السفير المجهول
السفير المجهول
الحضارة الإسلامية من أن أكثر الحضارات تفتحا و ثراء ,نحن فى حاجه لنقلب صفاحتها لنعرف أسباب إزدهارها لنعيده إليها مرة أخرى ليس هذا فقط بل لندافع أنفسنا ضد من يرمينا بالتخلف و يريدون أن يزرعونا فى أنفسنا بأننا قوم جهلاء و ليس هذا من الحقيقه بشئ بل العكس
العصر العباسي
لذا سنتذكر عصر من أبهى عصور المسلمين و هو عصر الخلافة العباسية و عاصمتها بغداد أغنى البلاد
و أكثرها رفاهية خرج منها رجل فقيه متجها إلى إماره صغيرة تدعى”فولجا بلغار” و قد أرسله الخليفة المقتدر
سفيرا إليها لنشر الإسلام و تعاليمه .
من هو السفير المجهول ؟
هذا السفير هو أحمد بن فضلان الذى قاسى فى تللك الرحله أهوال من أجل هدف نبيل ليتم رسالته
و هو مع ذلك مجهول الذكر منسيا وصلنا عنه الخبر القليل من خلال كتاب ألفه ضاع أكثره يسمى فى بعض الأحيان
(الكتاب) أو (الرساله) يصف فيه رحلته من بغداد ثم بلاد الفرس ثم بلاد الترك وأخيرا فولجا بلغار ,
و يحفظ لنا طبائع شعوب هذه المنطقه فى هذا الوقت, أن المؤرخون الغربيون أنفسهم إعترفوا بأن الغرب
يدين له بالتعرف على أجداد الروس الأوائل و شهدوا له أنه كان منصف و محايد,كما ان الدول الاسكندنافية
مثل الدنمارك و النرويج تراه كبطل لأنه لعب دورا في تطورهم و أصبح كأسطورة حتى أن هوليود انتجت فيلم عنه باسم “13 warriors”.
تفاصيل رحلة أحمد بن فضلان
لنقلب صفحات كتابه من بداية رحلته ,تحرك هذا السفير من بغداد حتى وصل إلى خوارزم و ظل بها أياما
و عندما قرر ان يستأنف رحلته منعه أمير خوارزم قائلا أنه لا يمكنه أن يتركه يسافر عبر ألف قبيله من الكفار
والأفضل ان يقوم بهذا أمير خراسان و لكن أحمد بن فضلان أصر على استكمال رحلته فطلب منه الأمير
أن يرتدوا أثقل الملابس ,ففعل السفير ما طلبه منه الأمير على الرغم من أنه لم يتخيل أن تكون تلك البلاد
أكثر بروده من خوارزم حتى استأنف المسير و سارت القافله الكبيره على نهر متجمد .
بدأ يصف قبائل الأتراك بأنهم يستقبلون زوارهم بأكواخهم ويشعرون النار لتدفئتهم كترحيب لهم فى الشتاء البارد
و الأتراك كانوا عبدة أصنام فى تلك الفتره لا دين لهم ,فقد مر بقبيله تدعى بالغزيه ليس لهم دين ويعبدون أى شئ
الأصنام الحيوانات أو الرياح و عندما يمر بهم المسلمون تظاهروا بعبادتهم لله تقربا للمسلمين و لم يكونوا يستحمون
بالماء أبدا و كان يستحم المسلمون ليلا دون أن يراهم أفراد القبيله لأنهم يعتقدون من يغتسل بالماء و يقومون
بتغريمهم المال .
استمر برحلته حتى وصل لإمارة فولجا بلغار يوم 12 محرم310 هـ هو قدم لأميرهم هدايا أمير المؤمنين الخليفه
المقتدر ثم بدأ يعلمهم الدين الإسلامى و شرع فى بناء حصن يحميهم من القبائل الكافرة كما غير حاكم الإمارة
اسمه من ألميش إلى عبد الله بن جعفر.
أسلمت إمارة أخرى تدعى”بزنجبار” تتكون من 5000 رجل و امرأة و أسلم على يد أحمد بن فضلان بها رجل
كان يسمى طالوت و أطلق عليه اسم عبد الله و لكن طالوت استبدله بمحمد تيمنا باسم سيدنا محمد (صلى الله عليه
و سلم) أثناء إقامته بفولجا البلغار جاء تجار من البلاد المجاوره الواقعه فى شمال أوروبا اسمهم الفايكنج
(أجداد الدول الاسكندنافيه مثل السويد,النرويج والدنمارك) و استقر جزء من قبائل الفايكنج الشماليه آسيا
و أنشئوا بها المستوطنات التى تطورت مكونه روسيا فيما بعد .
ميلاد روسيا على يدي السفير المجهول
و كان أحمد بن فضلان أول من أطلق عليهم لفظ الروس ليصبحوا أجداد الروس الحاليين. يرى الغرب إن كتابه
أحمد بن فضلان توضح بدايه ميلاد روسيا و صفات الروس الأوائل و باقى قبائل الفايكنج الأسكندنافيه التى غزت
أوروبا حتى أطلقت على فتره احتلالهم لأوروبا عصر الفايكنج وكتب أحمد بن فضلان عنهم جاء مجموعه من
التجار للإمارة من خلال البحروهبطوا من سفنهم للإشتغال بالتجارة مع اهل العماره و لهم هيئة المحاربون
بنيتهم قويه ,شقر الشعور يتقلدون السيوف و الخناجر هؤلاء التجار الوثنيون يقدمو القرابين للآلهه لترضى
عنهم و ليحققوا أرباحا كثيره من تجارتهم , ووصف نسائهم بأنهم يرتدون العقود تبعا لغنى أزواجهم فإن كان
يمتلك 10.000 ترتدى عقد و كلما تضاعفت الدراهم تضاعفت العقود.
هم قوم لا يستحمون ولكن يغسلون وجوهم بماء قذر ,فهم جميعامهما كان عددهم يغتسلون بنفس الماء فى نفس الإناء
و تمرره الجارية عليهم الواحد تلو الآخر كانوا أنهم يقدمون القرابين البشريه و يحرقون موتاهم في سفن كبيره
لو كانوا أغنياء و سفن صغيره لو فقراء و يتركون مرضاهم فى العراء و معهم طعامهم وماءإلى أن يأتى أجلهم .
هذا الكتاب يوضح مدى همجيه الفايكنج سكان أوروبا الشماليه القدامى الذين انحدر منهم الروس الأوائل و باقى قبائل الفايكنج التى استولت على أوروبا(مثل فرنسا و انجلترا وألمانيا ) إن شمس الحضاره الإسلاميه هى التى أخرجتهم من ظلام جهلهم تخلفهم و لولا إتصالهم بالمسلمين لظلوا متخلفون فهم نقلوا الكثير عن الحضارة الإسلامية ليقيم أحفادهم بعد ذلك حضارتهم الغربيه على أساس حضارتنا الإسلامية.
يرجع الفضل للسفير المجهول أحمد بن فضلان فى إنتشار الإسلام بإمارة فولجا بلغار التى أصبحت بعد ذلك ضمن الآراضى الروسيه وهى الآن دوله تارستان الإسلاميه التى أتخذت من يوم دخول أحمد بن فضلان عطلة رسمية لها ونشرت الإسلام بين جيرانها.