل.
ورغم أن بعض المؤسسات قد اعتمدت نظام التوظيف لها،
إلا أنها دائماً ما تشترط في المتقدمين أن تكون لديهم الخبرات اللازمة في الأعمال التطوعية، وكذا أن يتمتعوا بالقدرة على تقديم التعاون لكل محتاج.
لهذا فإن التبكير بإتاحة الفرص النادرة للمتطوعين في جميع المجالات يعطي فرصاً أكبرللترقية فس سن صغير،
وبالتالي النجاح في خلق الفرصة للأجيال الثادمة لكي تبني وتُعمر، وأن تتجنب التعرض للبطالة، أو التواك،
وتمنعهم أيضاً أن يسلكوا طرقاً غير شريفة أو مستهجنة من الشرائع السماوية والمجتمع.
رؤية عالمية للتطوع
تقر الدراسات الحديثة أن نسبة المتطوعين بدول العالم الأول تكاد تقترب من ال100% لإيمان هذه الدول بأن التعليم ما هو إلا جزء في رحلة اكتساب الفرد للخبرة الحياتية الحقيقية.
ولهذا، فإننا نجد أن أبرز المجالات التي يتطوع بها الأفراد في دول الخارج هي التي تتعلق بالبيئة،
ومناصرة حقوق اللاجئين من مأكل وملبس ومسكن، وكذا العمل على تأسيس كيانات الرعاية للناجين من الأحداث العنيفة كالحروب، وبشكل خاص الأطفال.
كما نجحت هذه الدول في نشر ثقافة التطوع في العالم أجمع بالتشجيع على الانضمام لبرامج توفر تكاليف السفر والإقامة والانتقالات للراغبين في نقل العلم أو المساعدة في الارتقاء بحال المجتمعات المتواضعة أو المحتاجة.
هذا بالإضافة إلى أن أكبر هذه المؤسسات قد نجحت في استقطاب كبار الشخصيات المجتمعية والفنية والثقافية،
ومنحهم المسؤولية الرسمية عن إحدى المشروعات، أو أن يصبحوا المتحدثين الرسميين لهذه المشروعات.
ولقد تجلت أرقى صور التطوع في تبني بعض الممثلين للأطفال من ضحايا الحروب، والكوارث الطبيعية.
لهذا، فإن الإقرار بأن ثقافة التطوع توجد في أقولا صورها بالمجتمع الغربي يفسر أمراً عظيماً يرافق هذه المجتمعات بشكل خاص،
وهو أنها تتمتع بالثقافة الإنسانية الحقيقية ولهذا فهي دول العالم الأول، وهي الدول المتقدمة.
ومن هنا بامكانك معرفة المزيد عن ثقافة التطوع .