هل تستطيع الرسوم المتحركة أن تتصدر أنظمة العملية التعليمية مستقبلاً؟
يلمس آباء وأمهات هذا الجيل تغيراً ملحوظاً في مستوى المحتوى الكرتوني ” الرسوم المتحركة ” الذي يُبث للأطفال من جيل الألفية الآنية.
وربما نلاحظ أن الأمر قد تجاوز المنحنى الترفيهي أو تحقيق الإمتاع للأطفال فحسب، بل إنه قد امتد ليشمل بث البرامج التعليمية والتربوية، بما في ذلك التربية الدينية.
لقد ظهرت الحاجة أيضاً إلى تخصيص الوقت لمشاهدة تلك القنوات التي تم تأسيسها بالنسبة للأطفال، ومن أجل مشاهدة هذا المحتوى وفقاً لمعايير متعددة.
وهنا يظهر السؤال: هل يأتي الوقت ونكتفي بمحتوى البرامج لقنوات الرسوم المتحركة لتربية أبنائنا على القيم والمثل الأخلاقية، ومدهم بالمباديء والأسس الدينية؟
أم أن الأمر مجرد بروباجندا من أجل السوق الإعلامي، يعني أمر مؤقت وسينتهي؟ وهل ستحل محله حينها أنظمة أخرى؟
دعونا نكتشف الإجابة من خلال رؤيتنا بمقالنا التالي على موقع مقالات.
ما هي أبرز الأوقات التي يتفاعل فيها الأطفال مع عالم الرسوم المتحركة؟
دائماً ما تكون طاقة الإنسان، وقدرته على الانتباه والتركيز في أعلى معدلاتها الطبيعية بالصباح الباكر، وحتى فترة الظهيرة؛
لذلك فمن الحكمة أن يشاهد الطفل المحتوى التعليمي، أو التثقيفي، أو المحتوى الديني في تلك الفترة.
والأمثلة لذلك المحتوى متعددة مثل :
الأغاني التي تُعلم الحروف، والأرقام، والقيم التربوية، والخُلق، وكذلك دروس تعليم الصلاة، وقراءة القرآن، وغيرها.
وبمجرد أن يمر وقت الظهيرة وحتى الإقتراب من فترة العصر، وهو الوقت المخصص لانتهاء فترة العمل أو الدراسة بالنسبة للجميع،
فهو وقت التواصل الأسري بعيداً عن أي اتصالات إلكترونية، وإن كان لابد ومشاهدة محتوى التلفاز مثلاً، فيمكن اختيار أحد الأعمال العائلية،
أو حتى مشاركة الأطفال مشاهدة أحد القصص الخيالية، أو برامج المسابقات بالنسبة للأطفال أيضاً.
وبالنسبة لأهم أوقات اليوم والتي تساعد الأطفال على تنميو وجدانهم، وخيالهم، فهو وقت ما قبل النوم،
حيث ينتظر كلاص منهم قصة ما قبل النوم، التي سيقصها الآباء أو الأجداد.
وبالمقارنة، سيظل التواصل الأقرب هو وقت المرح واللعب، هو وقت الحديث مع الآباء والأمهات، هو التواصل الوجداني والإنساني،
في المقابل علينا أن نعترف أن تأثر الأطفال بمجتمع يتحدث إليهم فقط، ويدخل في أدق تفاصيلهم النفسية والعتقادية هو تأثر كبير أيضاً،
وبناءا عليه فإن ما يقابل هذا المحتوى لابد وأن يمثل الجانب الأقوى.
وهنا لا يقتصر حديثنا على الأسرة والأبوين فحسب، بل أيضاً عن المدرسة، وعلاقة الطفل بمعلمه، والتي تبني بداخل الطفل أموراً متعددة.
متى يجب التدخل بتقنين مساحة المشاهدة لأفلام الكرتون؟
قد يتحول الأمر إلى خطورة عندما يتسبب في إصابة الأطفال ببعض الأمراض النفسية: مثل الإنطواء، والكبت، والاكتئاب،
وما يترتب على ماسبق من أعراض خطيرة مثل : إنعدام التواصل بالحديث،
أو حتى التعبير عما يشعر به الإنسان من مختلف الأحاسيس كالألم، الحزن، والفرحة، الاشتياق، وغيره.
لذلك فإن أول ما يفرضه أطباء الأمراض النفسية، وكذلك متخصصي المخ والأعصاب،
و مختصي تنمية المهارات للأطفال على قائمة الممنوعات هو عدم مشاهدة أفلام الكرتون، بل وعدم مشاهدة التلفاز من الأصل.
إن تنمية قدرات الطفل الذهنية في هذه الأوقات قد يعتمد على تنشيط المخ بما يستمع إليه من الموسيقى، أو أغاني بالراديو، أو المسجل الموجود بالهاتف مثلاً.
هذا بالإضافة إلى ما يقدمه الإخصائي من تدريبات بمساعدة الأم والأب على تنمية التواصل مع الطفل، بعد ما أصابه وتسبب في تعطيل هذا التواصل.
هل يأتي وقت ونكتفي بمحتوى الرسوم المتحركة لتعليم الأطفال وتربيتهم؟
دعونا نسأل السؤال بصيغة أخرى، ” هل تستطيع اللعبة التي يحبها الطفل ومهما ارتبط بها من وقت أن تفعل؟
وهل يستطيع الطائر أو الشمس أو الرجل أو الفتاة الذي رسمهم على الورق أن يفعلوا؟ “بالطبع لا.
إن تنشئة جيل قادر على “الإنصات“، واتخاذ رد الفعل السليم يتطلب ماهو أكثر من مجرد فيلم لا يتجاوز عرضه بضعة دقائق،
يحتاج إلى تواصل إنساني وعاطفي، وإلى إحتكاك مع تجارب حقيقية.
كما أن الطفل بحاجة إلى الشعور بالأمان تجاه نظام التجربة والخطأ في التربية، وأن يكبر جريئاً وقوياً،
وكي نساعده أيضاً على بناء شخصيته في وقت مبكر، تحقق له الاستقلال، وتقرب إليه ما يطمح،
وتتيح له الاختيارات المتعددة، وتعلم كيف أن الحرية تعني تحمل المسؤولية في إتخاذ القرار.
وربما يفيد الأمر مافي مرحلة ما قبل الالتحاق بالمدرسة، وربما تفلح في بعض أوقات إنشغال الوالدين بأمور المنزل أو بشؤونهما الخاصة ،
ولكنها لا تغني أبداً عن أهمية التعلم في المؤسسات التعليمية ، والاحتكاك والتجربة في ظل وجود الأسرة.
ومن هنا بامكانك معرفة المزيد عن المعلومات عن فائدة الرسوم المتحركة في عملية التعليم.