العمل الحر من المنزل ، هذا المصطلح الذي بات يتردد كثيراً في الأونة الأخيرة بين الأفراد في سوق العمل، فالكل يريد أن يحقق تلك المعادلة الصعبة ما بين جني و ربح الأموال الطائلة.
وفي الوقت ذاته تحقيق الراحة و الرفاهية في أداء العمل، و لكن هل هذا النوع من العمل هو الإختيار الأمثل بالفعل؟ و ما هي السلبيات التي من الممكن أن نواجهها إذا أردنا الإنضمام لهذا المجال؟.
في البداية دعونا أن نعترف و نجزم بأن كل شيء في الحياة لابد و أن يكون له عيوب و مميزات، فلا يوجد شيء كامل من جميع الجهات، فالكمال لله وحده- سبحانه و تعالى-
إذاً فمن الضروري هنا أن نتطلع على الموضوع، و نناقشه من جميع الجهات، و ذلك حتى نستطيع من الإجابة على التساؤلات التي تدور في ذهن كل فرد من القراء الأعزاء، و هذا ما سنحاول عمله بالفعل من خلال هذه المقالة.
ما الذي يعنيه العمل الحر من المنزل؟ و كيف يتم؟
ببساطة شديدة يعني إتاحة الفرصة لعدد من الأفراد – من الذين يمتلكون قدرات و مهارت معينة في بعض أنواع المجالات المتخصصة.
للعمل من المنزل دون الحاجة إلى التحرك و الإنتقال من مكان لأخر، حيث يقوم هولاء الأفراد في البداية بعمل حساب شخصى لهم على تلك المواقع الخاصة بهذه النوعية من الأعمال.
والتي باتت كثيرة و متعددة على نحو كبير، ومن ثم الإتفاق و التعاقد مع مجموعة من العملاء أو الشركات على التفاصيل المختلفة، من مقابل مادي و عدد ساعات العمل، و كذلك المواعيد المخصصة لإنهاء و تسليم الأعمال المكلفين بها، و غيرها..، و من هنا تبدأ الرحلة الطويلة في هذا المجال الواسع.
ما هي المجالات المتاحة في مجال العمل الحر من المنزل ؟
تتنوع و تتفاوت مجالات العمل الحر أو المستقل، فهي في زيادة و تطور مستمر إلى الآن، لذا فسوف نذكر أبرز تلك المجالات، و أكثرها شيوعاً و انتشاراً، و منها:
- كتابة المحتوى، و ذلك مثل كتابة المقالات و الأخبار والسيناريوهات، و كذلك كتابة القصص بأنواعها المختلفة مثل الكتابة في أكاديمية مقالات.
- تنفيذ تصميمات مختلفة، سواء كانت لصفحات على مواقع التواصل الإجتماعى، أو حتى لمواقع شركات و مؤسسات.
- ترجمة النصوص في كافة المجالات، و كذلك لكافة اللغات المختلفة.
- التفريع الصوتي الدقيق للمقاطع الصوتية و مقاطع الفيديو المتنوعة.
- التسويق الإلكتروني لبعض المنتجات و البضائع، أو حتى التسويق لشركة أو مؤسسة بعينها.
ما هي مميزات العمل الحر من المنزل ؟ و كيف يمكنني إستغلالها؟
مما لا شك فيه أن تلك النوعية من الأعمال لها مميزات عديدة، و الدليل على هذا الحديث، هو انتشارها، وكذلك النجاح الكبير الذي حققه منذ ظهورها، و تشمل هذه المميزات الآتي:
- توفير إماكنية العمل من المنزل أو أي مكان تفضله، دون الحاجة إلى الحركة و التنقل، أو الإلتزام بمواعيد عاملة ثابتة و محددة، فكل ما تحتاجه للعمل هو جهاز الحاسوب الشخصي الخاص بك فقط، أو حتى هاتفك المحمول.
- توفير الأموال التي يتم إنفاقها في وسائل الموصلات المختلفة، و إماكنية إستغلالها في أغراض أخرى مجدية، و أيضاً فضلاً عن الأموال، يكفي شعور الفرد بالهدوء و البعد عن الإزدحام و الضوضاء.
- توفير عنصر المرونه في العمل، و هذا يعد من أفضل ما يميز العمل المستقل، فهذه المرونه تستطيع بدورها أن تحقق التوازن بين العمل، و بين الحياة الشخصية الخاصة بالفرد، فيمكنه فعل كل ما يريد، و في الوقت ذاته ينجز مهامه و أعماله اليومية المطلوبة.
- إتاحة الفرصة لإختيار مشاريع العمل المناسبة، فالعاملين في هذا المجال يكون لديهم متسع من الحرية في إختيار مهام العمل المطلوبة منهم، فيقوم بإختيار ما يفضله و يشعر بأنه مناسب، و يتجنب غير المجدي منها.
- شعور الفرد بحريته الكاملة، وبأنه غير مقيد، يؤثر بالطبع على إنتاجية بشكل كبير، حيث يلعب العامل النفسي دوراً هاماً للغاية في تحسين الجودة و الكفاءة الإنتاجية.
- تقليل فرص المشاحنات أو الشجار التي تحدث في الدوام الكامل، سواء بين الأفراد و زملائهم، أو حتى بين الموظفين و رئيسهم في العمل.
- يعتبر العمل من المنزل أول العمل المستقل من الفرص الذهبية لربات البيوت، اللاتي لا يستطيعن الخروج إلى العمل، نظراً لكثرة مسئولياتهم و مشاغلهم اليومية، لذا فيمكنهم إتخاذ تلك النوعية من العمل كمصدر ربح إضافي لهم، و هن متواجدات في منازلهم، ووسط أبنائهم دون الحاجة للحركة أو التنقل .
- توفير إماكنية الدخول في أكثر من عمل أو مشروع في آن واحد، طالما كانت لديك القدرة على إنهاء المهام، و تسليمها في الموعد المحدد لها.
هل العمل الحر من المنزل له عيوب؟ و ما هي؟
من المؤكد و بلا أدني شك أن يكون الجواب “نعم”، فكل شيء كما ذكرنا من قبل له عيوب و مميزات، فلقد ذكرنا بالفعل العديد من المزايا و الإيجابيات التي يقدم لنا العمل الحر من المنزل، و لكن هذا لا يعني بالطبع أنه لا يشمل على أي آثار سلبية، فمن وجهة نظري المتواضعة أن هذا العمل لن يناسب على الإطلاق الشخصيات التي لا تحب جو المغامرة و التجربة، و لذلك سنقوم بعرض بعض الآثار السلبية الشائعة، و كذلك بعض الشبهات التي تحوم حول تلك النوعية من العمل فيما يلى:
- إن الإقبال الكبير على تلك النوعية من الأعمال، خلق قدر عالي من المنافسة، لذا فأصبح من الصعب العثور على مشاريع جيدة و مناسبة في بعض الحالات.
- ضرروة إمتلاك مهارات و قدرات عالية، تسمح لكل بالمواصلة و الإستمرار في هذا المجال، أي أنه لابد أن تكون متفرداً و أن تسعى لتطوير نفسك أولاً بأول في المجال الذي تعمل به، و ذلك لضمان البقاء و التواجد.
- عدم وجود دخل ثابت و محدد كما هو الحال في الوظائف الدائمة، فعلى قدر مجهودك و على قدر عملك سوف تربح و تجني.
- قد يؤدي حدوث عطل ما في شبكة الإنترنت، أو في أحدى مواقع التواصل إلى تعطيل العمل بشكل كلي، وذلك نظراً لإعتماد العمل عليهم بشكل كامل.
- إماكنية التعرض لعمليات النصب في الحصول على العائد المادى، وذلك في حالة التعامل مع أحدى المواقع أو المنظمات غير الموثوق بها.
- انعدام الشعور بالإمان أو الثقة، فقد تشعر بأنك مهدد طوال الوقت، وبأنك أيضاً لا تملك مصدر دخل ثابت، و هذا يأتي بالإضافة إلى الحرمان من الحصول على بعض المزايا الهامة الأخرى التي تقدمها الوظائف الدائمة كالتأمينات الصحية، أو الأجازات المرضية.
إذاً في النهاية يمكننا القول بأنه لا يوجد شيء سهل و مريح بنسبة مائة بالمائة، فأي عمل في الحياة يتطلب منك بذل المزيد من الجهد و العناء، حتى تستطيع تحقيق ما تصبو إليه من إنجازات و أهداف، و ها نحن قد حاولنا قدر المستطاع توضيح المزايا و العيوب الخاصة بتلك النوعية من الأعمال، وذلك بغرض مساعدتك في تحديد ما تريد أولاً، و بعدها يأتي دورك أنت لتفكر جيداً و تقرر ما الذي يناسبك؟، و ما الذي يمكنك أن تتحمل عيوبه من أجل مميزاته؟.
أقرا ايضا: هل يناسبك العمل من المنزل ؟
